الوطن نت تفتح ملف ” قسارية رياض أقشوش ” المشروع التجاري الواعد بتيزنيت الذي يقابل بالرفض

الوطن نت تفتح ملف ” قسارية رياض أقشوش ” بتيزنيت

المشروع التجاري الواعد الذي يقابل بالرفض

متابعة و مواكبة : عادل الزين

على خلفية ما يشهده مشكل الباعة الجائلين بتيزنيت من مستجدات لاتنبئ بخير تعبر عنها الاشكال الاحتجاجية التي يمرر من خلالها “الباعة الجائلين ” تعبيرهم عن الرفض للمقترحات المطروحة لحل المشكل و لطريقة تنزيل هاته المقترحات و كيفيتها ، والتي لا يرونها قادرة على اخراجهم من وضعهم المتازم اجتماعيا و اقتصاديا ، وهو الامر كذلك الذي عبرت عنه مجموعة من المراسلات موجهة من فرق بالمجلس البلدي التي أكدت على وجود اختلالات تشوب مقاربة هذا المشكل حيث عبر عن ذلك صراحة فريق الاتحاد الاشتراكي في حديثه عن مشروع تثبيت الباعة الجائلين بالطابق الأول لسوق 20 غشت ، وبان عملية توزيع المحلات شابتها عيوب في اختيار المستفيدين ، كما ان الحالة القانونية للمستفيدين من المحلات تبقى غير واضحة تهدد استقرار الفئة المستهدفة من الباعة ، كما تساءل نفس الفريق عن مآلات مشاريع سابقة حددت مجموعة من الأماكن بالمدينة لتثبيت الباعة الجائلين، وهناك من المراسلات من تساءلت عن مآلات الباعة الجائلين الذين لم يستفيدوا من مشروع التثبيت لا من قريب و لا من بعيد .
تساؤلات عدة و اشكال احتجاجية للباعة الجائلين من وقفات استنكارية إلى اعتصامات إنذارية آخرها دخول الباعة الجائلين في اعتصام انذاري ليلي بتاريخ 22 ابريل 2022 امام باشوية تيزنيت تلاه اعتصام انذاري آخر في اليوم الموالي مغرب يوم السبت 23 ابريل 2022 امام عمالة الإقليم اضطر فيه المعتصمون للافطار بالعراء ، كلها تكشف بالفعل عن كون المشكل هو من الملفات التي وجب على مسؤولي المدينة ايلائه الاهتمام و العمل على إيجاد الحل الكفيل لاخراج هاته الفئة من وضعها المتأزم وفق مقاربة اجتماعية و اقتصادية تنموية تستحضر واقع و مستقبل الباعة الجائلين و حال التجارة و المدينة ككل .
في الوطن نت نعود الى النبش في ابعاد حل من الحلول المقترحة و الذي تعتبر فكرته اولى الأفكار التي قاربت موضوع تثبيت الباعة الجائلين على مستوى المدينة بما يليق بعاصمة الفضة من أبعاد تجارية و اقتصادية و جمالية تضمن كرامة و استقرار البائع الجائل و هو الحل الذي اقترحه و تبناه العربي أقشوش ابن المدينة السلطانية و احد اعيانها المرموقين ، فمنذ سنة 2016 بادر العربي اقشوش الى طرح فكرة تثبيت الباعة الجائلين بالطابق الثاني لقسارية رياض اقشوش المتواجدة بالحي الشهير إدزكري الذي يعتبر من اهم المراكز التجارية الحيوية بالمدينة سواء من حيث الرواج التجاري الذي يحققه الحي أو من ناحية مجموع المحلات التجارية المتواجدة به .
اقتراح العربي اقشوش القاضي بتثبيت الباعة الجائلين من حيث الشكل ينم عن بعد رؤية تجارية خاصة تستشرف مستقبل المدينة ووضعها المتميز ضمن مدن جهة سوس ماسة و مدن جنوب المملكة المغربية من جهة ، و تعطي الحل الأمثل و الأكثر نجاعة للقضاء على مشكل الباعة الجائلين الذي تعاني منه المدينة من جهة أخرى ، بحكم ان الاقتراح يقضي بانشاء 156 محلا تجاريا بمعايير جمالية وتقنية خاصة تحافظ على خصوصية المدينة و قادرة على خلق تنافسية تجارية على الصعيدين المحلي و الإقليمي وتحقيق الرواج الكفيل بجعل المشروع من المشاريع التجارية المستدامة التي تستلهم روح الطفرة التجارية و الاقتصادية المغربية المستندة و المسترشدة بالتوجيهات الملكية السامية التي تجعل المقاربة الاجتماعية في صلب التوجه التنموي المستدام الذي تشهده ربوع المملكة المغربية.
التصور العام للمشروع يقضي بخلق 156 محلا تجاريا بالطابق الثاني لقيسارية اقشوش قابلة لاستيعاب و تثبيت الباعة الجائلين و قد تم مشروع اتفاق بين العربي اقشوش كصاحب المشروع و جمعية للباعة الجائلين كمستفيد منه تتكلف باعداد لوائح بأسماء الباعة الجائلين ، مع التزام و تعهد خاص من العربي اقشوش بالعمل على تسهيل خلق شراكات بين الراغبين في الاستفادة من المحلات و مؤسسات القروض و الدعم لحاملي المشاريع لتحقيق الانطلاقة التجارية المنشودة.

