توالي الإنتكاسات
كم من أعوام ستعيش في هذه الدنيا ، ستمر عليك السنوات كالكعكة ، ومع توالى الانتكاسات والخيبات ستجمد الكعكعة في وسط الظلام وانت تبحث عن قبس من نور وستسلك طريق منحدر عميق تبحث عن هدنة صلح مع ذاتك بشكل من الريبة والشك.
ستكتفي برسم عدة ابتسامات مصنعة ومزيفة أمام زخات الفتيات التي ينظرن اليك بدافع الشهوة والنقود..
مع توالي المشاهد والحياة والكبوات والبطالة ووفاة الوالدين…
ستستمر في السقوط وتصنع اللحظات والأصدقاء منتعلا أحذية لطالما ينبش ويصلحها الاسكافي ..ستكون أكثر رجلا حكيما في هذا الزمن البائس .
عندما يستحيل عليك النوم ، يصبح النوم خيالا وربما ذلك الحيوان الذي له مخالب مغروسة في لحمي ..سادني شعور بالحلم وعدت الى مكان الحصيرة التي أنام عليها التي أسميها اللهفة ..
المكان نفسه مختنقا بالبؤس في تلك القرية الجنوبية السهبية التي أقربها للقراء دائما ، والتي أسميها الوطن المنبوذ ، حيث ألتمس الراحة أو النقاهة كما يحب أن يقولها أحد جيراني التي قضى حياته في المهجر بدون فائدة .فجأة تخيل لي أنني عثرت على محفظة نقود أوكنز.
لم أستطيع أن أبقى طويلا في الحلم ، ظننت في اي لحظة سيخطف القدر محفظتي ، وفي لحظة أخرى خفت من بكاء الفرح وتصورت نفسي أتحول الى ثري اغريقي يجلس على كرسي الابيض بمعطافي الكلاسيكي والجاريات في كل مكان..
تصوروا لم أنظر الى جواري ، فقط اكتفيت بحساب الأوراق تفوح منها رائحة قديمة تذكرني بالبروج و المخازن الجماعية ..فجأة سقط الهاتف من يدي وبجواري شمعة على وشك الاطفاء ، فاذا بحلم جنوبي ..
بقيت وحيدا ليلا ، احس بالوحدة في هذا المكان اللعين ، احساس بالغرق أحسني انني محاصر بين المياه من كل ناحية وحجارة كبيرة في رجلي تشدني وتجرني الى الأسفل ..