آراء و أقلام – جريدة الوطن نت | alouatan.net https://alouatan.net حيث الوطن .. للجميع Sun, 14 Dec 2025 10:03:27 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=5.7 محمد الشيخ بلا.. السياسة تدار بالعقل الاستراتيجي لا بالشعارات الجاهزة.. https://alouatan.net/?p=4867 https://alouatan.net/?p=4867#respond Sun, 14 Dec 2025 10:02:43 +0000 https://alouatan.net/?p=4867

محمد الشيخ بلا.. السياسة تدار بالعقل الاستراتيجي لا بالشعارات الجاهزة..

بقلم | محمد الشيخ بلا 

المغرب بلد لا يُفهم بمنطق الأبيض والأسود، ولا يقرأ من خلال الشعارات الجاهزة، بل هو بلد المفارقات الذكية، حيث تتجاور فيه التناقضات لا بوصفها خللا، بل باعتبارها جزءا من براغماتية دولة تعرف ماذا تريد، ومتى تتحرك، وكيف تدير اختلافاتها دون أن تنفجر من الداخل.

مناسبة هذا الكلام، هو تدوينة للصديق محمد عوام، تحت عنوان “المخزن يستطيع أن يرسل شيوعي للحج، وإسلامي للتوقيع على التطبيع، ويمرر الحكم الذاتي والجزائر عضو في مجلس الأمن، ويسجل القفطان فى اليونيسكو والجزائر عضو في مكتبها التنفيدي”،

وقد ذكرني مضمون التدوينة بنقاش سابق دار بيني وبين عدد من الأصدقاء والفضلاء حول قوة الدولة ومؤسساتها الضاربة في أعماق السياسة والتاريخ، وحول أهمية الصبر الاستراتيجي في تحقيق مكاسب بعيدة المدى في السياسة والاقتصاد وغيرها.

صحيح.. المغرب يمكن أن يرسل شيوعيا إلى الحج، تماما كما حدث مع نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لا لأن الدولة تتدخل في قناعاته، بل لأنها لا تصادر حق الفرد في التحول، ولا تحاكم الناس على أفكارهم بقدر ما تحاسبهم على أفعالهم.. هنا، لا تدار الدولة بمنطق الإقصاء الإيديولوجي، بل بمنطق الاحتواء الهادئ، حيث الدين شأن روحي، والسياسة شأن تدبيري، وما بينهما مساحة واسعة للتعايش.

وفي المغرب أيضا، يمكن لإسلامي أن يوقع على اتفاق التطبيع، تماما كما هو الشان بالنسبة لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لا خيانة لقضية، ولا نكاية في عقيدة، بل انسجاما مع منطق الدولة واستمرارية مؤسساتها، فالسياسة الخارجية ليست مجالا للوعظ والإرشاد، بل حقلا لمصالح معقدة، تدار فيه الملفات بميزان الربح والخسارة، لا بميزان الحناجر المرتفعة، ومن يضع توقيعه يضعه باسم دولة لها تاريخ، ورؤية، وحسابات دقيقة.

المفارقة الأكبر أن المغرب، في هدوء ودون ضجيج، يمرر مشروع الحكم الذاتي كحل واقعي لقضية الصحراء، فيكسب دعما دوليا متزايدا، ويحول المقترح من فكرة إلى مرجعية أممية جادة، وفي المقابل، نجد الجزائر، رغم عضويتها في مجلس الأمن، عاجزة عن تحويل هذا الموقع إلى اختراق دبلوماسي حاسم، لأن الخطاب شيء، وبناء الثقة الدولية شيء آخر.

وعلى المستوى الثقافي، يسجل المغرب القفطان في لائحة التراث الإنساني باليونيسكو، مثبتا أن الهوية لا تحمى بالصراخ، بل بالتوثيق والعمل والمؤسسات، بينما تظل الجزائر، رغم عضويتها في المكتب التنفيذي لليونيسكو، أسيرة ردود الفعل، أكثر مما هي صانعة للمبادرات.

هنا تتجلى الفكرة بوضوح.. ليست المواقع هي التي تصنع النفوذ، بل طريقة الاشتغال داخلها، وليس عدد الشعارات هو ما يصنع الشرعية، بل القدرة على تحويل التاريخ والثقافة والسياسة إلى قوة ناعمة مؤثرة.

المغرب لا يدعي الكمال، لكنه يشتغل بعقل بارد، ويراكم بهدوء، ويعرف أن الدول لا تبنى بالانفعال، بل بالصبر الاستراتيجي، لذلك، قد يبدو للبعض بلد التناقضات، لكنه في العمق بلد التوازنات الدقيقة، وشتان بين التناقض والعجز.

وهذا أرقى تعبير على المبدأ الذي ينص على أن مصلحة الدولة واستقرارها واستمراريتها، أسمى من أي شيء آخر.

فالدولة لا تؤله الإيديولوجيات، وقادرة في أي وقت على تغيير الأدوات دون أن تغير البوصلة.. لهذا استطاع المغرب أن يحافظ على تماسكه الداخلي في محيط إقليمي مضطرب، وأن يدير اختلافاته السياسية والدينية دون أن تتحول إلى صدامات وجودية.

ثم إن ما يميز التجربة المغربية هو هذا النفس الطويل في تدبير الزمن، فالمغرب لا يستعجل القطاف، ولا يربط مصيره بدورة انتخابية أو ظرف دولي عابر، بل يراكم الإنجازات خطوة خطوة.. في الدبلوماسية، في الثقافة، في الاقتصاد، وفي بناء الصورة. لذلك، حين تتبدل الموازين الدولية، يجد نفسه حاضرا بخيارات جاهزة، لا بردود أفعال مرتبكة، وهكذا، لا يبدو المغرب في النهاية بلد المفارقات فقط، بل بلد القدرة على تحويل المفارقة إلى قوة، والاختلاف إلى رصيد، والهدوء إلى نفوذ.

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=4867 0
تسخينات انتخابية قبل الأوان بانزكان ، تستغل ورقة المرابد المحروقة https://alouatan.net/?p=4864 https://alouatan.net/?p=4864#respond Thu, 11 Dec 2025 16:01:05 +0000 https://alouatan.net/?p=4864

تسخينات انتخابية قبل الأوان بانزكان ، تستغل ورقة المرابد المحروقة

انزكان | يوسف المودن

تشهد مدينة إنزكان في الآونة الأخيرة أجواءً غير اعتيادية توحي بأن حرارة الانتخابات بدأت ترتفع قبل أوانها. فبينما لا تزال الاستحقاقات المقبلة على بُعد أشهر، عمد بعض الأشخاص إلى تجنيد صفحات فيسبوكية مجهولة الهوية، في محاولة لإثارة الجدل وزعزعة المشاعر الجماعية عبر إعادة إحياء ملف قديم: صفقة المرابد.

الصفقة التي تعود إلى أكثر من أربع سنوات مضت، مرت في ظروف عادية وفق المساطر القانونية والإدارية المعمول بها آنذاك، ولم تُثر حينها أي جدل واسع أو احتجاجات تُذكر. غير أن بعض الأطراف اليوم اختارت أن تُعيدها إلى الواجهة، وكأنها ورقة رابحة يمكن أن تُستعمل في معركة انتخابية لم تبدأ بعد.