و بخصوص الجانب المتعلق بتصميم المشروع فقد جاء التصور العام للمشروع باعتماد الإلغاء الكلي للنوافذ الخارجية للمحلات خاصة من الجهة الجنوبية للمشروع كاجراء احترازي يراعي خصوصية المنطقة التي يتواجد بها الوعاء العقاري للمشروع ، كما تم حذف الدرج المؤدي للطابق الأعلى لنفس السبب مما يجعله مشروعا بدون طابق ثالث . و من جهة أخرى يقضي تصميم المشروع بتزويد قسارية رياض اقشوش بدرج كهربائي في سابقة من نوعها على صعيد المدينة يخلق الانسيابية الحركية المطلوبة في مثل هذ المشاريع و يعمل على جعل المشروع نقطة جذب تجاري و تنافسية حقيقية لنظيره على مستوى المدينة و الإقليم ، هذا وقد توج العربي اقشوش التصور العام للمشروع بوضع تصميمه المميز على بوابة المشاريع .

ومنذ ان اكتملت الرؤية لدى العربي اقشوش بادر الى وضع التصور لدى رئاسة المجلس الجماعي ابان تولي حزب العدالة و التنمية تسيير دواليب جماعة تيزنيت ، كما جدده الطلب لدى المجلس الحالي برئاسة حزب الاحرار، وهو ما يجعل صاحب المشروع قد قام بوضع التصور و المرافعة عنه لدى كل الجهات المنوط بها البث في مثل هاته المشاريع من سلطات محلية و إقليمية و مجالس جماعية و إقليمية و كذا الوكالة الحضرية للموافقة عليه قصد إخراجه لحيز الوجود .

ليقابل هذا المشروع التجاري الواعد بالرفض لسبب حسب تصريح صاحب المشروع للجريدة وهو : محاذاة المشروع ” للقصر الخليفي ” وهو ما يطرح تساؤلات من قبيل:
رفض المشروع لسبب محاذاته للقصر الخليفي التاريخي العتيق يجعل المشروع يسائل بحق سياسة المدينة ذاتها ؟
هل يمكن فعلا رفض كل ما يحمله المشروع من حلول لمشكل الباعة الجائلين الذي لازالت تتخبط فيه السلطات قصد إيجاد حل له بسبب محاذاته للقصر الخليفي ؟
هل يمكن رفض المشروع بكل حمولته النوعية و رؤيته المتفردة للتجارة بالمدينة و محاولته الرقي بتنافسية المدينة و العمل على جعلها محل جذب تجاري مبني على أسس عصرية ؟
هل يمكن رفض المشروع جملة و تفصيلا مع التزامات صاحب المشروع بتنفيذ كل الشروط التي من شانها ضمان حماية كل المحيط بدون استثناء ؟
هل فعلا وصل المشروع للباب المسدود ؟ 

ألا يمكن مقاربة فكرة المشروع بما تطرحه من رؤى تجارية و اجتماعية مستدامة مقاربة استثنائية ترفع الرفض و تحقق روح و سمو مرامي سياسة المدينة ؟
أسئلة تحتاج الى إجابات سنحاول في الوطن نت تتبع خيوطها في مقالات موالية تواكب كل مستجدات هذا الملف الذي استاثر بمواكبة اعلامية متميزة لمنابر محلية وازنة ، وان حامله العربي اقشوش لا زال يعبر عن استعداده وبكل مرونة لتنفيذ والالتزام بكل الملاحظات المتعلقة بتصميم المشروع ليتناسب مع المعايير المعمول بها في مثل ظروف وعائه العقاري قصد إخراجه للوجود.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *