كبسولة..وامضة! – جريدة الوطن نت | alouatan.net https://alouatan.net حيث الوطن .. للجميع Thu, 17 Feb 2022 21:41:32 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=5.7 زهير اسليماني يكتب :لم حظي ريَّان بكل هذا التعاطف الدولي الإنساني؟ https://alouatan.net/?p=1693 https://alouatan.net/?p=1693#respond Sun, 06 Feb 2022 23:13:46 +0000 http://alouatan.net/?p=1693

لم حظي ريَّان بكل هذا التعاطف الدولي الإنساني؟

بقلم زهير اسليماني

لم حظي ريَّان بكل هذا التعاطف الدولي الإنساني؟ ألكونه طفلا؟ أم لكونه هوى في حفرة مستدقة سحيقة؟ لماذا توجهت إليه أفئدة العالم قبل أنظارهم؟ ولم هذا التعاطف إلى هذا الحد الشديد رغم ألاف الأطفال الضحايا.. ضحايا وحشية الحروب وضراوة الكوارث وفظاعة الجرائم؟!

لا شك أن تعرض أي طفل لأي كارثة، يشكل مأساة إنسانية بالنسبة إلى الإنسان السوي، لأن الطفولة برعم ندي، يتأثر أكثر من غيره من الفئات، بما قد يتعرض له من أزمات وكوارث وحوادث، فيؤثر على محيطه الإنساني والاجتماعي، عاطفيا وماديا.. وبمستويات مختلفة ومتباينة! 

فإذا كان العالم أرق لريان فقط لكونه طفلا تعرض لحادثة مؤلمة، فلم لا يستيقظ الضمير الإنساني هذه اليقظة، إزاء المجازر الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين، أو مذابح الأنظمة الشيعية العلوية الصفوية ضد أطفال السنة؟ وإزاء أية كارثة تحل بالأطفال من مجاعات وأوبئة وجوائح يروح ضحيتها أطفال أبرياء؟! 

وإذا كان الأمر يتعلق بالواقعة وطبيعتها، أي بسقوط طفل بريء، بعمر خمس سنوات، في حفرة سحيقة، يتجاوز عمقها الثلاثين مترا، ولا يتعدى قرصها العشرين سنتمترا؟ هل تكون هذه المعطيات هي سبب التعاطف الإنسان الدولي، العابر للقارات والمعتقدات والجنسيات والعرقيات، إن نعم لم إذن؟! ألواقعة بعينها هي موئل التأثير أم امتداداتها الثقافية، وأبعادها الرمزية؟

قد لا يكون للإنسان -عموما- شبح أسود، يسكن مخياله ويرهق شعوره الجمعي، منذ حياته بالكهوف إلى خطوه على القمر، مثل شبح الأمكنة الضيقة المظلمة، ولعل لمواجهة ذلك، بنت الحضارات الإنسانية المتعاقبة، (الفراعنة، الآشوريين، الإنكا، الأزتيك، المايا..) مدافن فخمة وفسيحة، ومؤثثة بكل أنواع الأثاث بل بأفخر حتى مما في حياتها الدنيا من جهة، وسعت إلى بناء المدافن في مناطق عالية ومرتفعة من جهة أخرى، فقد ظل شبح القبوع في مكان سحيق وضيق ومظلم مصدر خشية، ومدعاة للخوف والرهبة والهلع لدى الكائن البشري.. 

فإذا كان هذا، شعور الإنسان البالغ، المستقوي، الفرعون، الإمبراطور، العالم، البابا، القس، الراهب، المؤمن، المرسل، الصحابي.. فلابد أن يكون الأمر أشد في المخيال الجمعي للإنسان العادي، بمختلف تلاوينه الثقافية، فالسقوط في حفرة بهذا القطر الضيق، وهذا العمق السحيق ليس في حد ذاته، ما يثير كل هذا التسونامي الانفعالي لدى الانسان الموجود خارج الحفرة، بل ما يثيره من دلالات ويصوره من مشاهد ويحركه من خيال، وصور تسكن الذات وتترسب في أعماقها، وتتراكم في مخزونها الثقافي وتجربتها الوجودية، حول وحشة الموت وظلمة القبر وحياة البرزخ.. (آلهة الحساب وحوش العذاب، سربروس، الأقرع الشجاع، الثعبان..) 

إن ما أيقظ الضمير الإنساني في هذه الواقعة، ودغدغ الإنسان الراقد والانسانية الراكدة في أعماقنا. والمحنطة بفعل إكراهات اليومي من جهة، والتعود على المآسي الإنسانية من جهة أخرى. هو الشبح الأسود القابع في كياننا والمترسب في لا شعورنا، وهو الخوف من الموت، ليس لأنه انتقال من لحظة زمنية إلى أخرى، بل لأنه نقل من فضاءات الفساحة والرحابة، إلى أجواء الضيق والوحشة. ولعل حدث “ضمة القبر” والآثار الواردة عنه، والترجمات التصورية له، أي بأبعاد الواقعة الرمزية وإمكاناتها الدلالية وصورها الثقافية، لا بحدودها المادية الواقعية، طفل وحفرة وظلمة.. إن ما حرك الشعور الإنساني، في هذه الواقعة، هو الإسقاط والتركيب الثقافي للأبعاد الرمزية الإيحائية لهذه الواقعة، فرمزيتها الموغلة في الرعب، ودلالتها المستغرقة في الغموض، وما تحركه من استهامات، وتبنيه من صور، وتطرحه من أسئلة حارقة؛ ماذا يحدث هناك ليس لريان كواقعة؟ بل لأي إنسان هوى في مثل هذا الضيق، وهذا العمق، وهذه الظلمة والوحشة؟ كمصير متوقع ومشترك لا محيد عنه! 

إنه مصيرنا المؤجل، مآلنا المنتظر، خوفنا المشترك، كياننا الهش، حقيقتنا التي منها جئنا؛ ضيق وظلمة الأرحام، وإليها سنصير؛ ضيق وظلمة القبر، وما بينهما ليس إلا تلهيا وتلبسا لهذه الحقيقة بلبوس زخرف الحياة الدنيا. فليس ريَّان في عمق وضيق الحفرة، إلا نسخة محققة لنموذج عام ومشترك يركن عميقا فينا، ويمثل الشبح الأسود لوجودنا، رجته هذه الواقعة رجة أقوى.. فأيقظته من غفوته على آرائك المادية وسرر الأنانية، وفرش السلطة، وأعادته لحالته الأولى؛ حالة العماء، بين الظلمة الأزلية المريحة (الأرحام) وذلك ما تدل عليه تصورات البعض بأنه كان يمص سبابته، والظلمة المصيرية المخيفة (القبر)، التي دلت عليها ممارسات البعض الصلوات والتعاويذ والأدعية والشعائر المختلفة.. محاولة (هذه التصورات) تقرير معنى لما يمثل أمام عين تحاول انتقاء ما يشبع آمالها ونفي ما يثير مخاوفها، ولو خلافا للواقع وعلى حساب موضوعيته!

