الطريقة الصوفية العلوية المغربية تختتم احتفالها السنوي بالولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش بجبل العلم بالعرائش
نظمت الطريقة الصوفية العلوية المغربية الدورة 37 لاحتفالها السنوي بالولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش بجبل العَلَم، إقليم العرائش يوم السبت 20 صفر 1444هـ الموافق لـ 17 شتنبر 2022م،و الذي تزامن مع ذكرى عيد العرش المجيد و عيد الشباب المجيد، تحت شعار ” لا إله إلاَّ الله شفاء للصدور و تجديد الإيمان للقلوب “.
و في تصريح للناطق الرسمي الشريف رضوان ياسين و مقدم مدينة طنجة أكد فيها أن الطريقة كعادتها كل سنة تحيي هذا الموسم المبارك بحضور شيخ الطريقة و المريدين و المحبين. و أضاف أن شعار هذه السنة جاء لإبراز أن خير أعمال المسلمين و ازكاها و اطهرها و اعلاها و اشرفها قدرا عند الله تعالى و أجلها مكانة هو ذكره عز وجل. فذكر “لا إله إلاَّ الله” كما جاء في الكتاب و السنة هي شفاء للصدور و مداومتها تجديد للإيمان و تنوير للقلوب و لذلك فهي الشغل الشاغل لأهل الله و سادتنا الافاضل ائمة التقوى من أجل غرسها في قلوب الخلق لأنها مفتاح الجنان، حصن و امان، و حرز من الشيطان، و نجاة من النيران، و خير ما قاله نبينا و النبيئين”
وأُفْتُتِحَ الحفل بعد صلاة الظهر بآيات بينات من الذكر الحكيم و بعد ذلك وصلات من السماع و المديح. و ألقى مقدم الطريقة بواد أليان الباحث سيدي حمزة الحساني كلمة باسم اللجنة التنظيمية رحب فيها بشيخنا الشريف سيدي سعيد ياسين شيخ الطريقة و ممثلها العام بالمملكة و بجميع الحاضرين من مقدمي و منتسبي و محبي الطريقة و بالضيوف الكرام وأكد فيها على عظمة هذا الاحتفال و ما يحتويه من خيرات.
و بعد صلاة العصر تجمع الحاضرون و انطلقوا مشيا على الأقدام يتقدمهم فضيلة الشيخ و، متوجهين نحو ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش في موكب رهيب، وحناجرهم تصدع بالذكر والمدح لخير البرية صلى الله عليه وآله وسلم. و في الضريح اقيمت حضرة ربانية بذكر القيام، ووصلات من المديح والسماع و تلاوات عطرة خشعت لها القلوب واهتزت الأبدان شوقا لله جل جلاله و كذا الوجدان و اشرأبت لها الأعناق. و بعد قراءة دعاء اللطفية، قام فضيلة الشيخ برفع الدعاء الصالح للملك المصلح أمير المؤمنين و حامي الملة و الدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و دعا له بالحفظ و النصر و التمكين و أن يبقيه ذخرا و ملاذا للأمة و يديم عليه موفور الصحة و العافية، بحق بركة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم و أن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنه سميع مجيب و أن يجنب بلدنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن و أن يحفط الله الجميع.
و القى فضيلة الشيخ مذاكرة نورانية ربانية أكد فيها أن اجتماعنا في هذا المكان له شأن عند الله و من دخل إليه كان امنا لأن مولاي عبد السلام من رجال الله الصالحين و قطب الصوفية الذين سقاهم الرحمن و غابوا في حضرته و ان اغلب الطرق في المغرب لها مشرب شاذلي و الإمام الشاذلي هو تلميذ مولاي عبد السلام بن مشيش. واضاف فضيلته أن سعادة المؤمن و المريد هو هي نتيجة تحقيقه للتوازن بين الظاهر و الباطن و الذي به يتنور عقله و قلبه. و كذلك أكد فضيلته أن بلدنا اكرمها الله سبحانه تعالى بتولي لشؤونها ال بيت منذ عهد الأدارسة إلى يومنا مع العرش العلوي المجيد عهد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك سيدي محمد السادس حفظه الله. و لهذا فإنها كانت نور على نور، نور ال بيت و نور أهل الله. ختم كلمته بالتأكيد على اثر نافلة الذكر على السائرين إلى طريق الله و ضرورة الحفاظ على الاستمرارية و وحدة الصفوف و وحدة القلوب حتى نصل إلى مقام النفس المطمئنة و الراضية المرضية.
و استمر الحفل حتى إلى المساء حيث شنف السادة المسمعين و المادحين أسماع الحاضرين بقراءات من الذكر الحكيم وامداح نبوية عطرة استشعروا فيها بنسمات ربانية و اقشعرت جلودهم ثم لانت بسنآت رحمانية نورانية كما قال شيخنا ” نسمتهم هبت من حضرة الله. و ختاما، رفعت أكف الضراعة بالدعاء لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنصر و العز و التمكين وان يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن و صنوه الرشيد الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة و أن يحفظ الله الوطن والدين.