آخـــر الأخبــــــار

تساؤلات بقلم الغازي لكبير

تســـــــاؤلات

بقلم الأستاذ الغازي لكبير

في ظل تضارب المعطيات و كثرة الادعاءات و تبادل التهم و تناقض الإعلانات ،و في غياب معلومات تؤكد أو تنفي مسؤولية هذا الجانب أو ذاك في انتشار وباء فيرروس الكوفيد 19 و ما نتج عنه من ضحايا و وفيات، و ما خلف من مآس و معاناة لدى الشعوب و الأمم، تستمر التساؤلات و تطرح نفسها بمزيد من الاصرار و الالحاح.
على المستوى الدولي
ظهرت مؤخرا كتب عديدة تحدثت قبل سنوات عن الفيروس- الوباء و عن الكارثة التي قد يتسبب فيها عند ظهوره، الشيء الذي تأكد بالملموس بعد الانتشار الواسع في كل بقاع المعمور. من أينلهؤلاء الكتاب بهذه المعطيات السرية للغاية؟
لماذا لم ينتبه المسؤولون و الناس كذلك إلى هذه الكتب و هذه التحذيرات؟
هل تعتبر الوفيات التي تسبب فيها الفيروس مجرد أموات في مستشفيات بعد الاستسلام للمرض أم هي ضحايا قتل جماعي؟
في حالة ما إذا تم تحديد المسؤولية ، و يجب العمل على ذلك لأن العدل يقتضيه، هل تَثْبُت الجريمة في حق المسؤول و هل يمكن اللجوء إلى محاكمته دوليا كمجرم في حق الإنسانية؟
ماذا لو استمر هذا الحجر الدولي لمدة طويلة أو تحول الكوفيد19 و أدى إلى استمرارية الوضع كما هو عليه، ما الذي ستؤول إليه المنظمات الدولية و المؤسسات التي تعيش على ضعف الشعوب و تعمل على افقارها؟ هل سيتم حلها أم ستتحول بدورها و تغير جلدها و تجد لها موقعا جديدا في عالم لم تحدد معالمه بعد؟

على المستوى الوطني
كطائر الفينق الذي تتحدث عنه الأساطير، نهض المغرب من الرماد و جدد ذاته بنفسه. كل المغاربة الغيورين في حيوية و سعي،هؤلاء يخترعون و يبدعون، أولئك يتضامنون و يؤازرون، كخلية نحل، يشتغل فيهاالكل و يقدم المساعدة من موقعه، يجسدون على أرض الواقع القيم الإنسانية و يلبون بدون تردد نداء الوطن.
فما الذي سيتغير فعليا في المغرب و لدى المغاربة بعد مرور الأزمة؟
هل سينسلخ الشعب المغربي من رواسب التفاهة و الرداءة و يتعافى من المرض الذي ألم به و كاد أن يعصف به؟
هل سيتحول المجتمع المغربي فعليا بعد مرور الأزمة و يرتقي إلى المستوى الذي ظهر به خلالها و يكتشف من جديد ثقافته و قيمه؟
في حالة وقوع تغيير ما في مجتمعنا، و نتمنى أن يكونالتحول ايجابيا، ما هي حدوده وما هو مستوى العمق الذي سيصل إليه؟
هل يستطيع المغاربة مواصل مسيرتهم الوطنية و يعانقوا و لو جزئيا هذا السلوك و يحولوه إلى نظام اجتماعي لصالح مجتمعهم و يستفيد منه الغني و لا يحرم فيه الفقير؟
هل ستنتبه الحكومة إلى التغيّر الحاصل في المجتمع و تثمنه و تستثمرهمساهمة منها في تطويره و تتخذ اجراءات جريئة تجعل التعليم و الصحة في صلب اهتماماتها باعتبارهما القلب النابض في المجتمع كما تؤكده الأزمة؟

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *