كلمة محمد الشيخ بلا رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، في افتتاح موسم الولي الصالح الشيخ ماء العينين

كلمة محمد الشيخ بلا رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، في افتتاح موسم الولي الصالح الشيخ ماء العينين

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،
نحمَده تبارك وتعالى حمدًا يليق بجلال الذات وكمال الصفات،
والصلاة والسلام على المصطفى صاحب الخلق العظيم، وسيد الأولين والآخرين،

سيادة عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت،
السيد النائب البرلماني رئيس جماعة تيزنيت،
السادة رؤساء المصالح الخارجية المدنية والأمنية،
السادة العلماء والأساتذة والباحثين وممثلو الطرق الصوفية المختلفة،
السيدات والسادة ضيوف إقليم تيزنيت، وضيوف الأسرة المعينية، أسرة الشيخ ماء العينين،
أبناء وحفدة العلامة المرحوم الشيخ ماء العينين،
السادة ممثلو وسائل الإعلام،
الحضور الكريم كل باسمه ووسمه الرفيع،
الفضليات والأفاضل المحترمين،

 

إنه لشرف عظيم أن أحضر معكم اليوم، باسم ساكنة إقليم تيزنيت، وباسم المجلس الإقليمي لتيزنيت، في هذا المحفل الرباني المهيب، وفي هذا الموعد السنوي لموسم القطب الرباني الشيخ ماء العينين، الذي اعتاد الجمع الكريم، وأفاضل الإقليم وزواره على الاحتفاء به، وتذكير الأمة بمناقبه وجهوده بشكل عام، وبأهميته في المشهد الصوفي والعلمي بشكل خاص، وهي المناسبة التي تتزامن دائما مع مناسبتين وطنيتين غاليتين، هما مناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، وذكرى عيد الشباب المجيد،

وقد صدق الشاعر حين قال:

شيخ المشايخ قطب الكون قاطبة / ماء العيون به إنسانها بصرا
لا يختشي لامة في الله لائمة / يجري مع الحق حيث ما يراه جرى
في كل أمر على الله متكل / لا يختشي غير من صور الصور

 

إنه العلامة الجليل، الشيخ محمد المصطفى ماء العينين، الذي تشرفت مدينة وإقليم تيزنيت، باحتضانه إبان حياته، وبعد التحاقه بالرفيق الأعلى، كما تشرفت هذه الزاوية المباركة وعدد من المرافق العمومية والخاصة بحمل اسمه بهذه المدينة، وعلى رأس هذه المؤسسات نذكر قاعة العروض الشيخ ماء العينين، وساحة الشيخ ماء العينين، ومكتبة الشيخ ماء العينين، وزاوية الشيخ ماء العينين وغيرها…
واعتبارا لهذه الرمزية ولهذه الدلالات العميقة، فالشيخ ماء العينين كما ينتمي لأسرته المعينية، فهو كذلك ينتمي لهذه المدينة السلطانية، وهذا الإقليم الذي زرع فيه غراسا لازالت شامخة وشاهدة على رجل ارتبط اسمه بالثقافة والعلم والتصوف والزهد والصحبة والمؤاخاة.
كيف لا، وقد وصفه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، خلال شهر غشت لسنة 2007، عندما أطلق اسم الشيخ ماء العينين على فوج الضباط في حفل أداء القسم بين يديه حفظه الله، حيث تفضل ووصفه بالمجاهد الكبير وبالعالم النحرير.

هذا كله إن دل على شيء، فإنما يدل على محورية هذا الشيخ المجاهد، وهذه الزاوية المعينية، في المشهد العمومي بتيزنيت وبعموم تراب الوطن، ولا غرابة في ذلك فهو الإمام والعالم الرباني، الذي صال وجال، وعلم وأفتى، وأبدع فيما عجز فيه غيره، وهو الحكيم الصوفي الذي تفيض عليه العلوم، وتجيش عليه الفهوم، بشكل يعجز معه اللسان عن الوصف، والقلم عن الحصر.
الشيخ محمد مصطفى ماء العينين فريد عصره، وغني عن كل تعريف، والمعروف لا يعرف، كما يقال، وتأثيره العلمي والصوفي عبر الآفاق، فهو من كبار الشخصيات التي مرت في تاريخ المغرب المعاصر، ومن كبار الشخصيات التي ارتبط اسمها بالزهد والتصوف والورع والتثقيف والجهاد، وهو إمام في المعقول والمنقول، وقطب في عدد لا يستهان به من العلوم الظاهرة والباطنة، وكما قال أحدهم، فالشيخ ماء العينين، كان أعلم بكل فن من أهل كل فن.

الفضليات والأفاضل المحترمين

الشيخ ماء العينين كان رائدا في مدرسة المؤاخاة، وكان يقول “لا بد أن يواخى دين جميع الطرق”، حتى إنه ألف في الموضوع كتابا هاما سماه “مفيد الراوي في أني مخاوي”، كما قال رحمه الله،

إني مخاو لجميع الطرق / أخوة الإيمان عند المتقي
ولا أفرق بين الأولياء / كمن يفرق بين الانبياء

ومن هذا المنطلق أقول، ما أحوجنا اليوم إلى تلمس معاني هذه الوصايا العظيمة المبنى والمعنى، وصايا الأخوة والمؤاخاة في السياسة والمجتمع، وفي الثقافة والفن، وفي الاقتصاد والرياضة، وفي الحياة بشكل عام،
ختاما أهنئكم – أيها الجمع الكريم- بهذا التألق، وبمواصلة هذا المسار، كما أهنئكم بهذا الاحتفاء برمز من رموز منطقتنا، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

محمد الشيخ بلا
20 غشت 2025

مقالات ذات صله

خارج الحدود