(مع آخر سطر من هذه المقالة، تلقيت النبأ المفجع، رحم الله الملاك الريان، لن ننساه ما حيينا)

]]> https://alouatan.net/?feed=rss2&p=1693 0 سيدي الرئيس .. مكناس تئن! بقلم زهير اسليماني https://alouatan.net/?p=1382 https://alouatan.net/?p=1382#respond Fri, 24 Sep 2021 15:37:23 +0000 http://alouatan.net/?p=1382

سيدي الرئيس .. مكناس تئن!

بقلم : زهيــر اسليمـانــي

لا يخفى على أحد واقع الحاضرة الإسماعيلية المزري، وأنينها اجتماعيا واقتصاديا، تحت ضربات سوط ضعف تدبيرها وإدارتها سياسيا من قبل الرؤساء السابقين، حيث لا يمكن أن توصف ولايتا المجلس السابق إلا بعصر الانحطاط والركود والهشاشة، وكان لسان حال أبناء العاصمة الإسماعيلية، أن مسيري مكناسة الزيتون ليسوا أبناءها، ولا يجمعهم بها نسب، وأن الغيور منهم عليها، لا سلطة ولا نفوذ ولا امتداد حكومي له!
واليوم، وبعد أن وضعت المعارك الإنتخابية أوزارها، وأسفر سجال المفاوضات عما أسفر عنه، فإن المكناسي يتفاءل فألا حسنا ويستبشر خيرا، نظرا إلى الفريق الحاذق، والكتيبة المحنكة، التي تتكون تشكيلتها من رؤساء، ما يجمع بينهم أكثر مما يفرق، تشكيلة حاز عناصرها مناصب المسؤلية، وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا، ونجد على رأس هذا الكتيبة:
رئيس مجلس جهة فاس مكناس، السيد: “عبد الواحد الانصاري”، نائب برلماني محنك وضليع، مكناسي استقلالي أبا عن جد، حزبه أحد أذرع التحالف الثلاثي المشكل للحكومة، مما يفسح المجال واسعا له، وهو النقيب والمحامي الفذ، للترافع والمنافحة عن المدينة، لاستجلاب المشاريع التي سلبت منها خلسة، إبان ولايتي عبد الله بوانو محليا وامحند العنصر جهويا.. ويعد رئيس مجلس الجهة بمثابة رأس حربة هذا الفريق، فالتعويل كل التعويل على السيد النقيب السابق والنائب البرلماني، وهو المعهود فيه، الاستماتة والقتالية، من أجل استحصال حصة المدينة من حصالة الجهة التنموية.
ثم يليه رئيس مجلس عمالة مكناس، السيد: “هشام القايد” وهو الآخر مكناسي من حزب الأحرار، الحزب الذي حاز غالبية أصوات المغاربة، ومنه عين صاحب الجلالة رئيس الحكومة، وهو ما يعني أن المكناسيين يراهنون في السيد رئيس مجلس العمالة، على رهانين هما: كونه مكناسي الهوى والوجود، وقيادي من قيادات الحزب المشكل للحكومة، ناهيك عن خبرته وحنكته السياسية والتسييرية..
بعدهما، يأتي رئيس مجلس جماعة مكناس، السيد: “جواد بحاجي” كذلك هو من حزب الأحرار أي الحزب الحاصل على الأغلبية الحكومية، وهو ما يجعل له اليد الطولى في الدفاع عن المدينة، ومصالح أبنائها، وانتزاعها من قلب المخططات الحكومية..
ثم رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات لجهة فاس مكناس، السيد: “بدر الطاهري”، شاب مكناسي معروف و مقاول ضليع، وهو من حزب رئيس الحكومة كذلك..
فالفريق يبدو متكاملا ومنسجما، من حيث الانتماء والانتساب والشخصية المكناسية، بكل حمولتها وتلاوينها، التي توحد عجين الفريق وتلينه وتضمن تماسكه والتحامه. ومن حيث النفوذ والوجاهة، فالرئاسات الآنفة، تنحدر كلها من التحالف الحكومي الحاكم، وهو ما يخولها ما لم يخول لغيرها، من مداخل الفعل التنموي، المتاحة على مصراعيها أمام عينيها.
وختاما، فإن آمال المكناسيين معقود بناصية هذا الفريق، وأمانة خدمة المدينة تطوق أعناقهم، والفرصة سانحة أمامهم، لنفض غبار المجلسين السابيقن، اللذين جعلا وجه الحاضرة الإسماعيلية كالحا مغبرا؟
وعليه، فإنك سيدي الرئيس، أيا كان مجلسك، أمحاي أم إقليمي أم جهوي، مسؤول عن استرداد مكانة العاصمة الإسماعيلية، واستعادة نضارتها، لأنك من التحالف الحكومي، ولأنك قبلها وبعدها مكناسي.

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=1382 0
عام المصباح.. بقلم زهير اسليماني https://alouatan.net/?p=1326 https://alouatan.net/?p=1326#respond Fri, 10 Sep 2021 17:41:38 +0000 http://alouatan.net/?p=1326

عام المصباح!

بقلم : زهيــر اسليمـانــي

هذا مقال أكتبه “تشفيا” في العدالة والتنمية، أكتبه من سويداء القلب بلا رحمة، مع التعاطف مع أتباعه في مصابهم الجلل..

أكتبه بيد الفرح ويد الحسرة، على انخداعي للذئاب الملتحية، ذات انتخاب، عندما صدقت خطاباتهم المدوية “غرغري أو لا تغرغري”، “الا لقيت شي عراقيل ندفع السوارت” والعبارات الصاخبة كثيرة..

