آخـــر الأخبــــــار

الحارس ادريس بيبي ضمن سلسلة أعلام الرشيدية بقلم براهيم غزان

بقلـــم  بـــراهيـــم غــــزان

   الحــــارس ادريــــــس بيبــــي

حين يتحول مجرى حياتك وتتحول حياتك من لاعب يعشق مرماه في الملعب البلدي بالرشيدية الى لاعب يبصم على علو كعبه في باقي الملاعب الوطنية ويتصدى ببراعة لأمهر المهاجمين في حقبته ويحول فريقه الى اعتد الفرق الوطنية ، فتلك ارادة ربانية وعزيمة ذاتية من الشخص نفسه .
انه الحارس بيبي الذي بدأ مشواره الكروي بالاتحاد الرياضي لقصر السوق usks في بداية السبعينات وجاور اللاعبين المهرة من امثال المرحوم على اضرضور الفنان الانيق واللاعب الباز الفتى الجميل في لعبه وعبدالكبير المدافع الصلب والتجاني وموحى امقران وعلال باعوت ادريس الريش لمرابط هاشيمي واخرين امتعوا في القسم الوطني الثالث وقهروا الفرق المكناسية مثل السكك والنجاح وسيفيطا ورسخوا مبادئ اللعب المنظم في عقول الشباب.

بعد تألقه مع هذا الفريق سيجلب انذار النادي المكناسي وسيتعاقد معه رفقة اللاعب الانيق الباز وسيشكلان إضافة نوعية لهذا الفريق بل ان ادريس بيبي سيتحول الى عميد الفريق وسيفرض نفسه على الكل ويجعل كل اللاعبين يضربون له الف حساب ويحترمونه حيث جاور لاعبين كبار في النادي المكناسي امثال الطورطو واللاعب ولد لالا واللاعب لغويني وعبدالوهاب وحولوا النادي المكناسي الى فريق قوي يمتع الجمهور سواء داخل الملعب البلدي بمكناس او خارجه .

وشكل ادريس بيبي احد اعمدته الاساسية واصبح له شان كبير في الفريق ويعد من امهر حراس المرمى في تلك الحقبة التاريخية وكان المهاجمين المغاربة امثال فراس عسيلة خراك يعلمون انه ليس من السهل ان تسجل على هذا الحارس العملاق لخفته وسرعة بديهته وطول قامته وقوته البدنية لذلك كانوا يخرجون جميع اسلحتهم لقهره .

ادريس بيبي تحول بسرعة الى قائد الفريق ونال احترام الجميع وكان الجمهور المكناسي شغوف به ويحبه ويلقبه ببيبيا .

حافظ على رشاقته بفضل التزامه بالتداريب واحترامه لبدنه والتزامه داخل الملعب وخارجه وكانت سيرته الطيبة وسمو اخلاقه تجعل الكل يحترمه بما فيهم المسيرون الذين يضربون له الف حساب ، فالرجل كان محترفا في زمن الهواية يحترم مهنته ومواقيت التداريب ويؤدي دوره على احسن حال بل ان ما بلغه النادي المكناسي يرجع فيه الفضل الى هذا الحارس القادم من قصر السوق.

انتقال ادريس بيبي من قصرالسوق الى مكناس سيغير حياته وسيستقر نهائيا بهذه المدينة لكن نبل اخلاق الرجل سيستمر في حبه لمدينته وسيحافظ على علاقته مع أصدقائه ومعارفه وبقي يساند فريقه الأم وكان بيته مفتوح امام ابناء الرشيدية .

بعد مسيرة موفقة مع النادي المكناس طالت لسنين تجاوزت عقد من الزمن وهو الحارس الرسمي للفريق دون منازع سيعتزل اللعب وسيغادر الملاعب بعد ان حفر اسمه بذهب في ملاعب المغرب واصبح معروفا بقوته وبتصدياته وبنبل اخلاقه وروحه الرياضية العالية داخل الملعب وخارجه.

رغم اعتزاله اللعب فانه جاور فريقه ودعمه ولم يبخل يوما على مساعدته بخبرته وبحكم منصبه في العمل.

لم تكن مسيرته المهنية اقل من مسيرته الرياضية فقد حرص على الانضباط في عمله وتأديته على احسن ما يرام كرئيس قسم بعمالة مكناس خدوم متواضع كل من قصده الا ويسر حاجته وقضاها في حدود ما تقتضيه القوانين .

سمعته بين زملائه في العمل كانت طيبة والكل يشيد بسمو اخلاقه واحترامه للجميع وانضباطه والتزامه بمواقيت عمله وتضحياته من اجل قضاء اغراض الناس .

لقد اغرم ادريس بيبي بالكرة وساقته رغما عنه الى مكناس وتحول الى احد رموزها واحد ابرز اللاعبين الذين مروا بالنادي المكناسي ومن احسن الحراس على الاطلاق في تاريخ هذا النادي .

ساقته الجلدة الملعونة ليتحول الى مكناسي ويربب ابناءه في هذه المدينة لكنه لم يتخلى ابدا على اصوله بل ساند عائلته ووقف الى جانب اخوته وبقي وفيا لوالديه وهذا ليس بغريب على من تربى على ايدي علامة كبير ورجل يحبه الجميع ولرجولته وطيبوبته .
ادريس بيبي من اسرة رياضية كبيرة بث حب الرياضة في اخوته محمد بيبي عزيز بيبي عبدالرحيم بيبي وكلهم تميزوا رياضيا واخلاقيا ورسموا لنفسهم مسارا رياضيا محترما وشخصياتهم محبوبة وسط ابناء مدينتهم .

اطال الله عمر ادريس بيبي ومتعه بالصحة والعافية.

مقالات ذات صله