سيدي الرئيس .. مكناس تئن!
بقلم : زهيــر اسليمـانــي
لا يخفى على أحد واقع الحاضرة الإسماعيلية المزري، وأنينها اجتماعيا واقتصاديا، تحت ضربات سوط ضعف تدبيرها وإدارتها سياسيا من قبل الرؤساء السابقين، حيث لا يمكن أن توصف ولايتا المجلس السابق إلا بعصر الانحطاط والركود والهشاشة، وكان لسان حال أبناء العاصمة الإسماعيلية، أن مسيري مكناسة الزيتون ليسوا أبناءها، ولا يجمعهم بها نسب، وأن الغيور منهم عليها، لا سلطة ولا نفوذ ولا امتداد حكومي له!
واليوم، وبعد أن وضعت المعارك الإنتخابية أوزارها، وأسفر سجال المفاوضات عما أسفر عنه، فإن المكناسي يتفاءل فألا حسنا ويستبشر خيرا، نظرا إلى الفريق الحاذق، والكتيبة المحنكة، التي تتكون تشكيلتها من رؤساء، ما يجمع بينهم أكثر مما يفرق، تشكيلة حاز عناصرها مناصب المسؤلية، وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا، ونجد على رأس هذا الكتيبة:
رئيس مجلس جهة فاس مكناس، السيد: “عبد الواحد الانصاري”، نائب برلماني محنك وضليع، مكناسي استقلالي أبا عن جد، حزبه أحد أذرع التحالف الثلاثي المشكل للحكومة، مما يفسح المجال واسعا له، وهو النقيب والمحامي الفذ، للترافع والمنافحة عن المدينة، لاستجلاب المشاريع التي سلبت منها خلسة، إبان ولايتي عبد الله بوانو محليا وامحند العنصر جهويا.. ويعد رئيس مجلس الجهة بمثابة رأس حربة هذا الفريق، فالتعويل كل التعويل على السيد النقيب السابق والنائب البرلماني، وهو المعهود فيه، الاستماتة والقتالية، من أجل استحصال حصة المدينة من حصالة الجهة التنموية.
ثم يليه رئيس مجلس عمالة مكناس، السيد: “هشام القايد” وهو الآخر مكناسي من حزب الأحرار، الحزب الذي حاز غالبية أصوات المغاربة، ومنه عين صاحب الجلالة رئيس الحكومة، وهو ما يعني أن المكناسيين يراهنون في السيد رئيس مجلس العمالة، على رهانين هما: كونه مكناسي الهوى والوجود، وقيادي من قيادات الحزب المشكل للحكومة، ناهيك عن خبرته وحنكته السياسية والتسييرية..
بعدهما، يأتي رئيس مجلس جماعة مكناس، السيد: “جواد بحاجي” كذلك هو من حزب الأحرار أي الحزب الحاصل على الأغلبية الحكومية، وهو ما يجعل له اليد الطولى في الدفاع عن المدينة، ومصالح أبنائها، وانتزاعها من قلب المخططات الحكومية..
ثم رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات لجهة فاس مكناس، السيد: “بدر الطاهري”، شاب مكناسي معروف و مقاول ضليع، وهو من حزب رئيس الحكومة كذلك..
فالفريق يبدو متكاملا ومنسجما، من حيث الانتماء والانتساب والشخصية المكناسية، بكل حمولتها وتلاوينها، التي توحد عجين الفريق وتلينه وتضمن تماسكه والتحامه. ومن حيث النفوذ والوجاهة، فالرئاسات الآنفة، تنحدر كلها من التحالف الحكومي الحاكم، وهو ما يخولها ما لم يخول لغيرها، من مداخل الفعل التنموي، المتاحة على مصراعيها أمام عينيها.
وختاما، فإن آمال المكناسيين معقود بناصية هذا الفريق، وأمانة خدمة المدينة تطوق أعناقهم، والفرصة سانحة أمامهم، لنفض غبار المجلسين السابيقن، اللذين جعلا وجه الحاضرة الإسماعيلية كالحا مغبرا؟
وعليه، فإنك سيدي الرئيس، أيا كان مجلسك، أمحاي أم إقليمي أم جهوي، مسؤول عن استرداد مكانة العاصمة الإسماعيلية، واستعادة نضارتها، لأنك من التحالف الحكومي، ولأنك قبلها وبعدها مكناسي.