كان ذلك سنة 2012، عندما انخرطت تطوعا في صفوف الدعاية لحزب المصباح، كنت معطلا كما جيل من أقراني، وكانوا الأمل الوحيد، فاستهلوا مشوارهم بنقض العهد، محضر 20 يوليوز، وعزل القاضي الهيني الذي حكم لصالح المعطلين، ثم استتبعوا ذلك بخلف وعد إلغاء الانتقاء الأولي لاجتياز مباريات التوظيف، لما فيه من فساد وزبونية ومحسوبية، لينقضوا العهد في ثاني سنة من حكمهم، ثم جاء صاحب شركة دانون، وقد تلقيت وعدا بالاشتغال العرضي بالكلية، ليمنع  غير الدكاترة من الاشتغال بها، ويحرمني مرة أخرى من لقمة العيش الحلال..، وسيغلق الرئيس أبواب الوظيفة العمومية إلا على ابنته وابنه، وتعيين المقربين منه بالدواوين المكيفة، بأجور خارج السلم.. وسيفرض على المغاربة نظام العبودية في الشغل، نظام العقدة المهين، في أقدس القطاعات وأشرف المهمات، التي هي التعليم..، ويظل مفتخرا بغيه.. سيحرر أسعار المحروقات، ويرفع الدعم عن صندوق المقاصة، سيخرب تقاعد الضعفاء، وسيرفع سن التقاعد..

بعدها، ستتوالى إخفاقات النسخة الأولى، وفي جميع الميادين، حيث الشعار العام آنذاك “عفا الله عما سلف”، فلا مفسد ضبط وحوكم، ولا مأذونية استرجعت أو حوسب صاحبها..، وكان الباجدة يزدادون حسنا، يستبدلون السيارات والزوجات وربطات العنق، والمغاربة يموتون غرقا في عمق المتوسط، والمغربيات تلدن على أبواب المستشفيات، وفي الطرقات..

ثم في النسخة الثانية، وقد ازدادت السنين كسادا وبوارا، رفع الباجدة شعار أن ليس بالمغرب فقراء فمن يملك عشرون درهما ليس بفقير، وستحتج وزيرة على كونها تشتغل بزوج فرانك والشعب تابعينها عليها، وهي الوزيرة التي كانت تشرف على استقبال أزبال الطاليان.. كل هذا والشعب يغرق في الفقر ويرتع في المرض، ويغوص في الحريݣ، ويكتوي بنيران الماء والكهرباء والكراء، وغلاء الأسعار.. ويموج في غضبه من الباجدة، الذي ابيضت وجوههم وتدلت كدونهم واستدقت لحاهم وبرزت بطونهم.. لا يأبهون لألم متألم، ولا لجوع جائع.. يستميتون غي الدفاع عن الريع، وعن التعويضات والمعاشات السمينة.. ويتماطلون في التعويضات العائلية ويعدمون الترقيات.. 

وسيزداد الطين بلة، بمسألة التطبيع، التي ستكون آخر مسمار يدق في نعش الباجدة، حيث هجرهم حتى أقرب أنصارهم أي الذين اتبعوهم لآصرة الدين..  فبعدما لم يقم الباجدة، طيلة العشر سنين، بأي نشاط لصالح فلطسين، بعدما انتقلوا من المسجد الأقصى إلى المبلغ الأقصى، ختموا مسيرتهم بمسك التطبيع.. 

لقد أججت النسخة الأولى من العدالة والتنمية، عوامل الاحتقان والغضب، لدى الشعب المغربي، وجاءت النسخة الثانية لتصب الزيت على النار، خصوصا بعد استوزار أو إضافة مهام أخرى إلى مهام وزراء فاشلين، وعلى رأسهم وزير التعليم الذي لم يعرف تاريخ المغرب احتقانا مماثلا للذي حدث في عهده؛ الكل يحتج: الأساتذة المفروض عليهم التعاقد، الزنزانة 9، ضحايا المرسومين، المدراء، المفتشين.. حيث بات جمر القطاع يلتهب من تحت الرماد: خوصصة وإجهاز على المدرسة العمومية، والباجدة يتفرجون..

فهل، كان الباجدة يعتقدون أنهم سيحظون بولاية ثالثة، هم الذين غدروا بالمغاربة، خصوصا المقهورين والمحقورين منهم، وكأن الغدر ركن من أركان ديدنهم، هذا وزير يغدر بزميله ويتزوج زوجته، وذاك وزير يغدر بزوجته من أجل مدلكته، وهذا الأمين ينقلب على ذلك الأمين، حبا في الرئاسة، أزماتهم أكثر من أن يحيط بها كتاب، ولست هنا أذكر إلا ما انغرز في نفسيتي بقوة، وظل يعتمل بصدري كل لحظة، منتظرا انتظار المشوق المستهام، هذه اللحظة.

معاناتي الشخصية مع البيجيدي، امتدت طيلة العشر العجاف، يوما بيوم، لحظة بلحظة، وأعلم ان معاناتي أدنى بكثير من معاناة السواد الأعظم من المغاربة، فحق لنا اليوم أن “نتشفى” أن نشمت، أن نفرح، أن نزغرد للاندحار المهين لحزب العدالة والتنمية، فهو عام المصباح، على غرار عام الفيل، عام البون، عام حرودة..

وأذكركم، أيها الباجدة المدحورون، 12 مقعدا حاليا مقارنة ب 125 في الاستحقاقات السابقة؛ هزيمة نكراء، هزيمة مذلة، 12 مقعدا، عدد فريق كرة قدم؟ أم شهود الموتة والإراثة؟ نعم هذه الأخيرة أفضل 12 شاهدا على موت مرحلة قاحلة وحزب كالح، كان يسمى العدالة والتنمية! ولا أنسى أن أذكركم بأنه من إيجابيات هذا العدد، أنه يسهل عليكم عملية التباعد،  في زمن كورونا!

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=1326 0
الأحزاب كلها.. إلا المصباح! بقلم زهير اسليماني https://alouatan.net/?p=1324 https://alouatan.net/?p=1324#respond Mon, 30 Aug 2021 22:26:12 +0000 http://alouatan.net/?p=1324

الأحزاب كلها.. إلا المصباح!

بقلم : زهيــر اسليمـانــي

 

تقول الحكمة المغربية الدارجة: “سل المجرب لا تسال الطبيب”، أي استشر المجرب الخبير فقد يكون أجدى وأنفع، فالذي يجرب الشيء أكثر من مرة، يدرك كنهنه وحقيقته، ويصير انطلاقا من هذه التجربة قادرا على الاستباق والاستشراف، وفي حالة المرض قد يقدم المجرب الدواء الأجدى والأنفع  مقارنة بطبيب مختص.

تنطبق هذه الحكمة على الناخب المكناسي (والمغربي عموما)، الذي جرب شتى أطياف الأحزاب: اليمين والوسط، الأحزاب الإدارية والتاريخية، وجرب مختلف التكتلات الطبيعية والهجينة: الأحرار، الاتحاد الدستوري، الاتحاد الاشتراكي، الاستقلال.. مع ما يرافق كل “ميركاتو” انتخابي من تسويات وانتقالات..

