وباء كورونا والاسئلة حول مابعد الأزمة (1)
بقلم الحسن بومهدي
لا يخفى على أحد اهمية المخلفات والانعكاسات التي تؤثر على الحياة العامة والخاصة أثناء الأزمة التي يتعرض لها المجتمع برمته وعلى جميع مستوياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وفي مختلف المناحي والمواقع الاجتماعية ،وهذه اللحظة التي نمر منها مغاربة وكبشر وككائن إجتماعي يتأقلم وينسجم مع كل المعطيات و المستجدات الطارئة والغير المنتظرة لكن وفق منطق عشوائي، إنساني وغير مفكر فيه دون خلفيات استرزاقية ومع استحضار بعض السلوكيات الشاذة لكن تجر صاحبها إلى استحضار المنطق العادل دون استغلال وانتهاز الفرص بإعتباره جزء لا يتجزأ من هذا الواقع.
وفي الآونة الأخيرة إبان تعرض العالم لوباء فيروس كورونا المعروف بcovid-19 يتأكد بالملموس من جديد أن الإنسان وهو محور الاهتمام والإنشغال لدى جميع المؤسسات الرسمية العمومية والخاصة حسب موقع ومصلحتها في كل هذه الأنظمة السياسية التي تدبر الشأن العام اوالمجال الاقتصادي باعتباره المحرك الأساس لاستمرارية المجتمع وميكنزماته وسيرورة تناقضاته التي تعطي لهذا الأخير دينميكية إيجابية ومحفزة لدى الطبقات المسيطرة والمهيمنة اوسلبية ومحطمة لدى الطبقات الشعبية كل هذا حسب الانتماء الاجتماعي الطبقي داخل بنية هذا المجتمع بشكل علمي و موضوعي .
وأما على المستوى الذاتي، حيث أن اخر شيء لايتمناه الإنسان في حياته لنفسه والغيره ولا لأعز الناس اليه بشكل خاص وكذلك بشكل عام اي الكائن البشري الحي في هذا الكون هو الموت وهي لحظة نهاية الإنسان ككائن اجتماعي وبشر وتنتهي كل وظائفه مع الآخرين وله ارتباطات عاطفية ووجدانية مع اناس عاشروهم ويعاشرهم و الأمكنة التي تحتضن ايام وجوده وتحركاته وعلاقاته الأفقية والعمودية و هنا يمكن أن نشير إلى ان حتى لحظة الوداع الأخيرة لايمكن أن تتم بسبب انتقال العدوى لهذا الكائن والذي يحرم حتى في لحظة الدفن مع من ينتسبون اليه وفي آخر أيام تواجده على هذا الكون.
فيروس كورونا اتبت للجميع أن هذا الوباء قادر على توقيف جميع حركات السير والمرور و العبور والتنقل و الانتقال و الجولان و جل المؤسسات الدولية والشركات المتعدد الجنسيات واقتصادات دول كبرى مسيطرة على الموارد والأسواق و الأذواق من مرحلة الإنتاج ثم التسويق وبعد ذلك الاستهلاك وهذه المؤسسات رغم انها عالمية مهمة ومتحكمة في العالم ، لكن دون أن أكرر ما اشارله بعض المحللين والباحثين في جميع الجوانب الخاصة بهذا الوباء الفتاك.
لكن سنتطرق إلى كون هذا الفيروس كان سبب للتفكير وإعادة النظر من جديد على جوانب مختلفة و متعددة داخا المجتمع من ضمنها الجانب السلوكي للفرد ، وهنا نطرح هذه التساؤلات التي أصبحت ضرورية و بمثابة مناسبة للنقاش و للتداول مع مجموعة من المفكرين والباحثين والممارسين والمتجاوبين مع هذه التطورات التي تشكل مستجد في الأونة الأخيرة وهي :
1- هل الأدوار الكلاسيكية /التقليدية للأفراد داخل المجتمع ستتغير ؟ وهل هذه اللحظة او الفترة القادمة هي بمتابة مرحلة تحول العلاقات الاجتماعية المرتكزة على قيم ومبادئ جديدة ؟
2-التحول والتغيير المرتقب هل سيعيد النظر في دور الفاعلين الإجتماعيين بما في ذلك مؤسسات الدولة ؟
3- هل النمو او التنمية الاجتماعية والبشرية في بلادنا في الفترة المقبلة ستثأثر وتؤثر بشكل او بآخر على القطاعات الاجتماعية الأساسية كالتعليم والصحة والشغل، وهذا في إطار إعادة النظر في اعادة توزيع الثروة وفق الدور والمساهمة في كل مراحل العمليات الاقتصادية والاستفادة منها ؟
ومحور هذا النقاش سيجرنا إلى النمودج التنموي “الجديد” الذي نتوخاه ونطور ماهو مجود للبحث عن ماهو اجود.
وهنا يمكن أن نطرح أسئلة على الفاعلين السياسيين والجمعويين والمؤسسات الرسمية العمومية والقطاع الخاص والفعاليات المجتمعية حول الفعل التنموي الجيد والناجع للتنمية البشرية الحقيقية.
4- هل التشبيك اوالشبكات الاجتماعية المادية والرقمية اصبحت اساسية ومهمة داخل المجتمعات البشرية بشكل عام والمجتمع المغربي بشكل خاص؟
5- من هم الفاعلين والمساهمين في التحولات المرتقبة داخل المجتمع المغربي من دولة بجميع مكوناتها وأسرة وجمعيات و نقابات واحزاب وفاعلين إقتصاديين /مقاولات وأجراء وفلاحين وعمال ومعطلين وطلبة وباعة جائلين وفئات اجتماعية مختلفة أخرى برجلها ونسائها والتيد لها دور بشكل او بآخر في إنطلاقة هذه الدينامية المجتمعية وفق الشروط والظروف الآنية بسبب وباء كورونا؟
و إعتبارا اول شبكة هي الأسرة اوالعائلة ثم المؤسسات الأخرى المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي المادية و الرقمية عبر وسائل التواصل والاتصال ، وهل هذا النسيج الاجتماعي سواءا كان ماديا او معنويا او مؤسساتيا او خارج ضوابط القانون و المساطير والمتحكم فيه اي الغير المنظم اظافة إلى الجانب الغرائزي و العاطفي دون اللجوء إلى المنطق التبريري وتغيب فيه العقلانية والمنطق مع تحديد الأهداف والغايات دون قيود وبدون شروط، سينتج بدائل ناجعة لتجاوز هذه الأزمة و الانتقال إلى وضع مريح للإنسان المغربي بشكل خاص او على الصعيد العالمي بشكل عام ؟
المصدر اتيك ميديا