زلزال ميتا يضرب الذكاء الاصطناعي .. يان ليكون يغادر وسط فوضى وتوترات داخلية
شهدت الاوساط التكنولوجية العالمية تطورا مفاجئا يزلزل اركان شركة ميتا عملاق التواصل الاجتماعي تمثل في اعلان يان ليكون احد ابرز الاباء الروحيين للذكاء الاصطناعي ورئيس القطاع في الشركة تخليه عن منصبه القيادي لتاسيس مشروعه الخاص. هذه الخطوة ورغم تاكيد ليكون على استمرار التعاون المستقبلي بين شركته الناشئة وميتا تثير علامات استفهام كبرى حول مستقبل استراتيجية الذكاء الاصطناعي لدى مارك زوكربيرغ وتعكس حالة من التخبط الداخلي المتصاعد. لا يمكن فصل مغادرة ليكون عن المناخ المشحون داخل ميتا فبعد اشهر من حملة شرسة لاستقطاب نخبة المواهب في عالم الذكاء الاصطناعي وتقديم مكافات ضخمة وصلت حد التمييز الوظيفي بدات هذه الاسماء البارزة تغادر الشركة تدريجيا. هذه الصفقات الكبيرة ادت الى استياء عميق بين الموظفين القدامى الذين اعتبروا سياسة زوكربيرغ تمييزا واضحا مما فاقم التوتر وزاد من عدم الاستقرار في بيئة العمل.
تزامن هذا مع تعديلات جذرية في الهيكل التنظيمي لقسم الذكاء الاصطناعي حيث اعيد تقسيمه الى اربعة فرق مستقلة لكل منها مدير ورؤية مختلفة ويرى مراقبون ان هذا التفتيت قد ساهم بشكل مباشر في زيادة حالة عدم الاستقرار والضبابية داخل القسم بدلا من تعزيز الكفاءة. بعيدا عن المشاكل الادارية تحمل مغادرة ليكون دلالات علمية وفلسفية عميقة اذ يعرف ليكون بانه احد ابرز منتقدي الاعتماد المفرط والحصري على النماذج اللغوية الكبيرة معتبرا انها لا تقدم اجابات شافية لجميع تحديات الذكاء الاصطناعي المستقبلي. تشير التوقعات الى ان شركته الجديدة ستسعى لملء هذا الفراغ عبر التركيز على النماذج المعتمدة على العالم الفيزيائي والبيانات الحسية بهدف تحسين قدرة الانظمة الذكية على التنبؤ والتفاعل مع البيئة المحيطة بشكل اكثر عمقا وواقعية. يبقى السؤال الاهم معلقا: ما طبيعة التعاون الذي وعد به ليكون بين شركته الجديدة وميتا؟ هل سيكون تعاونا سطحيا ام شراكة استراتيجية تهدف الى سد الفجوة التي تركها رحيله؟ تجد ميتا نفسها اليوم في مفترق طرق حرج مع تحديات ادارية وفنية ضخمة ورحيل قائد محوري قد يعيد تشكيل خريطة المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي المحموم.