مع الإشارة، إلى كون أغلب الوجوه، تتقاطع في كونها معهودة لدى المكناسيين، ومعروفة عندهم بفشلها الذريع، ولكنها تنجح في كل مرة، منها من ينجح مع حزب الموسم السابق، ومنهم من ينجح -في كل مرة- مع حزب جديد، والنتيجة وجوه مبيضة نضرة، ومكناسيوون واجمون ومعطلون، ومدينة مسودة قاتمة..

وقد ازداد واقع المدينة قتامة، مع رئاسة العدالة والتنمية لعموديتها، لثلاثة ولايات، الأولى انتهت بعزل الرئيس الذي أمعن في سوء تسيير المدينة، وافتقد لأبسط وسائل التسيير الجماعي، مما دفع الداخلية إلى عزله، والثانية والثالثة – متواليتيان- تم فيهما إرجاع المدينة عقودا إلى الوراء (إلى درجة أننا أصبحنا نشعر بأنفسنا أكثر شبابا وأصغر)، فمن هدم للمعالم الأثرية التاريخية المميزة للمدينة، إلى الإجهاز على مكتسب المعرض الدولي للفلاحة، إلى فقدان المكناسيين من فريقهم الكروي، ومن مسبحهم البلدي الذي يمثل المتنفس الوحيد للطبقة الهشة منا، فهل تتذكرون عاما لم يفتح فيه المسبح البلدي، في وجه المكناسيين؟

فما حدث في عهد رئاسة المصباح لمجلس المدينة من تراجع وقهقرى، لم يسبق للمكناسيين أن رأوه، أو أمكنهم تصوره: عرض قاعات سينما تاريخية في المزاد العلني( أمبير)، هدم معالم ثقافية(الريجان)، وتحول دور سينما أخرى إلى محلات لبيع الملابس(مونديال). من جهة أخرى لم يوضع حجر أساس لمشروع واحد جديد، والحديقة المجاورة لسوق “مبروكة”، مغلقة لسنين طوال، وتهيئة باب الريح معطلة، وبابه التاريخية في حكم المفقودة.. في المقابل لم تتوقف فاس عن التطور، في هذا السياق نستحضر أن مكناس أصبحت ملحقة لفاس في عهد العدالة والتنمية، وهذا وحده كفيل باستقالة الرئيس، نظرا لأن الحكومة التي فصلت الجهات الجديدة هي حكومة حزبه..

والخلاصة، إنه يُتُوقع من الناخب المغربي عموما، والمكناسي خصوصا، أن يراهن على أحزاب لم يجربها بعد، وهي أحزاب اليسار، إما علي سبيل التجريب والرهان، خصوصا مع  المواقف المشرفة لنواب اليسار(بلافريج نموذجا)، وإما بغرض معاقبة حزب العدالة والتنمية وتحالفه الهجين، الذي لم يقدم لهذا الوطن وهذه المدينة إلا الأزمات والانتكاسات، بعلارة أخرى ليس مهما على من ستصوت يا مواطن، ولكن الأهم ألا تصوت على حزب المصباح، الذي أوقد فتيلة، من دهن عصر المواطن المقهور، ليضيء لأهله وعشيرته، وأدخل  فقراء المغرب عصرا من عصور الظلام!

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=1324 0
الكل يراك .. إلا صاحب الحذاء! بقلم زهير اسليماني https://alouatan.net/?p=1321 https://alouatan.net/?p=1321#respond Sat, 14 Aug 2021 17:04:10 +0000 http://alouatan.net/?p=1321

الكـــل يـــراك.. إلا صــــاحــب الحـــذاء!

بقلم : زهيــر اسليمـانــي

مع الطفرة التكنولوجية الحالية، ظهرت كائنات من طينة خاصة، كائنات قادرة على التزلف والتطنجن والتعرجن، قصد بلوغ المرام..

هذه الكائنات، بعدما كانت تحمل طاولات المؤتمرات، وتكنس الأرضيات والزرابي، وتبسط السجاد الأحمر، وتجلس في المقاعد الخلفية، أصبحت تتخذ من الوسائط التكنولوجية، ومن وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المنابر والمواقع أداة لنشاطها، وممارستها وظيفتها.

وتتسنى لك معرفة هذه الكائنات عبرعلاماتها الشهيرة: ومنها أنها توجد –غالبا- في حاشية الصورة مع الشخصية المهمة، كما تجدها تطوق الشخصية بذراعها (وكأنها ستهرب!) هذه الكائنات تكنز الصورة للوقت المناسب، فتنشرها دليلا على أهمية الكائن أو تقربا من الشخصية المهمة.. وتعرفها من عباراتها المسكوكة: “أهنئ الأخ الأمين العام بهذه المناسبة..”، “وعلى إثر التواء كاحل الزعيم نتمنى للرفيق..” ، “الأخ الرئيس كاريزما سياسية نادرة..”، “أغتنم هذه الفرصة لأهنئ السيد النائب بمناسبة اجتياز ابنته المرحلة الابتدائية بنجاح..”، “الرفيق الزعيم العظيم المقدام.. ابن مكناسة الزيتون يستحق أن يكون رئيسا للحكومة..”

ما يحز في النفس، ليس مدى صدق الأخ الأمين العام من عدمه، ولا تاريخ الرفيق المناضل أزيف أم حقيقة؟ أقدم النائب خدمة للمدينة أم لا؟.. بل هو كون هذا الكائن الذي لا يتوانى عن كتابة قصائد المدح، ولا يتأخر عن تسريد أخبار الملاحم، وإسناد دور البطولة للشخصية السياسية.. لا يعرفه أمينه العام، أو أخوه الرئيس، أو رفيقه المنسق.. لا يعرفه البتة، اسما وصفة وشكلا، ولا يقرأ ولا يرد ولا “يجمجم” له، مهما نظم له من مديح، وأفرد له من غزل، لأنه لا يراه إلا درجا في الطريق الذي يسير ويسري عليه إلى منصبه.

ولكم رأيت من صورة لشخصية بارزة ما –على حائطي الشخصي-، ورأيت المئات من التعاليق، التي لا يتكلف صاحب الصورة أو التدوينة، حتى كبس “جيم” أو وضع “أيموجي” تعبيرا عن اهتمامه واحترامه، لجوقة الكائنات الملتفة حول تدوينته أو صورته..

ألا تعلم هاته الكائنات، أن مثل تلك الشخصيات المهمة أصلا، ليست هي التي تضع تلك التدوينات أو الصور.. وإنما مناضل قدم حذاءه للرئيس –تزلفا وتقربا- وبقي حافيا؟!

فكفاك، أيها الأخ، أيها الرفيق، أيها المطبل.. أيها الكائن الذي يجد في نفسه صفة من الصفات السابقة.. كفاك من مسح الأحذية بفضائك الافتراضي، إكراما للسانك (عفوا) لنفسك، فالكل يراك إلا صاحب الحذاء!

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=1321 0
مغالطات رجل القش بقلم زهير اسليماني https://alouatan.net/?p=645 https://alouatan.net/?p=645#respond Thu, 28 May 2020 12:39:19 +0000 http://alouatan.net/?p=645

مغالطات رجل القش

بقلم : زهيــر اسليمـانــي

سنوات وأنا أتابع منشورات- ويصح ان تكون مناشير- جمعية مدرسي الفلسفة بالمغرب، من خلال صفحتها الرسمية على الفايسبوك، تكاد تلتقي كلها في سب الملة، والإساءة للمقدسات، والابتعاد عن القضايا البيداغوجية والديداكتيكية التي التامت من أجلها، وعن قضايا المغربي المعيشية، منشورات منها ما هو مضحك وينم عن غباء لا حدود له، كأن يبارك أحدهم عيد الفطر للإنسان كيفما كان؛ مسلما أو كافرا أو نصرانيا أو يهوديا أو زرادشتيا.. أو ملحدا، إذ يومن صاحبنا بالعيد ولا يومن بشروطه ومقتضياته، التي على رأسها صيام الأيام المعدودات، وهو ما لا يتحقق إلا بالايمان والإسلام، فكيف نفهم مباركة صاحبنا ومغالطته بحجم ثقب أسود..؟ وهذه واحدة من بين مئات المغالطات التي تكبر الثقب الأسود عمقا.. فيصدق على كثير من منتسبي الجمعية وصف مغالطات رجل القش!

مؤخرا، نشرت مكلفة بتدريس الفلسفة، مجازة في علم الاجتماع، إطار ابتدائي تكليف ثانوي، (سبق وسحب منها التكليف بسب صورها وتدويناتها المستفزة، تم أعيد تكليفها لسبب من الأسباب)، تجد صعوبات جمة في ضبط القسم، إذ سبق أن زارتها أكثر من لجنة لهذا السبب، وربما تفسير ردود أفعال التلاميذ راجع إلى ما تطرحه من أفكار جارحة لشعورهم كمغاربة وكمسلمين متعلقين بهويتهم ووطنهم..

نشرت الاستاذة المكلفة، تدوينة مسيئة للصادق الأمين، تطاولت فيها علنا عليه صلى الله عليه وسلم، مدعية ما يندى الجبين لذكره، وصادرة عن جهل عميق بمقاصد زواج سيد الخلق، العليا، من أم المومنين السيدة خديجة، التي تكبره بسنوات. ولكي لا أتطفل على محراب الأصولي والفقيه والمحدث، لن أخوض في هذا.. فما يهمني هو تهافت خطاب المعنية، وغلو فكرها وتنطعه، ومساسه بأمن المغاربة الروحي، ونأيه ومفارقته لواقع الشباب.

فالمحمول لا الحامل ما يهم، إلا من جهة الاستدلال به وعليه، والفكر يعكس موضوعاته واهتماماته، وقد يكون انعكاسا لحياة لا شعورية يحياها حامله، وربما لكبت خصوصا أن “الميمات” اللواتي يتحدث عنهن الشباب، يشبهن سميرة سعيدة أو لطيفة رأفت وليس أية “ميمة”!!

ذلك أن الحديث عن “الميمات” في سياق انتقاص فحولة الرجل العربي -والفحولة مفهوم إيروسي ذكوري قروسطي- وإعلاء قيمة النسوية، ينطوي على تناقض صارخ، فالفحولة تشكل قيمة بالنسبة إلى الرجل، فكيف لفكر محسوب على النسوية والتقدمية والحداثة، أن يشيئ المرأة أو يختزلها في كائن يفكر بفرجه، وأَمة طالبةً متعة مِما كان، فقط لأنها أرملة أو مطلقة أو عانس..؟ أهذا دفاع عن المرأة أم ازدراء لها؟ أهذه نسوية أم فحولة مسترجِلة أكثر من الرجل نفسه؟ أهذا حكم موضوعي أم تجربة ذاتية؟ أليس الحكم على الشيء جزء من تصوره؟

ولئن كان الفكر التقدمي الحداثي حر في الرأي – ويقدس الحقيقة- فإن الرأي ليس معيارا للحقيقة، إن لم تكن دراسات سوسيولوجية وثقافية ونفسية ..يسند ظهره الرخو إليها، مما يجعل –هذا الفكر- يفتقد العلمية، وتنقصه الموضوعية، فكيف لمن يدرس النشء التفكير النقدي والممارسة العلمية أن يكون هذا حاله؟ ما عساه يقول في الحجرة عن النظرية والتجربة؟ وعن علمية العلوم الانسانية؟ وعن الرأي والحقيقة؟ وعن الموضوعية والذاتية؟ الفكر الذي لا يستحضر الأطروحة والنقيض، والرأي والرأي الأخر، ويمسك بالفيل من كل جوانبه لا من خرطومه فقط لكي يعرفه، أي بأن يقول لنا إن هناك “ميمات” من الطبقة الراقية يعبرن الشارع بالكاتكات والرونج روفر، بحثا عن شاب يشبع رغبتهن، وبمقابل الخدمة.. فإلام يعزي الفكر -النقدي التقدمي دائما- مثل هذا السلوك؟ أإلى التاريخ والثقافة والمؤلفات الإسلامية أم إلى الفكر المادي وإلى فلسفة حقوق الانسان..؟

هذا الفكر الذي لم يراع مشاعر التلاميذ، ولا أسرهم التي تنتمي جلها إلى الدين القيم، وتجل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يحترم الوثيقة الدستورية التي تنص على صيانة ثوابت الأمة وتسهر على حماية مقدساتها، التي صوت لصالحها السواد الأعظم من المغاربة، ولا يحترم الوثيقة الحقوقية، التي تنص على احترام التعدد والاختلاف وعدم المس بالمعتقد والرموز الدينية.. هذا أمر لا يؤمن جانبه، فهو قد يخرق الدستور والقوانين والمذكرات ويمس بالثوابت والمقدسات، ولعل في هذا تفسير الشغب الحاصل في حجرات بعض الأساتذة، وعدم تمكنهم من إدارة أقسامهم، فالتلميذ –مهما كان ضعيفا ومستهترا- بدهي إذا اطلع على تدوينة أو صورة مخلة أو ماسة بمقدساته، يجد مسوغا نفسيا وأخلاقيا، للثورة والانتفاض..

