آخـــر الأخبــــــار

كورونا في معهد الأورام المصري.. هل تتكرر “مأساة” ووهان؟

أغلقت السلطات المصرية المعهد القومي للأورام بسبب تفشي فيروس كورونا بين عدد من أفراد الهيئة الطبية بالمعهد. لكن لغطاً كبيراً يحيط بالأمر ويتحدث أطباء عن محاولات للتعتيم على انتشار الفيروس بالمعهد الذي يخدم مئات الآلاف

.أزمة كبرى تتصاعد في مصر عقب اكتشاف إصابة عدد من الأطباء وطاقم التمريض بمعهد الأورام المصري (حكومي) بفيروس كورونا المستجد، قررت جامعة القاهرة على إثرها فتح التحقيق في الأمر على إثر إعلان إصابة 17 طبيبا وممرضا بالفيروس.

الجامعة قررت وقف استقبال المرضى ليوم واحد والبدء في تطهير المعهد وتعيين فريقين جديدين لمكافحة العدوى والجودة بالمعهد، لتولي إدارة الملف خلال المرحلة المقبلة ومراجعة كافة البروتوكولات الطبية المعمول بها في مجالات مكافحة العدوى وضمان السلامة للأطقم الطبية والعاملين والمترددين من المرضى بحسب ما نقلت صحيفة المصري اليوم.

وقال بيان للجامعة إنه تقرر فتح تحقيق حول الأمر « للوقوف على أسباب التقصير إنْ وجدت »، وأضاف البيان أنه تم « عزل الحالات التي ثبتت إصابتها والمخالطين لها ».

وبحسب الدكتور حاتم أبو القاسم، مدير المعهد، فإن الإصابات بكورونا بدأت قبل أسبوع، عن طريق ممرض ظهرت عليه أعراض الفيروس، وتم عزله وبعد التحليل تأكدت إصابته بالفيروس.

والمعهد هو الأكبر من نوعه في مصر والشرق الأوسط وتذهب تقديرات إلى أنه يخدم سنويا نحو 300 ألف مريض ويعمل به 600 ممرض وممرضة و 750 طبيبا وطبيبة.

أبو القاسم أضاف في مداخلة هاتفية بإحدى القنوات أنه تم الكشف على المخالطين للمرضى ليتضح أن اثنان من الهيئة الطبية يحملان الفيروس أيضاً وتم عزلهما، ثم بدأ الأمر يتصاعد وينتشر بين الهيئة الطبية بالمعهد وتم عمل تحليل لنحو 40 من المخالطين للمصابين بالفيروس وتبين إصابة 9 منهم ليصبح العدد الإجمالي 3 أطباء و12 ممرض وممرضة:

وقال مدير المعهد إنه لا يوجد خوف من انتشار الفيروس بين المرضى لكن الأزمة تكمن في مخالطة الأطباء والمرضى لبعضهم خلال أوقات الراحة « والتي غالبا لايلتزمون خلالها بالإرشادات الطبية ما تسبب في تفشي الفيروس بين بعضهم »، مشيراً إلى أن الممرض الذي يعتبر (الحالة صفر) في المعهد يعمل في مستشفى أخرى « واتضح أن الفيروس انتشر بها بالفعل واتخذت إجراءات التعقيم بها »، مشيراً إلى ظهور حالات إصابة بالفيروس في مستشفيات أخرى.

الهيئة الطبية بالمعهد.. رواية مختلفة للأحداث!

لكن على الجانب الآخر هناك رواية مختلفة تماماً يرويها عدد من الأطباء والصيادلة العاملين في المعهد تعيد إلى الذهن محاولات النظام الصيني للتعتيم على بدء انتشار الوباء في مدينة ووهان الصينية، حيث تم تهديد طبيب العيون الراحل « لي وينليانغ » بعدم التحدث عن الأمر، ليقضي نحبه لاحقاً بسبب الإصابة بالفيروس وتفشل محاولات الصين في التعتيم على الأمر.

إذ نشرت الصيدلانية « هاجر عشماوي » على صفحتها في فيسبوك أنها وزملاءها بالمعهد طالبوا إدارة المعهد قبل أسبوع بإغلاقه وبدء عمليات الفحص والتطهير وإخضاع العاملين للعزل المنزلي لأسبوعين للتأكد من خلوهم من المرض، لكن مدير المعهد رفض بشدة وقال بحسب عشماوي: « من يخشَ على نفسه من الإصابة بالفيروس فليتقدم باستقالته ولا يأتي للمعهد »، مهدداً طاقم الصيادلة ممن يرفضون العمل أو الحضور باتخاذ إجراءات ضدهم وأنه « قادر على إحضار طاقم جديد بالكامل بدلاً منهم ».

وكانت الصيدلانية نفسها قد نشرت قبل فترة تحذيراً مماثلا مع بدء انتشار الفيروس في المعهد وقالت إن مدير المعهد يحاول بشتى الطرق التعتيم على الأمر:

لم تكن الصيدلانية هاجر عشماوي هي الوحيدة التي تحدثت عن الأمر ومحاولات الإدارة التعتيم على انتشار الفيروس في المعهد، إذ نشر الدكتور « ارميا محسن شفيق » كلاماً مماثلاً على صفحته على فيسبوك، مشيراً إلى أنه تعرض للتهديد بأشكال مختلفة « نظراً لتحدثه كثيراً في الأمر »:

كما أشارت الدكتورة ماجي موسى الطبيبة بالمعهد إلى انتشار الفيروس بين صفوف الهيئة الطبية قبل نحو أسبوع تقريباً:

وتحدث آخرون عن تفاصيل بدء انتشار الفيروس في المعهد وهي أن سيدة وابنتها أدخلتا أحد فروع معهد الأورام وبهما أعراض المرض، وأن أحد الأطباء الكبار أمر الطاقم الطبي بالعمل على الحالتين لكن أفراد الطاقم رفضوا وطالبوا بعمل تحاليل للسيدتين، وأن الممرض المشار إليه بالحالة صفر قد اختلط بهما وانتقل إليه الفيروس منهما:

وكان مدير معهد الأورام الدكتور حاتم أبو القاسم قد نفى في تصريحات صحفية قبل خمسة أيام وجود أي إصابات بالفيروس بين صفوف الهيئة الطبية بالمعهد

وفي تصريحات لصحيفة المصري اليوم قال الممرض الشاب إنه تحول من ضحية إلى جانٍ، وأنه أصيب بالمرض خلال تأديته لواجبه، نافياً كونه (الحالة صفر).

« لا فحص لكورونا لأنه مكلف »!

وقال الممرض إنه انتقل من المبنى الرئيسي للمعهد إلى مبنى آخر تابع للمعهد أيضاً منذ 4 أشهر وأنه شعر بالأعراض أثناء إشرافه على طفلة مصابة بورم، ولجأ إلى إدارة المعهد قبل 12 يومًا، طالبا إخضاعه للفحص لكن الإدارة رفضت فحصه أو إجراء مسح لمخالطيه من الدرجة الأولى، بدعوى أن « الأمر مكلف » وأنه لم يتم التحرك إلا بعدما تبين إصابة ممرض زميل له بالفترة الصباحية، وطبيبة نائبة، مضيفاً أن مشرفة تمريض حاولت مساندته وعزله عوقبت بتخفيض ترتيبها الوظيفي من كبيرة مشرفين، إلى مشرفة دور.

كانت وكالة بلومبيرغ الإخبارية قد نشرت تقريراً قبل عدة أيام أشارت فيه إلى تقرير مطول صدر عن الاستخبارات الأمريكية يشير إلى أن الصين ربما تكون قد غطت على الأرقام الحقيقية لعدد الوفيات والمصابين بفيروس كورونا لديها، خاصة وأنه ثبت تسليم نحو 80 ألف « قارورة رماد » لعائلات صينية خلال الفترة الماضية وهو رقم للوفيات أعلى بكثير مما أعلنت عنه الصين حتى الآن.

التقرير الاستخباراتي أشار أيضاً إلى أن مصر والسعودية « ربما » تغطيان على الأعداد الحقيقية للإصابات بالفيروس.

وكانت مصر قد أغلقت مكتب صحيفة الغارديان البريطانية بالقاهرة كما وجهت تحذيراً لصحيفة نيويورك تايمز إثر نشر الصحيفتين تقارير تتحدث عن أعداد للإصابات بالفيروس في مصر على خلاف ما تنشره الجهات الرسمية المصرية. وأصدر النائب العام المصري تحذيرات شديدة اللهجة وتهديدات بعقوبات تنتظر من ينشر روايات مخالفة للرواية الرسمية.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أشارت قبل فترة إلى أن عدة دول تقوم بالتعتيم على عدد الحالات المصابة بالفيروس.

وسجلت مصر حتى الجمعة 985 إصابة، تشمل 66 حالة وفاة، بينما أعلن شفار و216 حالة. والأسبوع الماضي، فرضت مصر حظر تجوال ليلي لمدة أسبوعين، في محاولة لاحتواء تفشي الوباء.

مقالات ذات صله