“لا لتجويع العمال في زمن الحجر ”
كلمة الكاتب العام لاتحاد النقابات الشعبية
بمناسبة فاتح ماي
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني المناضلين أخواتي المناضلات
أتحدث إليكم اليوم احتفالًا بعيد العمال و الذي يأتي في ظرفية خاصة هذه السنة جراء هذا الوباء، بهذه المناسبة تتقدم إتحاد النقابات الشعبية بأحر التهاني و التبريكات إلى كل الموظفين والأجراء،والعاملين في جميع القطاعات المهيكلة أو الغير مهيكلة، راجية من الله أن يعيده عليكم و أنتم تنعمون بموفور الحقوق و العدالة، فإننا نذكر بأن هذا العيد هو مناسبة للتعبير عن الإيمان الراسخ بقيمة العمل كقيمة عليا في ذاتها، قيمة عليا لأنها المؤهلة لوحدها للرقي بالمستوى الحضاري و التنموي لوطننا الحبيب، فأنتم الذين ساهمتم في البناء، والإعمار حتى وصل المغرب إلى ما وصل إليه من قوة ومناعة ونهضة شملت كل مرافق الحياة.
مكاسب كثيرة تحققت بفضلكم، عيد العمال الذي نحتفل به اليوم هو تكريم لكل السواعد القوية التي ما غاب عنها في يوم من الأيام ولا أشغلها العمل في المصانع والمزارع والمقاهي والخدمات العامة، والمشاريع المختلفة عن ثوابتها في خدمة الوطن، والتمسك بترابه، وبالقيم العربية والاسلامية والوقوف بشرف مع القضايا الوطنية.
في عيد العمال اليوم لا بد من الإشارة أيضا إلى ضرورة إجراء التعديلات اللازمة على قانون العمل حيث أن بعض مواده تشكل عائقا أمام تقدم العامل وتحقيق استقراره النفسي، لأن هذه المواد تشكل السيف المسلط على رقابهم وعلى أمنهم الوظيفي.
العامل عندنا يجب أن تكون نقاباته قوية وأن تجد الدعم الحكومي لإقامة مشاريع سكنية للعمال وذلك بتخصيص مساحات من الاراضي الحكومية وتكون كلفة الشقة ضمن قدرة العامل المالية لتسديدها.
عيد العمال اليوم فرصة لنؤكد مكانة العمل والعمال في عقولنا وقلوبنا، وفرصة لنقول لكل واحد منهم سلمت أيديكم، وكل عام وعاملاتنا وعمالنا بألف خير.
أختي المناضلة أخي المناضل
لقد بدأت بشائر الإصلاح الإقتصادي تنعكس بالأرقام على تحقيق معدلات إيجابية للنمو… كما تكلل التوجه الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بتدشين عقد إجتماعي جديد… وليس أدل على ذلك من حزمة الإجراءات التى تم الإعلان عنها مؤخرًا، وعلى رأسها تعميم التغطية الصحية الإجبارية لكل المغاربة وكذلك التلقيح المجاني، والتي تعكس تقدير صاحب الجلالة لحجم التضحيات التى تحملها شعبه العظيم، الذي كان شريكًا قويا فى الإصلاح.
أخواتي المناضلات إخواني المناضلين
اليوم موعد مع التاريخ لا يخلفه إتحاد النقابات الشعبية كعادته لكي يترك للأجيال القادمة إرثا نقابيا ليس على الورق فقط أو صورا وذكريات وشعارات رنانة، لكن لنترك لهم إرث التنمية وبصمة الحكامة وإشعاع التقدم لتستمر المسيرة النقابية الهادفة والمسار النقابي الزاهر، لنلامس انوار مغرب المستقبل دون أن تضر أعيننا التنظيمية والقطاعية لكن تعطينا التوهج والأمل لكي نقول باختصار للأجيال القادمة نعم أنا نقابي كانت لي رؤية لمغرب التحولات الكبرى مغرب الإشعاع الضارب في عمق التاريخ دون التنازل عن حقه في العصرنة و التقدم والنهضة التكنولوجية، مغرب النموذج التنموي الجديد .
