بـــوانــــو..ومـــا لـــم يقلـــــه!
بقلم : زهيــر اسليمـانــي
إطلالة بوانو على المكناسيين الأخيرة، التي دامت لأقل من عشر دقائق، وجاءت في إطار التواصل والتوضيح، التي كان موضوعها: “حول تمديد الحجر الصحي والإجراءات المصاحبة..” مثمنة ومطلوبة وصحية.
خصص حيزا مهما منها للحديث عن أشغال الجماعة المتعلقة بتهيئة بعض مدارات المدينة، بعدما طالب الساكنة بلزوم الحجر والبقاء في المنازل، وتحدث عن بعض الإجراءات المصاحبة مثل: تواصل التعقيم، وضمان استمرارية المرفق العمومي، وطمأنة الساكنة المكناسية، وبتوفر المواد الغذائية ووفرتها خصوصا مع الشهر الفضيل، تحدث ببلاغة وتواصل جسدي مدروسين، ومقنعين..
ما لم يقله السيد بوانو، وهو يطمئن الساكنة المكناسية، أن أغلب أحياء المدينة شعبية، تعاني من الهشاشة وترزح تحت عتبة الفقر.. وأن كثيرا من الأبواب الموصدة، تحتضن أباء يقبعون بين نارين؛ الخروج لتدبر قوت العيش لفلذات أكبادهم، أو البقاء في الحجرات مع أنين أطفالهم وتفطر قلوبهم..
كان على السيد بوانو، الذي بدأ كلمته وأنهاها بنفس إسلامي، أن يقول لإخواننا المومنين ما يطمئنهم فعليا، بأن يدعو الشركاء والفرقاء، إلى إيجاد سبل لمساعدة هؤلاء المواطنين المسلمين، ولا أنفي هنا نيته بخصوص هذا.. ولا أبطل الإكراهات التي قد تعوقه..
لذلك، ومن باب الاقتراح، لم لا يلجأ إلى ميزانية الجمعيات الرياضية والثقافية، والمهرجانات.. المتبقية في ذمة الجماعة، فيخرجها أو يخرج منها قسطا لدعم الفئات المعوزة.. ولا أحسب مستشارا أو رئيس جمعية أو مدير مهرجان.. سيعترض على الأمر، إلا إذا كان من المرتزقة!
لم، لا تدعو الجماعة الجمعيات الممنوحة العاطلة الآن، إلى شراكة، في إطار برنامج فعلي وحقيقي، لرفع ولو قليل من الضيم، الواقع على المعوزين، الذين يئنون في صمت تحت وطأة حالة الطوارئ الصحية؟!
لم، لا تشرع الجماعة بالاستفادة من مساعدة السلطات المحلية، في إحصاء ودعم الأسر التي لم يتسن لها الاستفادة من دعم راميد، ولا من دعم القطاعات غير المهيكلة، خصوصا وأن هناك فئة أمية، لاتحسن التعامل مع المنصات الرقمية، وفئة أشد عوزا لا تملك حتى أداة ذكية للتسجيل، وهما الغالبتان، حرمتا معا من الاستفادة.
والجمعيات التطوعية الممنوحة.. أين أغلبها الآن مما يحصل؟ أين الدعم الذي استحصلته، والمنح التي استخلصتها من الجماعة والجهة..؟! لم لا تساهم بقسط منها في دعم المعوزين؟! إن صرفت دعمها، الذي هو بالأساس لإقامة أنشطة لخدمة المجتمع أو لتنميته، فأين؟ وإلا، فماذا تنتظر؟ كل حي فيه عشرات الجمعيات، لو تكلفت بمعوزي حيها لكفتهم، و وقتهم شر المسغبة، وتهديد الفيروس، وقامت مشكورة بأكثر من الواجب.
إذا كانت الجمعيات -جميعها وبلا استثناء- فعلا تنسجم مع نظامها الأساس، وتحترم ديباجته، فهذا وقت العمل الجمعوي الجاد، وهذا الوقت الذي يعرف فيه سمين الجمعيات من غثها وغثائها! ومن حق دافعي الضرائب المكناسيين، معرفة هوية الجمعيات وأرصدتها البنكية ورؤسائها، ومن هم رجال التطوع بالمدينة، ومن هم مرتزقته! وبيان هذا رهين بالجماعة وشجاعتها!