آخـــر الأخبــــــار

لعميم في استضافة خاصة ضمن سلسلة أعلام الرشيدية بقلم براهيم غزان

سلسلــة أعــــلام الرشيديـة

بقلـــم  بـــراهيـــم غــــزان

(محمــــد مكـــوي)   لعميــــم

بطل الرياضة بقصر السوق ويستحق ان تسمى القاعة المغطاة باسمه ،خرج من دروب الواد الحمر من عائلة كريمة وابوه الحرفي المتميز الذي هو صانع احذية اهل قصر السوق بانواعها وبجمالية واعتمادا على وسائل بسيطة منح لقصر السوق جوهرة وبطل تتوفر فيه كل مقومات اللاعب الماهر اغرم في البداية وهو تلميذ بثانوية سجلماسة بكرة السلة وبرع فيها ليتحول الى لاعب لكرة اليد ليرسم تاريخ لهذه اللعبة بمدينته.
انه اللاعب محمد مكوي البارع في كل الرياضات الفردية والجماعية وهو من اول من قفز بالزانة في ملاعب ثانوية سجلماسة وتحدى رقم اربعة امتار في زمن لم تكن هذه اللعبة لم تتطور بعد وفوق ارضية رملية .
كان محمد امير هذه الملاعب استهوته كرة السلة وبرع فيها وانظم الى فريق المدينة وشكل واحدا من ابرز لاعبيها لكنه سيتجول الى لاعب كرة يد وتحوله هذا من وراءه حكاية بحيث ان ثانوية سجلماسة رغبت في المشاركة في هذا الصنف اواخر الستينات من القرن الماضي فاستدعاه الاستاذ الفرنسي سوكندي ليكلفه بتشكيل فريق للمشارك به في الالعاب المدرسية وبالفعل ورغم عدم وجود ملعب تم خلق مساحة ولو لم تكن تتوفر على موصفات الملعب شرعوا في التداريب وكان الى جانبه رشيد المير وبعلاوي تهامي واخرين ليشدوا الرحال الى مكناس لمواجهة بطل المغرب لسنة الفارطة بملعب لافييط
وتحت انظار جمهور غفير مشكل اغلبه من ابناء قصرالسوق الذين كانوا يتابعون دراستهم بثانوية مولاي اسماعيل تفوق اصدقاء محمد مكوي الذين لقنوا درس في هذه اللعبة مع تالق محمد الذي سجل لوحده 7 اهداف .
وقفنا عند هذا الحدث التاريخي لأنه هو الشرارة الاولى لانطلاق كرة اليد بقصر السوق وهي التي سيتولد عنها مسلسل تالق كرة اليد بقصرالسوق ودائما عرافها وقائدها هو محمد مكوي .
غادر محمد ثانوية سجلماسة بعد ان تمكن من اجتياز مبارة الممرضين ليلتحق بمركزها بفاس والذي كان قرب ظهر المهراز وكان ذاك اواخر 1996 وبما ان محمد تعلق بلعبته واحبها فقد انطلق يبحث عن فريق بفاس وقصد المغرب الفاسي الذي كان يلعب بالقسم الوطني الاول ،بعد ان علم انهم يتدربون بملعب الحسن الثاني ،رفض المسؤولون ان يتدرب مع الفريق في البداية فانطلق محمد مكوي على التدريب لوحده وبما ان فريق المغرب الفاسي في اخر حصته التدريبية يجري مقابلة فقد تمت الاستعانة بمكوي من اجل اكمال الفريق لكنه ببراعته وبقوته البدنية وقوة قدفه ومهارته فاجئ الجميع ولم تكد تنتهي تلك المقابلة حتى نزل مسؤولو النادي من اجل ان يوقع لهم ولقنهم درسا بليغا وطلبوا منه ان يلعب معهم في الاسبوع المقبل رغم انه كان سيعود الى قصر السوق لقضاء عطلته ، وبإلحاح منهم ليعود يوم الاحد للعب المقابلة


وبالفعل ودون تداريب عاد محمد مكوي ليجد نفسه في التشكيل الرسمي الذي سيواجه النادي القنيطري وبرع محمد في تلك المقابلة بتسجيله اغلبية الاهداف ليعلن على ميلاده بالفريق وبكرة اليد لتتم في نفس السنة المناداة عليه للفريق الوطني لكن ظروف حالة دون التحاقه .
لعب محمد مكوي ثلاثة مواسم من 1970 الى 1973 بعدها عاد الى قصرالسوق بإلحاح من والده ليشتغل بقطاع الصحة كممرض متمرس لكن الرجل المهووس بهذه اللعبة وسيعمل على تشكيل فريق سينظم الى القسم الوطني الثانيسنة 1975 وكان يتكون من باهدي رشيد المير مولاي مصطفى اميني بعلاوي التهاميهارجا واخرين ليتمكن في سنته الاولى من لعب مبارة السد ضد الجيش الملكي ليفاجئ الفريق يوم مقابلة السد ان محمد مكوي ورشيد المير موقفين دون سبب سوى لانهما نجمي الفريق ومن اجل تسهيل الماموريةللجيش الملكي للصعود.
لكن عزيمة الفريق كانت اقوى في سنة 1976 بحيث فازوا بجميع المقابلات واحتلوا المرتبة الاولى بفارق 12 تقطة عن الثاني ليصعدوا الى القسم الوطني الاول ليستمر الفريق بهذا القسم الى حدود 1987 وبقي محمد مكوي معه يساند ويكافح.
محمد مكوي بطل بما تحمله الكلمة من معنى رسم لنفسه مسار متميز في كرة اليد لعب في جل الملاعيب المغربية تعرفه ويعرفها وترك فيها لمساته وفنيته رافقه مولاي مصطفى اميني وعاش معه تاريخ كبير في هذه اللعبة وكانا دائما يؤطران اللاعبين الجدد وحافظا على توازن الفريق .
عاد محمد مكوي الى الفريق في التسعينيان من القرن الماضي كمدرب ليقود الفريق الى العودة الى القسم الوطني الاول ليترك بعد ذلك عالم كرته المحببة بعدما لم يجد من يسايره في طموحه وغيرته
محمد مكوي معلمة رياضية كبيرة احب الرياضة ومارسها بروح رياضية عالية لا ينفعل ابدا بل هادئ يحرك جميع اللاعبين بفضل تقنياته العالية وقوته البدنية .
بشوش رجل نكتة ورجل اجتماعي بامتياز عرف كيف يتأقلم مع جميع الاجيال التي عايشها الابتسامة لا تفرق محياه التواضع هو سمته شكل في مهنته كممرض نموذج وحتى حين تخرج كمؤطر للمرضين بقي الرجل هو حرفة التطبيب يمارسها بمهنية كبيرة وبضمير حي خدوم متفاني.
بعد ان لم تنصفه مدينته التي اعطاها حياته وكان وراء نهضة كروية وهو مؤسس كرة اليد بقصرالسوق وهو من كان وراء ما وصلت اليه هذه الرياضة ، غادرها محمد مكوي ليستقر بالجنوب المغربي بانزكان بضبط التي اكمل فيها حياته المهنية ليستقر حاليا بايت ملول .
اطال الله عمر هذا اللاعب الكبير الذي ترك اسمه عاليا وجعل من اسرته اسر رياضية بامتياز ومتعه بالصحة والعافية.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *