لحسن بايا.. ذاكرة تيزنيت البصرية ورائد من رواد مسرحها
الوطن نت | عادل الزين
يعد لحسن بايا واحدا من الاسماء التي ارتبطت بتاريخ مدينة تيزنيت الثقافي والفني لعقود طويلة، فقد مزج بين عشقه للمسرح وشغفه بالتصوير ليصنع حضورا استثنائيا جعله جزءا من ذاكرة المدينة ووجها مألوفا في كل موسم ثقافي وكل لحظة فنية واجتماعية. منذ الثمانينات انخرط بايا في العمل المسرحي داخل جمعيات محلية، ووجد في الخشبة فضاء للتربية الفنية وصقل المواهب الشابة، فكان بالنسبة لكثيرين المربي والملهم والداعم الذي يرافق الاجيال ويغرس فيهم حب الفن والمعرفة. لقد شكلت تجربته في المسرح مدرسة حقيقية تخرج منها عشرات الشباب الذين اكتشفوا قدراتهم تحت اشرافه وبدعمه المتواصل.

وبالتوازي مع هذا المسار المسرحي، برز لحسن بايا كمصور فوتوغرافي يعرفه كل من عاش تفاصيل الحياة الثقافية في تيزنيت. فقد وثق بعدسته المناسبات الدينية والاجتماعية والرياضية والفنية، وحول التصوير الى وسيلة لحفظ ذاكرة المدينة ومشاهدها وتاريخها القريب. كانت صوره دائما حاضرة في التظاهرات الرسمية وفي الانشطة الجمعوية، مما جعله يشكل ارشيفا بصريا مهما، يستعيد من خلاله اهل المدينة لحظاتهم ولحظات ابنائهم عبر السنين.

حظي بايا خلال مسيرته بعدد من التكريمات في مهرجانات وملتقيات ثقافية محلية، ليس فقط باعتباره فنانا او مصورا، بل باعتباره شخصية لعبت دورا انسانيا وتربويا وثقافيا عميقا. فقد وصفه كثيرون بانه الاب الروحي لفئات واسعة من شباب المدينة، وان حضوره الهادئ واصراره على دعم كل مبادرة ثقافية جعلاه رمزا من رموز العطاء في تيزنيت. ورغم هذا التقدير، يرى البعض ان المدينة لم تمنحه كل ما يستحقه مقارنة بما قدمه لها من جهد ووقت وعشق للفن.

يظل لحسن بايا حالة مميزة في المشهد الثقافي المحلي، فهو يجمع بين الفنان والمربي والموثق، وبين العطاء الفني والالتزام الاجتماعي. ومن خلال ما قدمه للمسرح وللتصوير وللشباب، يمكن القول انه احد الذين ساهموا بصدق في تشكيل ملامح الثقافة الحديثة لتيزنيت، وان بصمته ستظل حاضرة في ذاكرة المدينة ما دامت صوره ومسرحه وشهادات من عرفوه تروي مسيرة رجل اعطى دون انتظار مقابل، واحب الفن فاحبه الناس.


