ورشة ثانية من اكاديمية المسرح الامازيغي تنعش الفضاء التربوي بتيزنيت وتعزز دينامية اكتشاف المواهب الشابة
الـوطـن نـت | عــادل الـزيــن
تواصل جمعية التواصل للثقافة والمسرح اشعال شرارة الابداع داخل المؤسسات التعليمية بتيزنيت، وذلك من خلال تنظيم الورشة الثانية ضمن سلسلة ورشات اكاديمية المسرح الامازيغي، مساء يوم الجمعة 28 نونبر 2025 بالثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء. الورشة التي تجسد استمرار رؤية فنية وتربوية مشتركة بين الجمعية، والمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، وبدعم من المجلس الجماعي لتيزنيت، بتنسيق مع ادارة مؤسسة الثانوية التاهيلية المسيرة الخضراء و قسمها الداخلي ، شكلت محطة جديدة في بناء مسار تكويني يضع المسرح رافعة للحفاظ على الهوية الامازيغية وتجديد اشكال التعبير الفني لدى الاجيال الصاعدة


وقد عرفت هذه الورشة حضورا لافتا ومقدرا لكل من السيد البشير اغيلاس مدير مؤسسة الثانوية التاهيلية المسيرة الخضراء، والسيد امبارك اعجول الحارس العام للقسم الداخلي، اللذين كان لحرصهما ودعمهما اثر بالغ في توفير الظروف الملائمة لانجاح هذه السلسلة من الورشات. وقدمت الجمعية لهما شكرا مستحقا نظير المجهودات المبذولة والانخراط الايجابي في دعم الفعل الثقافي والتربوي داخل المؤسسة.

كما عرفت الورشة ايضا حضور قامات ابداعية من ابناء مدينة تيزنيت، وعدد من الفاعلين الثقافيين الذين واكبوا مختلف مراحل الورشة، مما منح اللحظة قيمة اضافية وعزز الاحساس لدى المشاركين بانهم ينتمون الى نسيج ثقافي حي يدعم المواهب ويساند مساراتها الفنية.

وقد تولى تأطير الورشة كل من الفنانين رشيد انفلوس ورضوان حيتوس، اللذين بصما حضورا مهنيا لافتا من خلال إشراف دقيق أغنى التجربة التكوينية للمشاركين. فقد حرصا على تقديم منهجية تدريبية تجمع بين المعرفة النظرية والممارسة العملية، مع توجيه خاص نحو إتقان التحكم في الجسد فوق الركح، وتنمية الحس الإيقاعي، وضبط الانفعالات، إضافة إلى تلقين أساسيات التشخيص وبناء الأداء المسرحي. وقد كان لخبرتهما وتفاعلهما القوي دور محوري في إضفاء قيمة فنية عالية على فقرات الورشة، وترسيخ أسس تكوين مسرحي جاد لدى المتدربين.

ووفاء لتوجهات اكاديمية المسرح الامازيغي في تمكين الفتيات، منحت مساحة واسعة للمشاركة النسوية داخل الورشة الثانية، وهو خيار يعكس وعيا بأهمية دعم النساء والفتيات في خوض غمار التجارب المسرحية، بما يتطلبه ذلك من تشجيع مستمر وجهد مضاعف.

وقد طبعت الحماسة اجواء الورشة منذ لحظاتها الاولى، حيث التقى الابداع الفردي بالتجربة الجماعية داخل مختبر فني صغير يصوغ علاقة جديدة بين الشباب والمسرح. وبدت التمارين بمثابة ولادة فعلية لطاقات تبحث عن فضاء يعترف به ويصقل فيه حضورها الركحي.

المحطة التكوينية تاتي في اطار رؤية شمولية تسعى من خلالها جمعية التواصل للثقافة والمسرح الى اعادة الاعتبار لفنون الخشبة داخل المؤسسات التعليمية والاجتماعية، وفتح نوافذ جديدة امام الشباب للتعبير عن ذواتهم واعادة قراءة واقعهم عبر لغة الفن. وهي رؤية تتقاطع فيها جهود الفاعلين الثقافيين والتربويين، وفي مقدمتهم ادارة الثانوية التاهيلية المسيرة الخضراء التي ابدت وعيا متقدما بقيمة الفعل الثقافي داخل المدرسة.

لتكون بذلك الورشة الثانية من سلسلة ورشات اكاديمية المسرح الامازيغي قد رسخت خطوة جديدة في مسار بناء جيل مسرحي واعد، جيل سيحمل قريبا بصمته الخاصة فوق ركح المدينة، وينقل ما تشكل داخل هذه الورشات من تجارب وخبرات نحو فضاءات ابداعية اوسع داخل تيزنيت وخارجها.









