آخـــر الأخبــــــار

بقلم : ذة. نعيمة العرفة – اسبانيا “رسالة مفتوحة إلى وزير الصحة خالد آيت الطالب”

رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الصحة المغربي البروفسور خالد آيت الطالب المحترم

بقلم : ذة نعيمة العرفة – اسبانيا

سلام تام بوجود مولانا الإمام و بعد

اكتب هذه الرسالة لسيادتكم أصالة عن نفسي كمهاجرة مغربية بالديار الاسبانية منذ أكثر من ربع قرن و بالنيابة عن كل من ضم صوته لصوتي و وجد نفسه في كلماتي الموجهة إليكم و بعد.
كما لا يخفى عليكم سيدي الوزير يعاني العالم من جائحة فتاكة قلبت موازين الكرة الأرضية ووضعت مفاتيحها في أيدي حكامها و في أيدي صناع الجرع و الحقن المضادة لفيروس اثبت انه الاقوى بعد الإلاه عز و جل. الجائحة نفسها ،و في ظل العولمة، جعلت ما تُصبح عليه قارة تُمسي عليه قارة اخرى و بالتالي و أمام نباهتكم انتم وزير الصحة، و رغم هشاشة منظومة الصحة و ضعف موارد الوزارة التي ترأسونها حسب ما نراه من ردائة الخدمات في المستشفيات، جعلتم المغرب من بين الدول المحصنة عالميا أمام الوباء بفضل سياستكم المحكمة و بُعْد نظركم و سرعة إغلاق بوابات و مداخل البلاد على كل العباد قصد الحد من تسرب الوباء الحاد.
نحن كجالية و كما نمْتثل لقوانين و تعليمات بلدان اقامتنا امْتثلنا و لا زلنا لأمر الاغلاقات المفاجئة و المتكررة لبوابات وطننا في اوجهنا ،كلما طاب لكم و رغبتم، دون تعليق او احتجاج مساهمة منا في مصلحة وطننا و صحة اهالينا مقتنعين و مبررين لأنفسنا ان اختلاف بلدان تنقلاتنا يشكل خطرا على بلادنا .
هاذا و رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة المرافقة للأزمة الصحية ارتفعت تحويلات الجالية المنبوذة إلى أن تَصدّر استيراد العملة هذه السنة موارد المغرب الاقتصادية.
و جاء اومكرون اللعين ليُرجع الجالية لسجنها بغلق الحدود في وجهها و كالعادة إغلاق فجائي يترك ورائه ضحايا و اشلات عائلات منتشرة في الضفتين.
الا ان هذه المرة يصعب علينا سيدي الوزير منحكم صفة الحكمة و بعد النظر لكون قراركم إغلاق الحدود مرة أخرى و عزل الجالية “فقط” و فرض الضغط عليها هو قرار لا معنى له لعدة اسباب:
1- المغرب هو البلد الوحيد في العالم الذي اعاد إغلاق حدوده أمام متحور سريع الإنتشار و لكن اقل خطورة من سابقيه حسب تقارير منظمة الصحة العالمية
2- رغم إغلاق الحدود و عدم دخول الجالية ، تَكاثُر الحالات المسجلة في المغرب مُستمٍر هاذا دون ذكر الحالات الغير معلن عنها و كعادتها تفوق الحالات المسجلة بكثير.
3-منع دخول مغاربة الخارج لحضور أمراض و جنائز عائلاتهم و مباشرة مصالحهم و السماح لمغاربة الداخل او للطبقات الميسورة منهم بإقامة أفراح و سهرات و تجمعات بطريقة يجب ان يندى لها جبين كل مسؤول او سياسي.
4-فتح المجال الجوي فقط أمام الرحلات الخاصة الترفيهية و الرياضية و كأن الوباء مقترن بالفقر و الفقراء.
5- انعدام الاحترازات الوقائية في جل المرافق و الشوارع المغربية مثل الكمامات و التباعد و احترام الحد الأقصى للتجمعات و ما إلى ذلك.
نقط عددية متعددة تزيد من سخط الجالية يوما بعد يوم و ايضا سخط الطبقات الهشة في الداخل و المتدمرة من سياستكم المفرطة التشدد.
و كما لا يخفى عن سيادتكم بفضل المنابر الاعلامية و بفضل شبكات التواصل لم يعد ممكنا حجب المعلومة او تكذيبها و لفهم سخط العديد من المغاربة فقط أدعوكم بالتجول في المنابر لرؤية أعراس حشدت المئات من المدعوين VIP دون كمامات و لا تباعد و لا هم يحزنون. و رحلات خاصة لشخصيات VIP تصول و تجول في بلادنا كما طاب لها و أحبت.
لسنا VIP لكننا مواطنين نحب بلدنا و نساهم في ازدهاره الاقتصادي و نخاف عليه و نخاف على اهالينا من شتى انواع الأمراض لكن كجالية لا نقبل استحمارنا و استخدامنا كعملة مقايضة و نطالب بالكف عن اقصائنا و الاستهانة بنا فمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يستحضرنا في كل خطاباته و يحبانا بعطفه و حمايته من كل القرارات الجائرة للحكومات المتثالية.
ختاما نحن مع احترازات الأمان و السياسات الواقية لكن حسب معايير منظمة الصحة العالمية و حسب الاتفاقيات الدولية التي ايضا تسعى لضمان صحة مواطنيها لكن بطرق منطقية لا تعسفية.

مقالات ذات صله