فهذا الفكر يستحق المتابعة القضائية والجزاء القانوني، فهو يهدد أمن المغاربة الروحي، ويثير القلاقل والفتن والعصبية، أكثر من حزب الله وإيران والمسلسات المكسيكية والتركية.. وهو ما يستوجب معه تحريك النيابة العامة، حتى تقول العدالة كلمتها، وتضمن لذوي الحق حقهم في السلام والأمن الروحي، وهو من صميم مهام الدولة وأجهزتها، وإذا تمت المتابعة، فينبغي الاستماع للتلاميذ، وإذا ثبت خرق المعنية للأطر والتوجيهات والمذكرات الرسمية.. فينبغي تحريك المساطر المعمول بها في هذا الشأن..

لكن، أفعلا ما يهم المغرب والمغاربة اليوم، في ظل كل هذه الأوضاع المتردية، هو قضية ميل الشباب إلى “الميمات” بغض النظر عن المرجعية والخلفية، وصدق الادعاء وبطلانه.. أهذه هي اهتمامت الفلسفة وجمعية مدرسيها بالمغرب، الجنس والبورنو والإيروسيا؟ أهؤلاء أساتذة التفكير النقدي، والتحليل العلمي، والمنهج الواقعي الملموس..؟ أليست هناك قضايا أهم بكثير من قضية “الفحل والمكحل” و”عودة الشيخ إلى صباه..” و”من قتل عقبة؟” أم إن القضايا الحقيقية للمغاربة، لا توجد في ردود ابن تيمية وفتاويه؟ ولا بالبخاري وصحيحه؟

وكومضة أخيرة، ومواجهةً للفكر المسيء -لسيد الخلق- مع نفسه، في مرآة مرجعيته التقدمية الحداثية الحقوقية؟ ماذا يقول الفكر النسوي التقدمي الحداثي، عن زواج “ماكرون” رئيس أعرق الديموقراطيات -حيث شرارة الأنوار والحداثة والعقلانية والحرية- بامرأة تكبره سنا بكثير؟ أيصدق عليه كل ما قالته المفكرة الأستاذة المكلفة؟ أم إن الأمر ههنا -لأنه مصدره المركزية الأوروبية- مختلف ومقبول ومحبذ ومثمن؟ ولا أحسب فكرا تنكر لهويته وأصوله ومرجعيته باسم الاغتراب والحداثة، سيكون أكثر حداثية وتقدمية من ماكرون نفسه؟ إنها مغالطات رجل القش وقد كان هذه المرة امرأة بل.. شبه امرأة!

 

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=645 0
الفئة الباغية.. تنشر الفيروس! || بقلم زهير اسليماني https://alouatan.net/?p=642 https://alouatan.net/?p=642#respond Sat, 23 May 2020 08:42:01 +0000 http://alouatan.net/?p=642

الفئة الباغية.. تنشر الفيروس!

بقلم : زهيــر اسليمـانــي

إذا كانت النتائج الطيبة التي بلغتها مكناس، وهي المدينة التي عانت سوء الطالع فيما يتعلق بفيروس كورونا، إذ ما نزال نتذكر جميعا، العودة غير الميمونة لرحلة من مصر وما تسببت فيه من نشر وانتشار للفيروس اللعين..

وإذا كانت مكناس اليوم على مرمى حجر من خط الوصول إلى صفر حالة، بفضل مجهودات الأطقم الطبية والصحية، وتفاني السلطات المحلية، وفاعلية الاستراتيجية الولائية، وصمود العناصر الأمنية سدا منيعا، وجها لوجه ضد شبح الوباء المخيم.

وبما أننا على مشارف عيد الفطر المبارك، عيد الزيارات الكثيرة والتنقلات الكثيفة لصلة الرحم، وتبادل التهاني والتبريكات..

فإن الفئة المسؤولة من ساكنة المدينة، والملتزمة بحالة الطوارئ الصحية، والمقيمة بمنازلها إلا للضرورة القصوى، وبعد استحسانها وإشادتها بمجهودات ولاية الأمن الجبارة، بمختلف مصالحها، جنبا إلى جنب مع عناصر القوات المساعدة، والشرطة الإدارية، ومختلف المتدخلين الساهرين على فرض القوانين الاستثنائية، وحماية سلامة المواطن الصحية وضمان أمنه واطمئنانه، تناشد ولاية الأمن والسيد والي الأمن، بإحكام القبضة خصوصا يوم العيد، وشل الحركة بالمدينة، والضرب بأيد من حديد على كل متهور، سولت له نفسه خرق القانون، مهما كانت صفته ومستواه..

فلم يعد يخفى على أحد، سلوكات بعض المتهورين -مؤخرا- الذين لا يرتدون الكمامات، ولا يملكون إذن الخروج الاستثنائي، ولا يلتزمون بأي إجراء من إجراءات الوقاية، في تحد سافر وصارخ للقوانين المعمول بها في هذه المرحلة، فيهددون سلامة المواطن ويعرضون صحته للخطر..

وبحكم العقلية والتربية، تكثر فيها الفئة المتهورة وغير المسؤولة، والتي تتمثل أساسا في بعض الشباب واليافعين، الذين لا يرتادون كمامات واقية، ولا يلتزمون بحظر التجوال وكذلك حظر التنقل، فيعرضون سلامتهم وسلامة المواطنين لخطر وشيك، مما يتطلب الزيادة من وتيرة التعامل الأمني، بتكثيف تسيير الدوريات الأمنية، لفرض القانون وتطبيق الإجراءات الاستثنائية، التي لا غاية لها إلا الحفاظ على سلامة المواطن والوطن، من خطر متربص ووشيك وفتاك..

المكناسيون يريدون تسجيل صفر حالة بمكناستهم، في الأيام القليلة المقبلة، لكي يكون العيد لهم عيدين، ولا يريدون أن يفقدوا حبيبا أو قريبا بتهور متهور وطيش طائش، وقد صبروا وصابروا، وإذا كانت هناك فئة باغية، مستهترة ومتهورة، لم يردعها رادع قانوني أو وازع أخلاقي، فروح القانون ويد السلطة كفيلان بردع من لا يرتدع، ونعول على السلطات المحلية، والسيدين؛ العامل ووالي الأمن، في إنجاح هذا الاستحقاق، وتحقيق مدينة خالية من الوباء، رغم أنف فئة كورنا.. الباغية!