تتشرف إتحاد النقابات الشعبية بتقديم مقترحاتها بطريقة جديدة قوامها البعد التشاركي في آلية التشاور عبر طريقة التفاعل المباشر مع السياق العام ،الذي تشتغل فيه مركزيتنا عبر بوابة الإقتراحات حسب مقاربة النوع والمجال لكي نتمكن جميعا من رفع تحدي الإنشغال بقضايا الأمة المغربية الموحدة وراء جلالة الملك نصره الله لكي يبقى الورش التشاوري في النموذج التنموي الجديد فضاء مفتوح على آليات تجديد الفكر النقابي بعيدا عن التقوقع الفكري والإيديولوجي لكي نرقى جميعا إلى عمل نقابي يصنع الهوة بين غوغاء الشعارات وتحديات الواقع المعاش .
– إن التوجه الإستراتيجي لإتحاد النقابات الشعبية، يهدف في خلاصة مقترحاته العامة، إلى صياغة ميثاق جديد للسلم الإجتماعي، مبني على مقاربة نموذج نقابي جديد لضمان خط الأمان المستدام والسلم الاجتماعي. ويتمحور حول 12 مقترحا وهي كالتالي:
1 – ملائمة الحراك النقابي مع البناء التنموي للنموذج الجديد.
2 – تقوية مناعة المؤسسة المركزية الإجتماعية للدولة وملائمتها مع مقترحات الطبقة العاملة من أجل حماية إجتماعية فعالة.
3 – تفعيل مقتضيات المنظومة التشريعية للرفع من المستوى المعيشي للإجراء.
4 – إعتماد إستراتيجية وطنية لحماية النظام التعاضدي وتأمين الأجراء.
5 – إعتماد تقارير المركزيات النقابية حول سوق الشغل كآلية لإعداد السنة المالية .
7 – إعادة هيكلة جهاز مفتشية الشغل، وتعزيزه بآليات الإنتاج التشريعي.
8 – معالجة الأضرار الناتجة عن توقف عدد من القطاعات المتضررة من تداعيات جائحة كوفيد-19.
9 – تكوين الأطر النقابية لإعداد المخططات التنموية الجهوية.
10 – إقرار نظام لحماية الأجور وفق التحولات المالية .
11 – تسخير القدرات العامة للدولة، لخدمة نضالات الحركة النقابية الوطنية.
12 – رد الإعتبار لمناسبة فاتح ماي، عيد العمال الأممي وتحديثه وتقييمه وفق الرقمنة والثورة التكنولوجية .
* الخاتمة :
إن ما نشهده اليوم من تغيرات متسارعة فى أساليب العمل والإنتاج، تدفعنا إلى المنافسة والمشاركة والمتابعة من خلال التدريب والإطلاع على تجارب الأمم الأخرى وإطلاق إرادة الإصلاح والتحديث فى نفوسنا لنكون قادرين على تطوير قدراتنا نحو الأفضل، والتأثير بالإيجاب فى ركب الحضارة الإنسانية.
وأؤكد لكم اليوم أن من يريد أن يجد له المكان المناسب في العصر الحديث، ينبغي أن يتحلى بأعلى درجات التفانى والإتقان فى عمله، وأن يجتهد لإستيعاب ثورة المعلومات والطفرة الهائلة التى يشهدها العالم فى الإبتكارات والتطبيقات التكنولوجية البازغة.
وأريد أن أذكركم بأن العمل هو الفضيلة التى تفصل بين الحلم والواقع… وإن المغرب ليمضي قدمًا بكل السبل فى تجسيد هذا الشعار من خلال تبنى نهج تنموي طموح وشامل ومستدام، من أجل مستقبل أفضل لأجيال شابة وصاعدة… ونحن على ثقة تامة، بأننا بالإرادة والعزم، قادرون بعون الله تعالى على تحقيق رؤيتنا المضيئة التى نحلم بها لهذا الوطن.
فتحية لكل عامل وعاملة من أجل الوطن فى جميع المواقع… فأنتم الركيزة المتينة لهذا المجتمع، وسبيله الرئيسى للبقاء والاستمرار، وقوته الدافعة نحو النمو والازدهار… وأؤكد لكم أنكم ستجدوننا في إتحاد النقابات الشعبية دائما إلى جانبكم، منحازًين لقضاياكم، وداعمين لحقوقكم… ونجدد لكم عميق إعتزازنا بكم وبعطائكم وعزيمتكم الصادقة، ونهنئكم جميعًا بعيدكم وكل عام وأنتم بخير.
عاشت الوحدة العمالية
عاشت إتحاد النقابات الشعبية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
الكاتب العام الإتحاد النقابات الشعبية السيد عز الدين بنجلون تويمي .