إفران تحتفي بثرواتها البيئية والثقافية في أول معرض لسياحة الفروسية و الايكولوجيا

إفران تحتفي بثرواتها البيئية والثقافية في أول معرض لسياحة الفروسية و الايكولوجيا

 

في خطوة نوعية نحو ترسيخ موقعها كوجهة سياحية رائدة ومستدامة، احتضن إقليم إفران، ما بين 11 و13 يوليوز الجاري، تظاهرة إقليمية استثنائية جمعت بين جمال الطبيعة، وأصالة الفروسية، وغنى التراث الثقافي المحلي. وقد نظمت هذه التظاهرة تحت شعار:
“تثمين التراث الطبيعي، الثقافي والفروسي لإقليم إفران”، بمبادرة من المجلس الإقليمي للسياحة بإفران، وبمشاركة فاعلين محليين وجهويين، ومهنيي السياحة، وعشاق الفروسية، وممثلي وسائل إعلام وطنية ودولية.

رؤية جديدة للسياحة المحلية
شكل الحدث مناسبة لإطلاق رؤية جديدة للنهوض بالسياحة بالإقليم، تستند إلى الإنسان والبيئة والاستدامة، وتطمح إلى استثمار المؤهلات الطبيعية والثقافية التي تزخر بها المنطقة في تنمية السياحة البديلة، وتوفير فرص شغل، وتحقيق تنمية قروية متوازنة.

وقد أكد عمر جيد، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بإفران، في تصريحه بالمناسبة، أن نجاح النسخة الأولى من هذا المعرض يعكس التزام مختلف المتدخلين برؤية متكاملة لتنمية القطاع السياحي، قائلاً:

“سياحة الغد لن تكون رقمية فقط، بل خضراء أيضاً، تنبني على احترام البيئة، وتعتمد الإنسان كمحور أساسي للتنمية. هذا الحدث هو خطوة أولى نحو تأسيس تقاليد جديدة في التعاطي مع السياحة البيئية والفروسية، كرافعتين للتنمية في إقليم يتمتع بمخزون طبيعي وثقافي استثنائي.”

وأشار جيد إلى أن غابات إفران، التي تمتد على مساحة تزيد عن 125 ألف هكتار، تُعد رئة خضراء ومخزونًا بيولوجيًا نادرًا، مما يجعلها وجهة مفضلة لمحبي الطبيعة والتخييم والاستكشاف.

برنامج غني ومتنوّع
امتد برنامج التظاهرة على مدى ثلاثة أيام، وتنوعت فقراته بين ما هو علمي، وترويجي، وتنشيطي، وترفيهي، حيث شمل:

ندوات علمية حول التحولات البيئية وأهمية تطوير السياحة الإيكولوجية والفروسية.

جولات ميدانية للمآوي السياحية ومؤسسات الإيواء البيئي.

تجارب تذوق لأشهى المنتجات المحلية من عسل، وأجبان، وزيوت طبيعية.

عروض فنية وتراثية أبرزت الغنى الثقافي المتنوع للمنطقة.

استعراضات فروسية تقليدية شدت انتباه الزوار وأعادت إحياء تراث محلي عريق.

وقد لقيت هذه الفعاليات تفاعلًا كبيرًا من زوار المدينة وساكنتها، ما يعكس تعطّشًا حقيقيًا لهذا النوع من المبادرات التي تربط السياحة بالهوية الثقافية والخصوصية البيئية.

إفران في قلب الرؤية الجهوية للسياحة
من جانبه، ثمّن أحمد السنتيسي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة فاس–مكناس، الدينامية النوعية التي يشهدها القطاع السياحي بالجهة، مؤكداً أن مدينة إفران تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة مرجعية للسياحة الإيكولوجية، بفضل تضافر جهود مختلف المتدخلين، وعلى رأسهم السلطات الجهوية والمحلية.

وأشاد السنتيسي بالدور المحوري الذي تلعبه السلطات الترابية، خاصة والي جهة فاس–مكناس وعامل إقليم إفران، في تتبع وإنجاح المشاريع الميدانية، ما يجسد التفعيل العملي لخارطة الطريق الجهوية لتنمية السياحة.

وقال في هذا الصدد:

“المنتزه الوطني لإفران يُجسد نموذجًا عمليًا للرؤية الوطنية لتنمية الغابات، ويوفر بيئة مثالية لاحتضان أنشطة بيئية وتظاهرات رياضية وسياحية نوعية خلال السنوات المقبلة.”

نحو ترسيخ تظاهرة سنوية مستدامة
تطمح الجهات المنظمة إلى جعل هذا المعرض موعدًا سنويًا قارًا ضمن الأجندة السياحية الوطنية، وقاطرة لتعزيز جاذبية إفران، ليس فقط كوجهة سياحية، بل كفضاء مفتوح للإبداع، والتجديد، والاستدامة.

ويُنتظر أن تفرز هذه التظاهرة شراكات استراتيجية بين الفاعلين المحليين والجهويين والوطنيين، وأن تُسهم في إرساء منظومة سياحية متكاملة ترتكز على التنمية البيئية، الفروسية التراثية، والإبداع المحلي، بما يخدم تطلعات الساكنة ويعزز مكانة إفران في خارطة السياحة المستدامة بالمغرب.

مقالات ذات صله

خارج الحدود