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=642 0
هل يشيعه المكناسيون إلى مثواه؟ .. بقلم زهير اسليماني https://alouatan.net/?p=617 https://alouatan.net/?p=617#respond Tue, 12 May 2020 14:36:09 +0000 http://alouatan.net/?p=617

هل يشيعه المكناسيون إلى مثواه؟

بقلم : زهيــر اسليمـانــي

استطاعت مكناس -مؤخرا- بعدما كانت بؤرة لوباء كرونا، تطويق الفيروس ومحاصرته، حيث تم تسجيل 0 حالة إصابة جديدة ليستقر المعدل في حدود 117،و0 حالة وفاة ليستقر العداد عند 14 وفاة، مع تسجيل حالات تعافي يومية، ليستقر المعدل في مجموع 91 حالة، أما الحالات الموجودة تحت الرعاية الصحية فلا تتجاوز 12 حالة، (إلى حدود يوم 11 من ماي الجاري.)

تدل هاته النتائج على يقظة الأطر الصحية وحسن إدارتها للجائحة في المقام الأول، وتدل كذلك على مجهودات السلطات المحلية بمختلف مصالحها وهيئاتها وبذلها، دون أن تنكر دورالمكناسي، بما أبداه من انضباط والتزام و تحل بروح المسؤولية..

إلا أن الملاحظ -مؤخرا- خصوصا بعد إطلالة رئيس الحكومة -الأخيرة- تراجع المواطن المغربي عموما والمكناسي خصوصا، عن التزامه وانضباطه ومسؤوليته، إما لشعوره بالأمن والاطمئنان الزائفين، وإما لإحساسه بارتباك حسابات الحكومة، وإما لأحقيته وحاجته للدعم دون بلوغه!

هذا التراجع في مستوى انضباط الساكنة، والخروج غير المدروس لرئيس الحكومة، إضافة إلى تحريك الشكايات ضد بعض رجال السلطة في بعض المدن، من فئة لا تترصد إلا هفوة أو تجاوز في السلطة، لتصوره وتطلقه عبر المنصات الافتراضية، قصد “البوز” و”الطوندنس”، حيث كل تضحيات الغالبية العظمى من رجال السلطة بحياتهم، ومفارقتهم لأبنائهم وأسرهم، وإصابة بعضهم بالفيروس، لم تشفع، لهم، لدى تلك الفئة حمالة الحطب! كل هذا، انعكس سلبا على آداء السلطات ونفسية رجالها، حيث تراخت قبضتها، ولن تعرف تلك الفئة قيمة الصرامة، ولو على حساب بعض الحقوق الفردية، مؤقتا، إلا عندما ترى -رأي العين- الكارثة وقد حاقت..

لذلك، نومض على السلطة المحلية بتشديد قبضتها، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة، خصوصا مع العشر الأواخر، حيث الاكتظاظ والتزاحم على الدكاكين والأسواق ومحلات الخياطة.. والعيد حيث تبادل الزيارات..

ونومض أكثر،على كل مكناسي وكل مغربي، بأن يكون على قدر التضحية التي قامت بها الدولة لصالحه، ويفهم بأنه لم يعد للدولة ما تفعله، فقد برأت ذمتها والمسؤولية على عاتق المواطن الآن. وإذا استمر الاستهتار، فلن يتبقى للدولة آنذاك، غيرالسهر على إجراءات الطوارئ الصحية بنسبة 50%، والرهان بـ 50% على ما يعرف بمناعة القطيع!

ولتشييع “كورنا” إلى مثواه الأخير وبأسرع وقت! يكفي الالتزام بالطوارئ الصحية، والتعاون مع السلطات، التعاضد والتكافل، وعدم الالتفات لمروجي استعداء السلطة، ولو استثناء في هذه المرحلة، فربما لحاجة في أنفسهم، لا نعلمها.. يحملون حطبهم!

 

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=617 0
بوانو..وما لم يقله! .. كبسولة جديدة من كبسولات زهير اسليماني https://alouatan.net/?p=547 https://alouatan.net/?p=547#respond Wed, 22 Apr 2020 05:03:11 +0000 http://alouatan.net/?p=547

بـــوانــــو..ومـــا لـــم يقلـــــه!

بقلم : زهيــر اسليمـانــي

إطلالة بوانو على المكناسيين الأخيرة، التي دامت لأقل من عشر دقائق، وجاءت في إطار التواصل والتوضيح، التي كان موضوعها: “حول تمديد الحجر الصحي والإجراءات المصاحبة..” مثمنة ومطلوبة وصحية.

خصص حيزا مهما منها للحديث عن أشغال الجماعة المتعلقة بتهيئة بعض مدارات المدينة، بعدما طالب الساكنة بلزوم الحجر والبقاء في المنازل، وتحدث عن بعض الإجراءات المصاحبة مثل: تواصل التعقيم، وضمان استمرارية المرفق العمومي، وطمأنة الساكنة المكناسية، وبتوفر المواد الغذائية ووفرتها خصوصا مع الشهر الفضيل، تحدث ببلاغة وتواصل جسدي مدروسين، ومقنعين..

ما لم يقله السيد بوانو، وهو يطمئن الساكنة المكناسية، أن أغلب أحياء المدينة شعبية، تعاني من الهشاشة وترزح تحت عتبة الفقر.. وأن كثيرا من الأبواب الموصدة، تحتضن أباء يقبعون بين نارين؛ الخروج لتدبر قوت العيش لفلذات أكبادهم، أو البقاء في الحجرات مع أنين أطفالهم وتفطر قلوبهم..

كان على السيد بوانو، الذي بدأ كلمته وأنهاها بنفس إسلامي، أن يقول لإخواننا المومنين ما يطمئنهم فعليا، بأن يدعو الشركاء والفرقاء، إلى إيجاد سبل لمساعدة هؤلاء المواطنين المسلمين، ولا أنفي هنا نيته بخصوص هذا.. ولا أبطل الإكراهات التي قد تعوقه..

لذلك، ومن باب الاقتراح، لم لا يلجأ إلى ميزانية الجمعيات الرياضية والثقافية، والمهرجانات.. المتبقية في ذمة الجماعة، فيخرجها أو يخرج منها قسطا لدعم الفئات المعوزة.. ولا أحسب مستشارا أو رئيس جمعية أو مدير مهرجان.. سيعترض على الأمر، إلا إذا كان من المرتزقة!

لم، لا تدعو الجماعة الجمعيات الممنوحة العاطلة الآن، إلى شراكة، في إطار برنامج فعلي وحقيقي، لرفع ولو قليل من الضيم، الواقع على المعوزين، الذين يئنون في صمت تحت وطأة حالة الطوارئ الصحية؟!

