الطريقة الصوفية العلوية المغربية
تحيي موسمها السنوي
تحت شعار :
محبة آل البيت .. نجاة و امان و سلام
بمناسبة موسم مولاي إدريس الأكبر رضي الله عنه و الذي ينظم تحت الرئاسة الشرفية لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، و بعد توقف تنظيمه بسبب انتشار جائحة كوفيد 19 ، أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربية، بتنسيق مع نقابة الشرفاء الادارسة، يوم السبت 8 محرم 1443 هـ الموافق 6 غشت 2022 م بعد صلاة العصر، موسمها و احتفالها السنوي بمولاي إدريس الأكبر، تحت شعار ” مَحَبَةُ آلِ البَيْت: نَجَاةٌ و أَمَانٌ و سَلاَم “.
مراسيم الحفل انطلقت من ساحة المدينة بعد صلاة العصر حيث تجمع الحاضرون و انطلقوا مشيا على الأقدام يتقدمهم فضيلة الشيخ الشريف سيدي سعيد ياسين، شيخ الطريقة الصوفية العلوية المغربية و ممثلها العام بالمملكة، و مقاديم الطريقة الصوفية العلوية ومريديها ومنتسبيها ومحبيها و الضيوف الكرام، متوجهين نحو ضريح مولاي ادريس رضي الله عنه في موكب مهيب ، وحناجرهم تصدع بالذكر والمدح لخير البرية صلى الله عليه وآله وسلم.
و في الضريح اقيمت حضرة ربانية بذكر القيام، ووصلات من المديح والسماع و تلاوات عطرة خشعت لها القلوب واهتزت الأبدان شوقا لله جل جلاله و كذا الوجدان و اشرأبت لها الأعناق. حيث القى فضيلة الشيخ، مذاكرة نورانية ربانية أكد فيها أن الله سبحانه و تعالى أكرم بلدنا الحبيب بالنور المحمدي نور الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أشرقت بنور أحفاد الرسول و ال بيته هذه البلاد و ترسخت بالمحبة حتى كانت بإذن الله نجاة و أمان و سلام إلى يومنا هذا مع ملكنا العظيم الذي يتولى أمر الأمة المغربية مولانا أمير المؤمنين. و أضاف فضيلته أن هذه المحبة تتجلى في عصرنا في ميثاق البيعة المباركة التي أصبحت العروة الوثقى بين أمير المؤمنين و جميع أفراد الشعب المغربي و بها حفظ الله البلاد و العباد. و أكد شيخنا أيضا أن ذكر الله يقوي في قلب المؤمن و المريد محبة الله و الرسول صلى الله عليه و سلم و ال بيته. فهو باب الوصول إلى تحقيق مقام العبودية لله و أمثال هذه المجامع و اللقاءات الروحية هي كما قال الشيخ المؤسس مجامع الرحمة و الرضى و الرضوان من الله عز و جل. و به تحصل المعرفة بالله و يطهر القلوب و تزكى النفوس و تخرج من الغفلة إلى الحضور “وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ”. و ختم فضيلته كلمته برفع الدعاء الصالح للملك المصلح أمير المؤمنين و حامي الملة و الدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و دعا له بالحفظ و النصر و التمكين و أن يبقيه ذخرا و ملاذا للأمة و يديم عليه موفور الصحة و العافية، بحق بركة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم و أن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن و صنوه الرشيد الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنه سميع مجيب و أن يجنب بلدنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن و يحفط الله الجميع.
و في الفقرة الثانية من برنامج هذا الموسم، توجه وفد من الجمع الغفير مشيا على الأقدام بالذكر والصلاة على سيدنا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم إلى دار السيد نقيب الأشراف الأدارسة لتجديد الوصل و صلة الرحم مع بيت الأشراف الأدارسة، و تميزت هذه الفقرة بأداء و صلات من السماع و المديح، وتقديم الملف الصحفي للاحتفال للسيد النقيب من طرف الناطق الرسمي للطريقة بإذن من شيخنا و من أجل التأريخ لهذا الحدث الروحي العظيم كما التقطت صور للتوثيق و الذكرى بالمناسبة.
و في القبة الحسنية المجاورة للضريح، اختتمت الطريقة موسمها الديني بمولاي إدريس الأكبر بليلة ربانية مباركة شنف السادة المسمعين و المادحين أسماع الحاضرين بقراءات من الذكر الحكيم وامداح نبوية عطرة استشعروا فيها بنسمات ربانية و اقشعرت جلودهم ثم لانت بسنآت رحمانية نورانية كما قال شيخنا ” نسمتهم هبت من حضرة الله ً. و أستمرت السهرة الروحية إلى ما بعد منتصف الليل تبعا لبرنامجها المسطر. وقد توجت بكلمة ختامية ألقاها شيخ الطريقة ذكر فيها بعظمة الأخوة في الله و بسمو هذه اللقاءات و هي حقا من نعم الله علينا و من فيوضات الرحمن كما ذكر الحاضرون أن ما يزيد هذا الاحتفال بهجة و سرورا أنه يصادف ذكرى عيد العرش المجيد و حلول السنة الهجرية الجديدة فاجتمعت الأنوار على باب هذه الليلة المباركة بعظمة المصطفى و عترته الشريفة و ما التوفيق إلا بالله و الحمد لله الذي بحمده تتم الأعمال الصالحات و أن الذكر الكثير امتثالا لأمر الله عز من قائل “ذِكرًا كَثيرًا” يورث لا شك أيها المريد مقام ” هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا “.
و ختاما، رفعت أكف الضراعة بالدعاء لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنصر و العز و التمكين وان يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن و صنوه الرشيد الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة و أن يحفظ الله الوطن والدين.
و في تصريح للناطق الرسمي الشريف رضوان ياسين و مقدم مدينة طنجة أكد فيها أن الطريقة كعادتها كل سنة تحيي هذا الموسم المبارك بحضور شيخ الطريقة و المريدين و المحبين و من خلال شعار هذه السنة تعبر عن المحبة لآل بيت الرسول التي تجدرت في نفوس المغاربة منذ مجيء مولاي إدريس الأكبر إلى بلدنا العزيز إلى يومنا هذا مع العرش العلوي المجيد، في ظل عهد سليل الدوحة النبوية الشريفة، مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله و أيده. و أن هذا الاحتفال مناسبة لإحياء هذه المحبة و تثبيتها في قلوب الناشئة و الشباب و ترسيخها و هي جزء لا يتجزأ من ثوابت الأمة فهو غرس يؤتي اكله كل حين بإذن الله عز و جل.