ورشة في المسرح لجمعية التواصل للثقافة والمسرح تنعش الحياة الثقافية بتيزنيت وتفتح آفاقا جديدة أمام المواهب الشابة

ورشة في المسرح لجمعية التواصل للثقافة والمسرح تنعش الحياة الثقافية بتيزنيت وتفتح آفاقا جديدة أمام المواهب الشابة

الوطــن نــت | عــادل الــزيـــن

احتضنت الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء بتيزنيت، مساء يوم الأربعاء 26 نونبر 2025، فعاليات ورشة تكوينية في المسرح، نظمتها جمعية التواصل للثقافة والمسرح في إطار برنامج أكاديمية المسرح الأمازيغي، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبدعم من المجلس الجماعي لتيزنيت.

وقد شكل هذا الموعد المسرحي التكويني لحظة بارزة ضمن الدينامية الثقافية التي اطلقتها الجمعية في سياق اهتمامها المتزايد بالمسرح الأمازيغي باعتباره رافعة للحفاظ على الهوية والتعبير الفني .

الورشة التي نظمت بتنسيق مع إدارة المؤسسة التعليمية ونادي قسمها الداخلي، وبتعاون مع الحارس العام للداخلية، في إطار انفتاح هذه الفضاءات التربوية على الأنشطة الموازية التي تساهم في صقل شخصية التلميذ وإغناء تجاربه الوجدانية والفنية، عرفت تأطيرا احترافيا من طرف الفنانين رشيد أنفلوس ورضوان حيتوس، اللذين وفرا للمشاركين عمقا معرفيا وتدريبا عمليا جمع بين الإبداع والانضباط الفني، حيث وفرا للمشاركين مساحة فنية مفتوحة لاكتشاف طاقاتهم، وتفجير قدراتهم التعبيرية، والانخراط في تجربة جماعية تنسج خيوطها عبر الحركة والصوت وتقمص الادوار و الاداءات، مع تقديم مجموعة من تقنيات التشخيص، وضبط الجسد فوق الركح، إلى جانب تركيز خاص على تنمية الحس الإيقاعي والقدرة على التحكم في الانفعالات.

هذا وتميزت الورشة بتركيز نوعي على إعداد المشاركين لخوض تجربة “الستانداب”، باعتبارها شكلا فنيا يحتاج إلى حضور قوي، وشخصية متماسكة، وقدرة على بناء خطاب مسرحي فردي يجمع بين الجرأة والإبداع، حيث تعمل الجهة المنظمة على اختيار أنسب الأداءات التشخيصية لتقديم عروض فردية ستنتج من داخل الورشات، وسيتم عرضها قريبا ضمن فعاليات تظاهرة “تيفلوين” التي ستحتضنها المدينة احتفالا برأس السنة الأمازيغية ءايض يناير.

وقد حرص المشرفون على برنامج أكاديمية المسرح الأمازيغي على منح مساحة واسعة للعنصر النسوي داخل هذه الورشة، تشجيعا لإبراز المواهب النسائية وفسح المجال أمام الطاقات الصاعدة. وهو خيار يعكس وعيا بأهمية تمكين الفتيات الذي يحتاج إلى مجهود مضاعف لانجاح إشراكهن بشكل فعال.

فقرات الورشة شهدت حماسة كبيرة من لدن المشاركين، و حققت تفاعلا مع التمارين المقدمة، كما أظهرت روح العمل الفني الجماعي الذي ميزت هذه المحطة، حيث التقى الإبداع الفردي بالتجربة الجماعية في توليفة فنية تشبه مختبرا صغيرا لإعداد جيل جديد من ممارسي المسرح.

وتأتي هذه الورشة في سياق رؤية شاملة تسعى من خلالها جمعية التواصل للثقافة والمسرح إلى إعادة الاعتبار لفنون الخشبة داخل الفضاءات التعليمية والاجتماعية، وجعل المسرح الأمازيغي فضاء حيا ينصت فيه الشباب لذواتهم ويعيدون قراءة واقعهم عبر لغة الإبداع والتمثيل. كما تعكس هذه المبادرة تعاونا مؤسساتيا نموذجيا بين فاعلين ثقافيين وتربويين، الذين يسعون إلى جعل الثقافة مسارا من مسارات بناء الإنسان.

وبذلك تكون ورشة 26 نونبر قد أطلقت شرارة جديدة داخل المشهد المسرحي المحلي، وفتحت الباب أمام تجربة واعدة ستترجم قريبا إلى عروض فردية تحمل بصمة هذه المحطة التكوينية، في انتظار ما ستفرزه من مواهب ستلتحق بمسار الإبداع المسرحي داخل مدينة تيزنيت وخارجها.

مقالات ذات صله

خارج الحدود