بالعربية نقرأ… وفي ستوكهولم نعود إلى الكتاب
الدورة الخامسة لمعرض الكتاب العربي بالسويد تعيد الاعتبار للقراءة جسرا للتواصل الثقافي
الوطن نت | ستوكهولم
منذ خمس سنوات فقط، كانت فكرة إطلاق معرض عربي للكتاب في شمال أوروبا تبدو للبعض أقرب إلى المغامرة الثقافية. لكن اليوم، وقد وصل معرض ستوكهولم للكتاب العربي إلى دورته الخامسة، أضحى حدثا سنويا راسخا في المشهد الثقافي الأوروبي، وملتقى يحج إليه الناشرون والكتاب والجمهور من مختلف الأجيال والخلفيات.
انطلق المعرض عام 2020 كمبادرة ثقافية موجهة أساسا للجاليات العربية المقيمة في السويد وأوروبا، لكن سرعان ما أثبت حضوره كأكبر منصة عربية للكتاب في شمال القارة. وفي دوراته المتعاقبة، لم يكتف بعرض الكتب بل قدم برنامجا ثقافيا متكاملا شمل ندوات فكرية، لقاءات أدبية، وورش عمل للأطفال والعائلات.
الدورة الثانية (2021) عرفت مشاركة نحو 200 دار نشر بما يزيد عن 17 ألف عنوان، وحضرها سفراء وممثلون دبلوماسيون، ما أكد البعد الدبلوماسي الثقافي للكتاب العربي. الدورة الثالثة (2022) جاءت بشعار “الكتاب تسامح وسلام… صديق الغربة” واستقطبت ما بين 7 و10 آلاف زائر، بينما الدورة الرابعة (2024) انعقدت في أجواء ما بعد الجائحة تحت شعار “الكتاب وقت الشدائد يفتح الأفق” وجذبت أكثر من 200 دار نشر وحضور تجاوز 10 آلاف زائر.

في نسخته الخامسة، يختار المعرض شعارا لافتا: “بالعربية نقرأ، وبالقراءة نعود”. وهو شعار ذو دلالة مزدوجة:
-
العودة إلى الكتاب كمساحة للمعرفة وسط عالم يزداد فيه الانشغال بالرقمي والسطحي.
-
والعودة إلى اللغة العربية كجسر تواصل بين الأجيال المهاجرة وبين أوطانها، وكوسيلة للتفاعل مع الثقافات الأخرى.
بهذا المعنى، يقدم المعرض نفسه كمختبر ثقافي حيث يلتقي العرب والأوروبيون، الكبار والصغار، حول لغة واحدة قادرة على الجمع لا التفريق.
ببرنامج ثقافي غني و متنوع سيفتح المعرض أبوابه مجانا للجمهور من 22 إلى 26 أكتوبر 2025، بمقره الثابت Ursvik Entré – Sundbyberg – ستوكهولم، من الأربعاء إلى الجمعة بين 12 ظهرا و8 مساء، وخلال عطلة نهاية الأسبوع من 10 صباحا إلى 8 مساء.
وسيجد الزوار برنامجا ثقافيا متنوعا يشمل:
-
أحدث الإصدارات في الأدب والفكر والعلوم وكتب الأطفال.
-
لقاءات مباشرة مع مؤلفين بارزين من العالم العربي وأوروبا.
-
ندوات وورش عمل حول النشر، الهوية الثقافية، والاندماج.
-
فعاليات موجهة للأطفال والعائلات لترسيخ حب القراءة مبكرا.
حيث يحرص المنظمون – صفحات ناشرون وموزعون، وجمعية الناشرين العرب في السويد – على أن يتجاوز المعرض كونه سوقا للكتاب ليصبح فضاء للاندماج الثقافي. فالمبادرة لا تخاطب العرب وحدهم، بل تسعى إلى تعريف المجتمع السويدي والأوروبي بالثراء الفكري والأدبي العربي، بما يعزز جسور التلاقي ويصحح الصور النمطية.
ليبقى شعار هذا العام “بالعربية نقرأ، وبالقراءة نعود” تعبيرا صادقا و اكيدا على كسب رهان طويل الأمد على جعل الكتاب وسيلة لمقاومة العزلة الثقافية، ولإعادة الاعتبار للقراءة في زمن يغمره الاستهلاك السريع للمعلومة.
وبهذا، يتحول معرض ستوكهولم للكتاب العربي إلى حدث سنوي حامل لشرف رسالة ثقافية متجددة تؤكد أن الكتاب، مهما تغيرت الوسائط، سيظل أفقا يفتح أمام القراء عوالم أوسع من الحدود والجغرافيا.