لم، لا تشرع الجماعة بالاستفادة من مساعدة السلطات المحلية، في إحصاء ودعم الأسر التي لم يتسن لها الاستفادة من دعم راميد، ولا من دعم القطاعات غير المهيكلة، خصوصا وأن هناك فئة أمية، لاتحسن التعامل مع المنصات الرقمية، وفئة أشد عوزا لا تملك حتى أداة ذكية للتسجيل، وهما الغالبتان، حرمتا معا من الاستفادة.

والجمعيات التطوعية الممنوحة.. أين أغلبها الآن مما يحصل؟ أين الدعم الذي استحصلته، والمنح التي استخلصتها من الجماعة والجهة..؟! لم لا تساهم بقسط منها في دعم المعوزين؟! إن صرفت دعمها، الذي هو بالأساس لإقامة أنشطة لخدمة المجتمع أو لتنميته، فأين؟ وإلا، فماذا تنتظر؟ كل حي فيه عشرات الجمعيات، لو تكلفت بمعوزي حيها لكفتهم، و وقتهم شر المسغبة، وتهديد الفيروس، وقامت مشكورة بأكثر من الواجب.

إذا كانت الجمعيات -جميعها وبلا استثناء- فعلا تنسجم مع نظامها الأساس، وتحترم ديباجته، فهذا وقت العمل الجمعوي الجاد، وهذا الوقت الذي يعرف فيه سمين الجمعيات من غثها وغثائها! ومن حق دافعي الضرائب المكناسيين، معرفة هوية الجمعيات وأرصدتها البنكية ورؤسائها، ومن هم رجال التطوع بالمدينة، ومن هم مرتزقته! وبيان هذا رهين بالجماعة وشجاعتها!

 

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=547 0
الفايد والمارد.! .. أولى الكبسولات الوامضة بقلم زهير اسليماني https://alouatan.net/?p=444 https://alouatan.net/?p=444#respond Wed, 15 Apr 2020 23:21:21 +0000 http://alouatan.net/?p=444

الفـــــايـــد والمــــــارد.!

بقلم : زهيــر اسليمـانــي

“تهضر على السانوج والقرنفل وزريعة الكتان، هاداك شغالك والله ماندوي معاك ماحدماكينش الضرر.. ولكن باش تقوليا أن استعمال الفرشة تخلف وأنه تستحسن المضمضة، فديك الساعة كتمثل بالنسبة لي خطر على الصحة العامة..”
هكذا افتحت طبيبة مغربية كلمتها الطويلة والعريضة في حق الخبير في علم الأغذية والتغذية، الباحث محمد الفايد، دونما الإشارة إلى ما انطوت عليه الكلمة الطويلة العريضة من كيل للتهم وتحميل للمسؤولية، فيما ستؤول إليه صحة المغاربة من تدهور وضرر، ناجم عما يقوله السيد الفايد..

ليست الطبيبة المعنية وحدها من فجرت جام غضبها في وجه الفايد، بل يبدو أن هناك آخرين إما من أقرانها أو دونها، يتفقون على نعت الفايد بالعشاب بل والمشعوذ، حيث كان الفيديو الذي نشره حول القرنفل والقرفة لمواجهة كورونا، ضربة المروحة التي دغدغت قمقم المارد.. وبغض النظر عن طبيعة هذا المارد، وقوته، وخلفيته، فإنه من الواضح أن هناك متضررين مما يقوله الفايد، سيما وأنه سبق أن أثيرت مثل هاته الزوبعة، عندما حذر من مواد غذائية مصنعة بعينها!

في المقابل، هناك المئات من الشاكرين لخبير الأغذية عمله الدؤوب، على تنوير مداركهم المتعلقة بالتغذية والأغذية، حامدين له صنيعه في فضح ضرر المواد الغذائية الصناعية، وكذا تبيانه لما يدخل في بعض المواد التي تدخل في تغذية المغاربة، من مواد سامة أو محرمة..
ويصر الفايد، الذي تستدعيه قنوات دولية وإذاعات أجنبية عالمية، على عدم سب أو قذف المختلفين معه، وأنه لا يرد على من لا صفة ولا أهلية علمية له، لنقض ما يقدم من معلومات، إلا إذا كان باحثا أكاديميا متخصصا في المجال، له وزنه وعياره ومعدنه، في لقاء رسمي..

هذا النقاش الفايسبي، الذي تخوضه العامة، ممن في أحسن الأحوال لديهم إجازة من كلية من الكليات المغربية، وقليل من الخاصة الذين لديهم شهادة مهنية أكثر مما هي علمية! يطرح علينا كمجتمع وكدولة وكمؤسسات ومعاهد رسمية بعض الأسئلة:

فإذا كان محمد الفايد يعرض الصحة العامة منذ عقدين من الزمن للخطر فلمَ لمْ يتم إيقافه أو على الأقل لجم لسانه، ماديا بزجره أو رمزيا -على الأقل- بالرد عليه؟ لماذا لم ترفع أي جهة أو هيئة، تمثيلية أو متضررة، دعوى قضائية ضده، طبقت شيئا مما يقول وتضررت؟ والأطباء ألا يجمعون على أنه يعرض صحة المغاربة للخطر، فماهي الإجراءات القانونية والعلمية التي قاموا بها دفاعا عن سلامة المواطنين وتبيانا لترهات محمد الفايد كما يقولون؟ ألم يزرهم ولو مريض واحد لما شخصوا حالته واستفسروه، رد عليهم بأن تدهور صحته ناجم عن الاستماع للفايد!؟ قد يرد أحدهم أن “كورونا” يشغلهم عن الدخول– الآن- في مثل هذا، لكن لعقدين من الزمن قبل الجائحة والفايد يتكلم فأين كانوا!؟ أليس أخطر على الانسان ممن يهدد صحته وسلامته!؟ فأين المؤسسات العلمية من كل هذا؟ لم لا تخرج للجمهور وتبين له هتر الفايد وخرفه بالدليل العلمي ومقارعته بالحجة الدامغة؟ ولم الفايد وحده دون عشرات محلات الحجامة ودكاكين العشابة ودهاليز الطب البديل، المبثوثة على أثير إذاعات محلية، لم يعترض عليها معترض من أهل الاختصاص والعلم والطب، الذين ظهروا مؤخرا! فمن أيقظ هذا المارد؟

ولا أجد ختما، أفضل مما قاله أحدالأصدقاء الباحثين المهتمين، ليس مهما أن يكون الفايد على صواب أو على خطأ، ولكن الأهم أن يعرف المواطن الحقيقة.. الرد الرسمي الأكاديمي وليس رد كل من هب ودب..! حتى يتبين لنا ما إذا كانت أقدام الفايد أم المارد هي التي من صلصال!!

 

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=444 0