اللافت أن هذه التحركات لا تتم عبر قنوات رسمية أو نقاشات علنية، بل من خلال صفحات فيسبوكية مجهولة، تُدار من وراء الستار، وتتبنى خطاباً انفعالياً يهدف إلى التشكيك وإثارة البلبلة.

هذا الأسلوب يعكس توجهاً جديداً في الحملات الانتخابية المبكرة، حيث أصبح الفضاء الرقمي ساحةً رئيسية لتوجيه الرأي العام، بعيداً عن النقاش المؤسساتي أو الإعلام المهني.

ان إعادة فتح ملف المرابد بعد مرور سنوات طويلة، وفي غياب أي معطيات جديدة أو مستجدات قانونية، يُظهر أن الهدف ليس البحث عن الحقيقة أو مساءلة الماضي، بل محاولة استثمار موضوع مستهلك لإشعال فتيل التوتر السياسي والاجتماعي. وهو ما يطرح تساؤلات حول أخلاقيات العمل السياسي، وحدود استعمال القضايا المحلية كأدوات انتخابية.

ان المتتبع للشأن المحلي بإنزكان يفهم ان المدينة اليوم أمام مشهد انتخابي مبكر، تُستعمل فيه أوراق قديمة لإثارة نقاشات جديدة، في وقت يحتاج فيه المواطن إلى نقاش مسؤول حول قضايا راهنة: التنمية، التشغيل، البنية التحتية، والخدمات الاجتماعية. أما اللعب بورقة المرابد، بعد أن استنفدت كل قيمتها منذ سنوات، فلا يعدو أن يكون محاولة لإشغال الرأي العام بمعارك جانبية، بعيداً عن جوهر التحديات الحقيقية التي تواجه المدينة وساكنتها.

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=4864 0
الفقيه العلامة سيدي الحاج العربي العزاوي، علمنا أن خدمة الناس شرف، وأن الثبات على المبدأ أجمل من كل أوسمة الدنيا.. https://alouatan.net/?p=4854 https://alouatan.net/?p=4854#respond Wed, 10 Dec 2025 23:23:20 +0000 https://alouatan.net/?p=4854

الفقيه العلامة سيدي الحاج العربي العزاوي، علمنا أن خدمة الناس شرف، وأن الثبات على المبدأ أجمل من كل أوسمة الدنيا..

بقلم |  محمد الشيخ بلا

حين أقف اليوم في هذا المقام التكريمي المبارك، وأمام هذا الجمع المهيب والكريم، لا أقف بصفتي مسؤولا فقط أو متحدثا باسم ساكنة هذا الإقليم، أو باسم المجلس الإقليمي لتيزنيت، بل أقف كذلك كواحد من أبناء هذه المدينة، وكواحد من أبناء وتلامذة شيخنا الجليل، الذين كان لنا شرف التتلمذ على يديه، وشرف النهل من علمه قبل أن ننهل من أخلاقه وتوجيهاته.

لقد ربطتني بالفقيه العلامة سيدي “الحاج العربي العزاوي” وشائج أعمق من جوار البيوت والمساجد، وأسمى من علاقة أستاذ بتلامذته، فهي صلة فتحت أمامنا دروبا سرنا فيها بثقة وطمأنينة، وعرفتنا بملامح رجل أودع الله في صدره نورا لا ينطفئ، وصدقا لا يتبدّل، وتواضعا يسبق كل فضائله، فيملأ القلب مهابة والروح سكينة.

كنت صغيرا أنا وإخوتي، لم نعرف من الدنيا سوى دروب الحي ومسجد أيت محمد، لكن الشيخ الفاضل كان من الأوائل الذين دلونا على طريق القرآن الكريم.. علمنا الحروف الأولى بصبر، وعلمنا الأخلاق بصمت، كما علمنا أن خدمة الناس شرف، وأن الثبات على المبدأ أجمل من كل أوسمة الدنيا، وكنا نراه يمشي بيننا هادئا كمن يحمل سرا كبيرا، وحين كبرنا أدركنا أن ذلك السر، هو سر “الإخلاص” الذي كان يزرعه فينا من غير أن ينطق به.

اليوم، وأنا أراه بينكم، وأراه يكرم أمام الناس، وأمام هذه الوجوه الطيبة المباركة، تعود إلي صورة ذلك اليوم الذي كنا نقف فيه بين يدي شيخنا الفاضل، نرتجف خشية زلّة أو خطأ، ثم ما نلبث أن نهدأ ويمتلئ قلبنا بالأمن والأمان حين تلتقي أعيننا بنظرة الرضا التي تنساب من عينيه كطمأنينة تهدئ الروع قبل الخطى.

سيدي الحاج العربي العزاوي… لم نأت اليوم لنكرم سيرتك المكتوبة على الورق، بل جئنا لنكرس جميلكم في أعناقنا.

جئنا لنقول لكم.. إنكم ما زلتم في قلوبنا إلى اليوم، تماما كما كنتم في أيام الطفولة: مربيا، مرشدا، موجها، ووجها من وجوه البركة في هذه المدينة.

وإن كنا اليوم نتحدث في منابر ومحافل مختلفة، فإن الفضل الأول – بعد الله سبحانه وتعالى – يعود لهذا الرجل الذي علمنا أن نقرأ، وأن نفكك رموز الكلمات، ثم علمنا كيف نكون، وكما ورد في الأثر، من علمني حرفا صرت له عبدا.

أيها الحضور الكريم

إن تكريم الفقيه العلامة سيدي الحاج العربي العزاوي، يمثل اعترافا بجهود جيل كامل من العلماء والفقهاء والصلحاء، الذين اضطلعوا بأمانة التوجيه والتعليم الشرعي في ظل الثوابت الدينية والوطنية الراسخة، وما تكريم سيدي “الحاج العربي” إلا تكريم لتلك المدرسة المغربية السوسية الأصيلة التي جعلت من العالم قدوة، ومن الفقيه ركنا من أركان السكينة الروحية في المجتمع.

ولعل أجمل ما يمنحه لنا هذا اللقاء، هو أنه يعيدنا إلى تلك القيم التي نخشى عليها اليوم من ضجيج العصر.. قيمة الوفاء لمن علم، وقيمة الامتنان لمن ربّى، وقيمة الاعتراف لمن غرس بذورا ما كنا لنجني ثمارها لولا العناية والإخلاص.

ولعلّ ما يميز شيخنا الجليل، سيدي الحاج العربي العزاوي، أنّ حب الناس له لم يكن وليد اليوم، ولا وليد منصب ولا صفة اجتماعية، بل كان ثمرة تلك الهيبة الهادئة التي لا تُصطنع، والوقار الذي لا يُنتزع.

هيبةٌ يشهد لها كل من عاصره من أجيال مختلفة، من أقراننا وآبائنا وأجدادنا، فمن جلس إليه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي يروي عنه بقدر ما يروي عنه تلامذة اليوم، وكأن الزمن يعبر من أمامه دون أن ينتقص من مكانته أو من ذلك الاحترام الفطري الذي يستقر في القلوب قبل الكلمات.

وقد كان حفظه الله، كان إذا دخل مجلسا عمّه السكون، ليس خوفاً، بل تقديراً لرجل جمع بين العلم والسكينة، وبين الحضور الأخلاقي وعمق التجربة.

وقد تناقلت الأجيال – ومنها الجيل الذي أنتمي إليه- هذا الاحترام كما تتناقل الأسر إرثاً عزيزاً لا يسمحون للوقت أن يُبهته، فها هم آباؤنا يحدّثون أبناءهم عن أصالة الشيخ، وها هم أبناؤنا اليوم يرونه في أعيننا قبل أن يعرفوه بأسمائهم.. لم يحتج شيخنا إلى أن يرفع صوته ليُسمع، ولا إلى أن يذكّر بفضله ليُعرف، فقد كانت هيبته أبلغ من الخُطب، ومهابته كافية ليحملها الصغير عن الكبير دون وصية.

وهذا ما يجعل تكريمه اليوم، حدثاً مفصليا لا عابراً، بل صدى لاحترام صنعه هو بنفسه، عبر سنوات من الثبات والعطاء، حتى صار قدوة تتجاوز الزمن، ورمزا تتسع له ذاكرة الإقليم والوطن.

فهنيئا لكم شيخنا بهذا الحب وبهذا التكريم وبهذا العطاء الأخاذ، وهنيئاً لتيزنيت بكم، وهنيئاً لكل من مرّ بين أيديكم وتشرب من نور علمكم وصفاء سيرتكم، فقد كنتم على الدوام سندا لكل هذه الشرائح والأجيال، زرعتم الطمأنينة في نفوسهم، وتركتم أثراً لا يمحوه الزمن، فلكم منا كل الدعاء، ولكم من هذا الإقليم كل الامتنان، وما هذا الاحتفاء إلا قليل من كثيرٍ تستحقونه، وشاهد على محبة ستظل ـ بإذن الله ـ ممتدة ما دامت في القلوب حياة، وما دام في الذاكرة رجال يخلدهم إخلاصهم قبل أسمائهم ومسمياتهم.. وشكرا لجمعية النور لرعاية المدرسة العتيقة لمسجد أيت محمد، ولقدماء طلبة المدرسة العتيقة أيت محمد، ولكل من حضر وحضر ونظم هذا الاحتفاء المهيب، تقبل الله منا ومنكم.

محمد الشيخ بلا

خلال تكريم العلامة سيدي الحاج العربي العزاوي

الأربعاء 10 دجنبر 2025

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=4854 0
التنسيق والالتقائية أدوات لحشد التمويل المتعدد، والميزانيات لا تُسير بالمزاج ولا تُقرأ بالتسطيح https://alouatan.net/?p=4619 https://alouatan.net/?p=4619#respond Wed, 19 Nov 2025 10:34:03 +0000 https://alouatan.net/?p=4619

التنسيق والالتقائية أدوات لحشد التمويل المتعدد، والميزانيات لا تُسير بالمزاج ولا تُقرأ بالتسطيح

✍ #محمد_الشيخ_بلا..

في الآونة الأخيرة، طفت على السطح الافتراضي بعض “التحليلات” التي تتحدث عن المجلس الإقليمي لتيزنيت وميزانيته، في محاولة جديدة لإطفاء وهج كل منجز، وتبخيس أي خطوة إيجابية يحققها الإقليم.

وليس غريبا أن تظهر مثل هذه الأصوات في هذا الوقت بالذات، فالتجربة تؤكد أنه كلما ارتفعت وثيرة الإنجاز، كلما ارتفعت حملات التشويش، وهذا دليل واضح على مستوى العمل الجاد في الواقع والميدان.

فبعد أن عقد المجلس الإقليمي لتيزنيت دورة استثنائية ناجحة، تميزت بالمصادقة بالإجماع على جميع اتفاقيات الشراكة المبرمجة في جدول أعماله، والتي يفوق مبلغها الإجمالي 40 مليون درهم (أزيد من 4 مليار سنتيم)، وبعد أن تم تدشين مشروع طريق هيكلي بجماعة أربعاء أيت حمد بإقليم تيزنيت، تزامنا مع الذكرى 70 لعيد الاستقلال المجيد، على مسافة تقدر ب 15 كلم، وبمبلغ إجمالي يصل إلى مليار و945 مليون سنتيم، في إطار اتفاقية تجمع بين المجلس الإقليمي لتيزنيت، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، صار من الطبيعي أن يتحرك دعاة التيئيس والتشويش، على اعتبار أن المنجزات الواقعية أصبحت تحرج خطاباتهم وتنسف جل مزاعمهم، بل تضربهم في مقتل.

وما ورد في مضمون “التحليلات” المذكورة، ليس تحليلا ماليا ولا قراءة مسؤولة وموضوعية بالمعطيات الدقيقة، بل هو خليط من التضليل، وسوء الفهم، وخليط من الادعاءات التي لا تستقيم مع القانون ولا مع المنطق الإداري والتدبيري.

ولذلك، وحفاظا على حق الرأي العام في المعلومة الدقيقة، ومساهمة في وضع الحد لعدد من الخطابات التي تخلط بين الجهل والاتهام، أقول:

👈 أولا: الحديث عن وجود نزيف ميزانياتي بالمجالس، هو مجرد خطاب دعائي بلا أساس قانوني، فمن يصف العجز التقني في ميزانيات الجماعات الترابية بأنه “نزيف” يكشف بوضوح غيابا فاضحا لفهم النظام المالي المعتمد بالجماعات، فالمحلل يجهل -أو يتجاهل- (أترك لكم الترجيح بين الجهل والتجاهل)، أن العجز المعلن في الميزانيات الترابية، يعتبر آلية قانونية عادية جدا، ومعمول بها في جميع المؤسسات المنتخبة، فالقانون التنظيمي رقم 112.14 المتعلق بالعمالات والأقاليم على سبيل المثال، والمراسيم الوزارية المؤطرة لمالية الجماعات، تتيح للمدبر العمومي إبراز الحاجيات الفعلية للإقليم خلال مرحلة إعداد الميزانية، كما تتيح له إجراء قراءة ثانية للميزانية بناء على معطيات التسيير لديه، وذلك إلى حين إقرار دعم مركزي من وزارة الداخلية، مبني على وثائق ومؤشرات، حيث يتم اللجوء لقراءة ثالثة بهدف تحقيق التوازن الميزانياتي المطلوب، ووصف هذا الإجراء القانوني والطبيعي والعادي بـ”النزيف” يعكس تسطيحا مؤسفا للموضوع.

علما، أن معظم المجالس المنتخبة – بما فيها الجهات والعمالات – تعتمد أحيانا على عجز تقني ينتظر تحويلات الدولة، وهذا أمر قانوني ومنصوص عليه في القوانين التنظيمية، وفي مذكرات وزارة الداخلية المتعلقة بإعداد الميزانيات، وهو نفس الأمر الذي يحدث في معظم العمالات والأقاليم، وليس في إقليم تيزنيت لوحده.

👈 ثانيا: تدخل وزارة الداخلية يعتبر عاديا وضروريا في الآن نفسه، بل هو جزء من اختصاصاتها الرقابية العادية، فالوزارة توافق، وتراقب، وتواكب جميع العمالات والأقاليم، ومن يحاول تصوير هذه الممارسة المؤسساتية باستحضار قاموس الأزمة، إنما يختلق أزمة وهمية، لا تدور إلا في مخيلته.

أضف إلى ذلك، أن التحليل المالي لا يقوم على القص واللصق (Couper et coller)، ولا على النفخ في لغة العجز لإثارة الانتباه، بل يقوم على التمييز بين العجز البنيوي والعجز التقني، وعلى فهم سياق وضع الميزانيات، ودور الدولة في مواكبة الجماعات.

👈 ثالثا: سرد بعض الأرقام دون فهم سياقها المالي ترويج لصورة مغلوطة لا علاقة لها بالواقع، فالمحللون يتعرضون لبعض أرقام العجز بخطاب تهويلي، لكنهم يخفون عمدا وقسرا حقائق أساسية، من قبيل كون حجم العجز مرتبط أساسا بحجم المشاريع وبرامج الاستثمار، فكلما توسعت المشاريع المهيكلة، كلما ارتفعت الحاجيات المالية، وهذا مؤشر واضح – وضوح الشمس- على دينامية المؤسسة وفعاليتها، وليس علامة على فشلها أو خمولها، والواقع كشاف، والزمن كشاف.

فكلما كان الإقليم يطلق مشاريع وبرامج اجتماعية، من قبيل الطرق والتجهيزات الأساسية، والماء، والنقل المدرسي، والبرامج الاجتماعية المختلفة، كلما ارتفعت الحاجيات في الميزانية، وبالتالي يظهر العجز التقني، ولا شيء غير العجز التقني، والعجز هنا -اعيد مرة أخرى- دليل على الدينامية والحركية، وليس دليلا على التخبط والأزمة.

فهل يريد صاحبنا / أصحابنا ومن يقف وراءه / وراءهم، أن يتحرك الإقليم بلا شركاء، وبلا شراكات !؟

👈 رابعا: الاتفاقيات ليست ستارا للأزمة كما يدعون، بل هي الإطار القانوني الأنجع لإنجاز المشاريع، ومن المخجل أن يتم تقديم الشراكات كأنها عملية تمويه، في الوقت الذي تعتبر فيه الاتفاقيات والشراكات، إطارا قانونيا والتزاما لإنجاز أي مشروع مشترك، كما تعتبر أداة لحشد التمويل المتعدد المصادر، بل هي جزء من فلسفة التدبير التشاركي المنصوص عليها دستوريا، ومن يجهل هذه الحقائق -أو يتجاهلها- لا يحق له تقديم نفسه كمحلل مالي.

العجز الذي يردده البعض دليل واضح على حجم الأوراش المنتهية والجارية والمبرمجة، وإذا كان الأمر كما تصورون، وتتوهمون، فلماذا تتم الموافقة على الميزانيات والبرامج التي يقترحها ويقررها الإقليم؟

ولماذا يستمر الشركاء في تمويل المشاريع المبرمجة كل سنة، بل في كل دورة؟

ولماذا يتم فتح الأوراش، وإطلاق الصفقات، وتدشين المشاريع المنتهية؟

ومن يريد أن يناقش هذا الموضوع، يجب أن يعي ويفهم أولا أن الميزانيات الترابية تبنى على البرمجة، وعلى المشاريع والشراكات، كما تبنى أيضا على مواكبة الدولة.

👈 خامسا: جماعة تيزنيت طرف أساسي في برامج الإقليم، ومن الطبيعي أن تمول وتساهم كغيرها من الجماعات، ومن الطبيعي أيضا أن تبحث عن شركاء في مشاريع داخل نفوذها الترابي، ومن الطبيعي أن تساهم في تجهيزات ومرافق تخدم سكانها، وتشارك في تمويل برامج مشتركة، ولكن الذي ليس طبيعيا، في هذا المشهد السريالي هو تصوير جماعة تيزنيت بكونها تمول عجز المجلس الإقليمي، وهو افتراء يدحضه القانون والواقع، فالجماعة تمول مشاريع داخل ترابها، وتساهم في اتفاقيات تستفيد منها ساكنتها، تماما كما تفعل بقية الجماعات بالإقليم، ولا يمكنها قانونا وبأي شكل من الأشكال أن تغطي عجز مجلس آخر.

👈 سادسا: من يبيع الوهم هو من يختزل سنوات من العمل في أمور متوهمة، دون أن يشير ولو بكلمة واحدة إلى حجم البرامج المنجزة والجارية، وحجم الشراكات المعبأة، وحجم المشاريع التي تجاوزت في أثرها حدود الجماعة التي ينتمي إليها، ولكن الذي يشفع لهم في كل ذلك – ببساطة- هو أنهم لا يبحثون أبدا عن الحقيقة، ولا عن الموضوعية، بقدر ما يبحثون عن “البوز” والعناوين المثيرة.

#وخلاصة_القول، إن العجز المعلن قانونيا جزء من آليات البرمجة المعتمدة، وليس مؤشرا على أي انهيار، ومن يتجرأ على تقييم ميزانيات الجماعات الترابية بهذا القدر من الجهل والمغالطات، لا ينبغي أن يناقش انطلاقا من أوهامه وخيالاته السياسية الضيقة، بل ينبغي أن يناقش المالية بتجرد وبموضوعية، بعيدا عن الأهواء والمزاج والتسطيح، والمجلس الإقليمي لا يحتاج لتجار الضجيج المصطنع، بقدر ما يحتاج إلى من يحترم المؤسسات وبحترم قراره التنموي ويستوعب القانون، خاصة إذا كان يتحدث من موقع المستشار الجماعي أو الفاعل المحلي، أو المتتبع للشان العام، أو حتى من موقع الباحث عن شيء ما، ومن يجهل الإطار القانوني لمثل هذه المواضيع، لا ينبغي أن يضع نفسه في موقع الواعظ المالي أو الاقتصادي، لأن من يكتب بهدف التشويه والتبخيس، لا ولن يملك جرأة عرض الصورة بأكملها، لأنها الصورة الكاملة -بكل بساطة- لا ولن تخدم روايته المنبطحة.

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=4619 0
القلم الأممي والخطاب الاستثنائي يوقعان شهادة ميلاد واقع جديد بالصحراء المغربية.. https://alouatan.net/?p=4399 https://alouatan.net/?p=4399#respond Sat, 01 Nov 2025 09:06:48 +0000 https://alouatan.net/?p=4399

القلم الأممي والخطاب الاستثنائي يوقعان شهادة ميلاد واقع جديد بالصحراء المغربية..

 #محمد_الشيخ_بلا
نعيش اليوم كمغاربة وأبناء هذا الوطن، لحظة اسثنائية وتاريخية، بخطاب ملكي استثنائي يوازيه قرار أممي استثنائي، وكلاهما يهم قضية وحدتنا الترابية الأولى، ويدشن لمرحلة جديدة في مسارها الطويل.

لقد طوينا اليوم صفحة التدبير، كما ورد على لسان جلالة الملك، وفتحنا صفحة التغيير والتحول التاريخي، وانتقلنا من منطق الانتظار إلى منطق الحسم، ومن مرحلة الدفاع إلى مرحلة التتويج الأممي، حيث بات الحكم الذاتي خيارا دوليا معترفا به، ولا رجعة فيه ولا غموض.

إن ما تحقق اليوم ليس مجرد نصر للمغرب، بل هو فتح جديد للمنطقة بأسرها، إذ أن حل هذا النزاع في إطار “لا غالب ولا مغلوب” يفتح أبواب السلام، ويعيد الدفء والثقة إلى العلاقات بين الشعوب المغاربية التي يجمعها التاريخ والمصير، فقد آن الأوان ليلتئم الجرح القديم بحوار أخوي صادق بين المغرب وجارته الجزائر، بشكل يتجاوز الخلافات ويستعيد روح الجوار والقرابة والدم المشترك.

ومن رحم هذا التحول، ينهض الأمل في إحياء الاتحاد المغاربي، ذلك الحلم الذي ولد على أمل الوحدة والتكامل، ومما لا شك فيه أنه سيعيد الروح إلى المشروع المغاربي، الذي أقبرته الخلافات، كما سيفتح أمام شعوب المنطقة صفحة جديدة من التعاون والتنمية والإخاء.

إشهد يا تاريخ، أن الصحراء المغربية تستعيد اليوم صداها الأول، كما استرجعت ذاكرة الرمل التي انتظرت نصف قرن لتشهد لحظة إنصاف أممي، فها هو مجلس الأمن، بقلمه الأزرق يرسم على صفحة التاريخ قرارا ينهي فصول الجدال، ويزكي مبادرة الحكم الذاتي التي حملها المغرب إلى العالم منذ سنة 2007، بثقة الواثق بعدالة قضيته.

إنه يوم تتقاطع فيه الرمزية بالتاريخ، فخمسون سنة من الصراع الدبلوماسي، ومن الأخذ والرد، ومن العناد السياسي، انتهت بحكمة الدولة المغربية التي آثرت لغة العقل على صخب الشعارات، فقرار الأمم المتحدة اليوم لا يمنح فقط اعترافا دوليا بمغربية الصحراء، بل يضع الحكم الذاتي في مرتبة الحل العادل والواقعي، بوصفه أفقا جديدا لـ”تقرير المصير” بمعناه الإنساني والسياسي، لا بمعناه الانفصالي.

إنه يوم، تنحني فيه الرياح أمام الحقيقة، وتستيقظ فيه الصحراء على فجر جديد بعد ليل طويل من الانتظار، فخمسون عاما من الغبار، وخمسون عاما من العواصف السياسية التي حاولت إطفاء وهج الانتماء، ينقشها مجلس الأمن اليوم بمداد أزرق على وجه التاريخ، وبأعلى صوته يقول “الصحراء مغربية”، والحكم الذاتي طريق أوحد للعدالة.

نداء جلالة الملك محمد السادس حفظه الله في خطابه الاستثنائي، يحمل نفسا إنسانيا ووطنيا عميقا، يؤكد فيه على الوحدة بدل الفرقة، والتنمية بدل الوهم، إنه نداء من القلب يتجاوز السياسة إلى الإخاء، ويتخطى الجغرافيا إلى جوهر الانتماء، فالوطن لا يغلق بابه في وجه أبنائه، والمغرب كعادته، يمد يده لمن ضل بهم الطريق، داعيا إياهم إلى العودة إلى حضن الوطن الكبير، حيث التنمية والأمن والكرامة، فالوطن غفور رحيم.

إنها فرصة للعودة إلى الذات، وإلى الهوية الحقيقية التي لا تنقسم ولا تتنازع، وفرصة ليكتب الجميع فصلا جديدا من المصالحة الوطنية الكبرى التي تحتضن ولا تقصي، وتبني ولا تهدم.

إن الأمم المتحدة بهذا القرار التاريخي، رفضت صراحة أوهام الاستفتاء، وأغلقت الباب أمام شعارات استهلكها الزمن، لتعلن بذلك أن زمن المزايدات قد ولى إلى غير رجعة، وأن الواقعية السياسية هي السبيل الوحيد لصون الاستقرار بالمنطقة،

لقد حول هذا القرار، الحكم الذاتي من مبادرة وطنية إلى خيار أممي، ومن طرح مغربي إلى إجماع دولي، يوقع بالعقل ما كان يوقع بالعاطفة.

القرار ليس وثيقة دبلوماسية فحسب، بل شهادة ميلاد جديدة لقضية وطنية خاضت امتحان الزمن، وخرجت منه أكثر رسوخا وعدالة، فقد أوقف وبشكل مباشر آلة الدعاية الانفصالية، وجعل أطروحة “البوليساريو” صفحة باهتة في كتاب أغلقت صفحته الأخيرة، ولا غرابة في ذلك، فهو نصر للحكمة على الضجيج، ونتيجة عادلة لمسار طويل من الصبر والعمل السياسي والدبلوماسي المتزن.

القرار الأممي ليس مجرد نص أممي بارد في أرشيف الدبلوماسية الدولية، بل كان نبضا عائدا في عمق الرمال، يروي للعالم قصة وطن آمن بأن الصبر ليس ضعفا، بل قوة تعرف متى تتكلم، فالمغرب بمبادرته للحكم الذاتي كان كمن يزرع شجرة في أرض قاحلة، مؤمنا بأن الحقيقة ستنبت ذات يوم، ولو تأخرت الأمطار.

وبعد أن أينعت الثمار، اختار العالم أن ينصت لصوت الحكمة، لا لصدى الوهم، كما اختار في الآن ذاته إغلاق أبواب الاستفتاء التي صدئت بعد طول انتظار، وفتح نوافذ جديدة للحل والأمل، فـ”تقرير المصير” لم يعد شعارا يلوح به الجيران من وراء السراب، بل أصبح الحكم الذاتي أفقا جديدا لتقرير مصير إنساني متزن، يضمن الكرامة في إطار الوحدة، ويمنح للانتماء معنى أوسع وأكبر من رسم الحدود.

القرار الأممي ليس مجرد تأييد سياسي، بل اعتراف دولي بذكاء الدبلوماسية المغربية التي اختارت لغة البناء بدل صخب المواجهة، فقد انتصر العقل على الحلم الذي كان إلى وقت قريب مستحيلا في نظر البعض، وبدا جليا للمستغرب أن الرمال لم تعد ميدان نزاع، بل مرآة تعكس صبر أمة آمنت بأن الحق مهما تأخر، لا يهزم.

وبعد كل هذا النصر وكل هذا الإنجاز، ليس غريبا أن تلتقي في هذه اللحظة التاريخية إرادة الدولة بنبض الشعب، وأن يجتمع صوت الدبلوماسية المتبصرة مع صدى العاطفة الصادقة، لتصنع إجماعا وطنيا ناذر المثال، وليس غريبا أن يكون التعاطي الشعبي والعفوي مع القرار الأممي بهذه الطريقة المعبرة، فالشعوب الحية لا تفرح بالصدفة، بل تفرح حين ترى ثمرة صبرها تتحقق، ومما لا شك فيه، أن هذه الفرحة تمظهرت في القلوب قبل أن تنزل إلى الأزقة الشوارع، وارتفعت الأعلام كما لو أن الوطن بأكمله قرر أن يحتفل في آن واحد.

إنها فرحة وعي جماعي بأن العالم أنصف الحقيقة، وبأن قضية الصحراء لم تكن يوما نزاعا على أرض، وفوق أرض، بل كانت شبيهة بملحمة انتماء وهوية وكرامة، وحين تمتزج الدبلوماسية بالحس الشعبي، والسياسة بالعاطفة، يولد الإجماع الوطني الذي لا يصنع إلا بالإخلاص والتضحية.

وكما هو معلوم، فمظاهر الاحتفال على مدار السنوات والعقود الماضية، لم تكن أبدا مظاهر عابرة، بل كانت لغة وطن واحد يحتفل بانتصاراته المتتالية، فبعد الفرحة التي عاشتها مدن المغرب وأقاليمه في الأيام الأخيرة إثر الفوز التاريخي للمنتخب الوطني بكأس الأمم، يأتي الدور على فرحة عارمة أخرى، وملحمة كبرى تتجلى في مشهد وطني رائع، بدأ مع ملحمة المسيرة الخضراء، ليصل بعد خمسين سنة من الكفاح والنضال إلى مربعات القرار الدولي والدبلوماسي، ويملأ المنصات بالزغاريد محتفلا بمسيرة القانون الدولي نحو الصحراء المغربية.

إن مسيرة اليوم، لم ترفع الأعلام في الرمال فحسب، بل رفعتها في ضمير العالم، وقالت بصوت واحد “إن العدل حين يتأخر لا يموت، بل يعود أكثر إشراقا ووضوحا”.. واليوم، يطوي العالم ومعه الوطن، زمن الأسئلة الكبرى المطروحة من عقود حول قضيتنا الوطنية الأولى، ويكتب فصلا جديدا بلون السماء، فالصحراء التي حاولوا اقتطاعها من الجسد، تعود لتهمس في أذن الوطن “أنا هنا.. كما كنت دوما، وسأبقى”.

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=4399 0
بقلم محمد الشيخ بلا .. نصر الكرة ونهوض وطن: المغرب بين مجد المونديال وثورة التنمية .. https://alouatan.net/?p=4278 https://alouatan.net/?p=4278#respond Mon, 20 Oct 2025 19:42:59 +0000 https://alouatan.net/?p=4278

نصر الكرة ونهوض وطن: المغرب بين مجد المونديال وثورة التنمية

بقلم: محمد الشيخ بلا
في لحظةٍ اختلط فيها النبض بالدمع، وامتزج فيها المجد بهتاف الملايين، سَطّر أسود الأطلس فصلاً جديدًا في سفر المجد العالمي، معلنين للعالم أجمع أن الحُلم المغربي قد صار حقيقة ناطقة على أرض دولة “تشيلي”، فمن رمال الأطلس، ومن عمق التاريخ، جاء رجال عاهدوا الله والوطن على البذل والعطاء، وأقسموا أن لا يعودوا إلا والتاج بين أيديهم، وها هو اللقب العالمي، الذي طالما بدا بعيدًا كالنجم، يُوشّح جبين المغرب، ويُزهِر في سماءه كرايةٍ للنصر والخلود.
أيها العالم..
قِف احترامًا لوطنٍ لا يعرف المستحيل، ولشعبٍ يصوغ الأمل من صبره، ويغزل الفرح من دمع الانتظار، قِفوا إجلالًا لمنتخبٍ كتب اسمه بماء الذهب، وانتزع التتويج من بين أنياب الكبار، فصار المغرب، رقما ذا عيار ثقيل، رافضا أن يبقى مجرد مُشارك، بل ملكًا متوّجًا على عرش الكرة الأرضية، فليُرفع العلم، ولتُقرع الطبول، ولتُغنِّ الأجيال للمجد القادم من المغرب… فهنا وُلد الحلم، وهنا تحقّق!
ومما لا شك فيه، أن يومٍ العشرين (20) أكتوبر 2025، سيظل خالدا وسيبقى محفورًا في ذاكرة التاريخ، يومٌ انحنى فيه المجد إجلالًا لأسود الأطلس، ودوّى اسم المغرب في أرجاء المعمور، معلنًا فوزًا ليس ككل فوز، بل ملحمة وطنية خالدة كُتبت بعرق الجبين وبحبر العزيمة، وسُطّرت على صفحات المجد في ملاعب كأس العالم للشباب بدولة “التشيلي” بأمريكا الجنوبية.
ها هو المغرب، بلد الحضارة والكرامة، يتوّج بطلًا للعالم، بعد جهد جهيد، وكد وسعي متواصل، لا مكان فيه للصدفةً ولا للمجاملة، فالنصر انتزعه الشباب بحقٍ من بين أنياب المستحيل، وتوجوا أبطالا بتضحيات رجالٍ آمنوا أن المستحيل بعيد كل البعد عن قاموس من وُلدوا تحت شمس الأطلس، وسُقوا من ماء النخوة، وتربّوا على عشق راية حمراء تتوسطها نجمة خضراء.
وفي ملاعب “تشيلي”، حيث اجتمعت قلوب الأمم، كانت نبضات قلوبنا نحن المغاربة تخفق بشكل خاص، وتصدح مع كل تمريرة، وتنبض مع كل هدف، وتذرف دموع الفرح مع كل انتصار، فالأمر لم يكن مجرد بطولة، بل كان وطنًا ينهض، وأمةً تتنفس الحلم.
لقد لعبوا باسمنا جميعًا، وبأسماء من لم تصل أيديهم للكرة، لكن قلوبهم كانت معهم في كل شبر من الميدان، حملوا آمال الشيوخ الذين دعوا في السحر، ودموع الأمهات أمام الشاشات، وهتافات الأطفال في الأحياء والأزقة، وتشجيعات المواطنين والساكنة في المداشر والقرى، فكانوا بحق أمناء على الرسالة، أوفياء للعهد.
وها نحن اليوم نكتب التاريخ بحروف مغربية، ونردّد للعالم: نحن هنا، لا نطلب مجدًا من أحد، بل نصنعه بأيدينا، فلتشهد “تشيلي” ولتشهد الأمم أن المغرب لم يعد ضيفًا على البطولات، بل صار سيّدها، وقلبها النابض، فلترتفع الأعلام، وتُقَرع الطبول، وتُروى هذه القصة للأجيال القادمة: أن في عام النصر، وفي أرض بعيدة تُدعى “تشيلي”، ارتفعت راية المغرب خفاقة، وعانقت عنان السماء، وفي زمنٍ يضجّ بالأسئلة الكبرى، وتغشاه سحُب اللايقين، حيث تمضي الأمم تتلمّس طريقها وسط الأزمات المتلاحقة، اختار المغرب أن يكتب فصلًا مختلفًا، لا بل أن يُوقّع على لحظة من التاريخ تُشبه الحلم، وتفيض بالمعنى… لحظة فرح استثنائي، لا يشبه غيره، لأنه لم يأتِ من فراغ، بل من رحم العمل، والإيمان، والاستثمار في الإنسان.
لقد عانق الوطن المجد من أبوابه المتعددة، فإذا بالشباب المغربي يُهدي للبلاد ولملك البلاد تاجًا عالميًا طال انتظاره: كأس العالم للشباب، الذي لم يكن مجرّد انتصارٍ رياضي، بل إعلانًا صارخًا بأن هذا الجيل، الذي طالما نُظر إليه بريبة، قادر على بلوغ القمم إذا مهدت له السُبل، وإذا آمن به الوطن، وإذا آمن هو بالوطن كما آمن بنفسه، فاللحظة كانت – وبكل صدق- أكثر من هدف وأكثر من راية وأكثر من ذهب… كانت اختصارًا للوطن في فرحته الكبرى.
ومن جميل الصدف كذلك، أن الفرح المغربي لم يقف عند حدود المستطيل الأخضر، وعند الكرة المستديرة، بل تجاوز كل ذلك إلى لحظة متزامنة، ومعزوفة وطنية عابرة للقطاعات وللحكومات والانتدابات، أُعلن فيها جلالة الملك عن إقرار زيادة غير مسبوقة في ميزانية قطاعي الصحة والتعليم، لتبلغ 140 ألف مليار درهم، في مشهدٍ يُشبه التأسيس الثاني للدولة الاجتماعية بالمغرب، وهي لحظة فارقة لم تكن فيها الأرقام مجرّد حبرٍ على ورق، بل انعكاسًا لإرادة عليا، جسّدها جلالة الملك محمد السادس خلال ترأسه للمجلس الوزاري عشية يوم التتويج العالمي، واضعًا الإنسان المغربي في صُلب الرؤية التنموية، كما أجابت على جملة من الأسئلة التنموية الكبرى للوطن، ومن بينها إحداث 27 ألف منصب شغل في قطاعي الصحة والتعليم، في خطوة غير مسبوقة، تعكس التحول من الخطاب إلى التطبيق، ومن الشعارات إلى الإصلاح العميق.
وموازاة مع كل ذلك، وانسجاما مع هذا النفس الجديد، أُطلقت بلادنا جيلا جديدا من برامج التنمية المندمجة، ستساهم بلا شك في مواكبة التحول العميق الذي تعرفه عدة قطاعات، كما ستنقُل الفعل التنموي من منطق الدعم الظرفي إلى أفق التمكين الشامل والمستدام، ومما لا شك فيه أيضا أن البعد الترابي لم يكن ليُستثنى من هذا الزخم الوطني، فبوّابات التنمية فتحت في كل جهات الوطن، ولعل أبرزها الإعلان عن افتتاح المستشفيين الجامعيين بكل من أكادير والعيون، وتهيئة 90 مستشفى على امتداد التراب الوطني، في رسالة واضحة بأن كل بقعة من الوطن لها حقّها في الرعاية، والكرامة، والأمل.
إنه فرحٌ وطني بامتياز، تتكامل فيه الدلالات، ويتعانق فيه الحلم بالسياسة، والشباب بالحكمة، والماضي بالمستقبل، فرحٌ يؤكّد أن المغرب، رغم ما يعصف بالعالم من توترات، ماضٍ في طريقه بثقة وهدوء، لا إلى النجاة فقط، بل إلى الارتقاء.
نعم، إلى الارتقاء.. فالوطن حين يُصغي لصوت شبابه، لا يمكن إلا أن يحقق أعلى درجات الرقي والازدهار، فالوطن بهذا المعنى لا يُنصت فقط إلى الكلمات، بل يُنصت إلى الحلم، وإلى نبض الغد، وإلى ملامح وطن يُراد له أن يكون أقوى وأعدل وأجمل.
فصوتُ الشباب ليس ضجيجًا، بل هو بوصلة، وليس تمردًا، بل هو شغف بالوطن.
هو نبض الساحات، وصدى الجامعات، وهمس المقاهي، وزخم الشوارع.
هو السؤال الحائر والإجابة التي لم نكتبها بعد.
هو الأمل حين يتعب الأمل، وهو الإيمان حين يتردد الإيمان، وهو العمل حين نريد العمل.
والمغرب، حين يُصغي لصوت شبابه، يُعلن أنه وطنٌ لا يُدار بالوصاية، بل بالشراكة، وطنٌ لا يكتفي بأن يعلّم أبناءه كيف يحلمون، بل يمنحهم فرصة تحقيق الحلم.
فليفرح الوطن، وليُسطّر أبناؤه هذا المجد التليد، وهذا الفصل الجديد بحروف من نور، ولنعلم جميعًا أن الفرح المغربي الذي تحقق اليوم على كل الجبهات، ليس مجرّد نشوة عابرة، بل هو مشروع حياة… تُبنى فيه الأوطان من جديد.
خلاصة القول، أن فوز المغرب بكأس العالم لم يكن مجرد انتصار رياضي لشباب الوطن، بل كان انعكاسًا لروح لا تنكسر، ورجع صدى لإرادة شعب لا يعرف المستحيل، ولطموح أمة صاغت المجد على المستطيل الأخضر، ووحّدت القلوب خلف راية الوطن، اختلطت فيها دموع الفرح بدموع الفخر، فكان الملعب مرآة لوطن يعرف كيف يحلم، وكيف يُحقق الحلم.
ولم يكد صدى الفوز يخفت، بل كان المجد في الميدان متوازيًا مع الكرامة والتنمية المنشودة، وهكذا، تحوّل الانتصار الكروي إلى شرارة لنهضة وطنية تنموية شاملة، يؤمن فيها المغرب أن البطولة الحقيقية لا تُقاس بالكؤوس فقط، بل بالاستثمار في العقول، وبناء المدارس، وتجهيز المستشفيات، وتمكين الشباب ليكونوا أبطالا في كل الميادين.

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=4278 0
كلمة محمد الشيخ بلا رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، في افتتاح موسم الولي الصالح الشيخ ماء العينين https://alouatan.net/?p=4081 https://alouatan.net/?p=4081#respond Thu, 21 Aug 2025 16:07:22 +0000 https://alouatan.net/?p=4081

كلمة محمد الشيخ بلا رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، في افتتاح موسم الولي الصالح الشيخ ماء العينين

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،
نحمَده تبارك وتعالى حمدًا يليق بجلال الذات وكمال الصفات،
والصلاة والسلام على المصطفى صاحب الخلق العظيم، وسيد الأولين والآخرين،

سيادة عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت،
السيد النائب البرلماني رئيس جماعة تيزنيت،
السادة رؤساء المصالح الخارجية المدنية والأمنية،
السادة العلماء والأساتذة والباحثين وممثلو الطرق الصوفية المختلفة،
السيدات والسادة ضيوف إقليم تيزنيت، وضيوف الأسرة المعينية، أسرة الشيخ ماء العينين،
أبناء وحفدة العلامة المرحوم الشيخ ماء العينين،
السادة ممثلو وسائل الإعلام،
الحضور الكريم كل باسمه ووسمه الرفيع،
الفضليات والأفاضل المحترمين،

 

إنه لشرف عظيم أن أحضر معكم اليوم، باسم ساكنة إقليم تيزنيت، وباسم المجلس الإقليمي لتيزنيت، في هذا المحفل الرباني المهيب، وفي هذا الموعد السنوي لموسم القطب الرباني الشيخ ماء العينين، الذي اعتاد الجمع الكريم، وأفاضل الإقليم وزواره على الاحتفاء به، وتذكير الأمة بمناقبه وجهوده بشكل عام، وبأهميته في المشهد الصوفي والعلمي بشكل خاص، وهي المناسبة التي تتزامن دائما مع مناسبتين وطنيتين غاليتين، هما مناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، وذكرى عيد الشباب المجيد،

وقد صدق الشاعر حين قال:

شيخ المشايخ قطب الكون قاطبة / ماء العيون به إنسانها بصرا
لا يختشي لامة في الله لائمة / يجري مع الحق حيث ما يراه جرى
في كل أمر على الله متكل / لا يختشي غير من صور الصور

 

إنه العلامة الجليل، الشيخ محمد المصطفى ماء العينين، الذي تشرفت مدينة وإقليم تيزنيت، باحتضانه إبان حياته، وبعد التحاقه بالرفيق الأعلى، كما تشرفت هذه الزاوية المباركة وعدد من المرافق العمومية والخاصة بحمل اسمه بهذه المدينة، وعلى رأس هذه المؤسسات نذكر قاعة العروض الشيخ ماء العينين، وساحة الشيخ ماء العينين، ومكتبة الشيخ ماء العينين، وزاوية الشيخ ماء العينين وغيرها…
واعتبارا لهذه الرمزية ولهذه الدلالات العميقة، فالشيخ ماء العينين كما ينتمي لأسرته المعينية، فهو كذلك ينتمي لهذه المدينة السلطانية، وهذا الإقليم الذي زرع فيه غراسا لازالت شامخة وشاهدة على رجل ارتبط اسمه بالثقافة والعلم والتصوف والزهد والصحبة والمؤاخاة.
كيف لا، وقد وصفه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، خلال شهر غشت لسنة 2007، عندما أطلق اسم الشيخ ماء العينين على فوج الضباط في حفل أداء القسم بين يديه حفظه الله، حيث تفضل ووصفه بالمجاهد الكبير وبالعالم النحرير.

هذا كله إن دل على شيء، فإنما يدل على محورية هذا الشيخ المجاهد، وهذه الزاوية المعينية، في المشهد العمومي بتيزنيت وبعموم تراب الوطن، ولا غرابة في ذلك فهو الإمام والعالم الرباني، الذي صال وجال، وعلم وأفتى، وأبدع فيما عجز فيه غيره، وهو الحكيم الصوفي الذي تفيض عليه العلوم، وتجيش عليه الفهوم، بشكل يعجز معه اللسان عن الوصف، والقلم عن الحصر.
الشيخ محمد مصطفى ماء العينين فريد عصره، وغني عن كل تعريف، والمعروف لا يعرف، كما يقال، وتأثيره العلمي والصوفي عبر الآفاق، فهو من كبار الشخصيات التي مرت في تاريخ المغرب المعاصر، ومن كبار الشخصيات التي ارتبط اسمها بالزهد والتصوف والورع والتثقيف والجهاد، وهو إمام في المعقول والمنقول، وقطب في عدد لا يستهان به من العلوم الظاهرة والباطنة، وكما قال أحدهم، فالشيخ ماء العينين، كان أعلم بكل فن من أهل كل فن.

الفضليات والأفاضل المحترمين

الشيخ ماء العينين كان رائدا في مدرسة المؤاخاة، وكان يقول “لا بد أن يواخى دين جميع الطرق”، حتى إنه ألف في الموضوع كتابا هاما سماه “مفيد الراوي في أني مخاوي”، كما قال رحمه الله،

إني مخاو لجميع الطرق / أخوة الإيمان عند المتقي
ولا أفرق بين الأولياء / كمن يفرق بين الانبياء

ومن هذا المنطلق أقول، ما أحوجنا اليوم إلى تلمس معاني هذه الوصايا العظيمة المبنى والمعنى، وصايا الأخوة والمؤاخاة في السياسة والمجتمع، وفي الثقافة والفن، وفي الاقتصاد والرياضة، وفي الحياة بشكل عام،
ختاما أهنئكم – أيها الجمع الكريم- بهذا التألق، وبمواصلة هذا المسار، كما أهنئكم بهذا الاحتفاء برمز من رموز منطقتنا، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

محمد الشيخ بلا
20 غشت 2025

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=4081 0
الشيخ بلا يكتب عن فقراء إداولتيت و يوجه رسالة “لمدمني التجريح” https://alouatan.net/?p=3935 https://alouatan.net/?p=3935#respond Mon, 03 Feb 2025 21:35:58 +0000 https://alouatan.net/?p=3935

الشيخ بلا يكتب عن “فقراء إداولتيت” و يوجه رسالة “لمدمني التجريح”

بقلم: محمد الشيخ بلا

في الحقيقة لم أتردد كثيرا في الكتابة عن موسم “فقراء إداولتيت” لهذه السنة، الذي اكتسى حلة بهية وطعما خاصا ومميزا، ليس ردا على بعض الترهات والأقاويل “المشروخة” (إن صح التعبير)، ولكن بالنظر إلى الفخر والاعتزاز الذي أحسسنا به جميعا – كساكنة محلية، وكمدبرين وفاعلين ترابيين ومؤسساتيين من مختلف المستويات- ونحن نستقبل رواد ومنتسبي هذه الطائفة العريقة، التي عايشناها أبا عن جد، وألفناها منذ نعومة أظافرنا، إلى أن أصبحت جزءا من ذاكرتنا وهويتنا.

“إداولتيت”، فكرة ضاربة في أعماق التاريخ، تستحق – وبآلاف علامات الاستحقاق- كل هذا التقدير وهذا الاحتفاء، فتاريخها وامتدادها القبلي يضم كلا من قبائل “إداوسملال” و”إداوباعقيل”، و”إداكورسموكت”، فيما تصل جغرافيتها السهل بالجبل، ويمتد حيزها المكاني من “أدرار” إلى “أزغار”، وهو ما يعبر – وبشكل عفوي- عن تلاقي إرادات القبائل المختلفة، والمداشر والقرى المبثوثة بالمسار الذي يسلكه “فقراء إداولتيت” بإقليم تيزنيت.

“إداولتيت”، فكرة تستحضر وبشكل عميق وسامي، جملة من التعاليم السمحة، التي تجمع أكثر مما تفرق، وتبني جسورا متينة من الود والإخاء، أمام تناقضات المجال، وتقاطعات مناطق التماس، وتباينات المواقف المرتبطة بحسابات لحظية، لا تأبه بها المدينة والإقليم.

“إداولتيت”، فكرة تستحق الانتباه إليها ودراستها من جميع الزوايا والأبعاد، فهي ممارسة تليدة، وطقس عريق، يحتاج إلى الكثير من البحث العلمي والإثنولوجي، وإلى الكثير من التنقيب الإثنوغرافي والتاريخي، فالمجال خصب للباحثين والدارسين، الذين سيجدون – ولا شك- ضالتهم في سبر أغوار وتاريخ “فقراء إداولتيت”، على اعتبار أن أبعاد وتجليات الطائفة ترقى بها إلى مصاف التعبيرات الصوفية المتجذرة، التي استطاعت المزج بين العفوية والتنظيم، والالتقائية والتلقائية، كما رسمت لنفسها مسارات مضبوطة في الزمان والمكان، بل واستطاعت تحقيق التعايش بين الطرق الصوفية المختلفة، والتركيز على المجال، وعلى التفاعل الإيجابي والتعاون الذي لا يلغي التمايزات البينية، بل يراعي خصوصيات المحيط، ويتجاوز في الآن نفسه عددا من التأثيرات الجانبية للإثنيات والثقافات المختلفة.

“إداولتيت”، تتجلى خباياها وخفاياها في الأعراف المتوارثة، وتظهر في مئات الأشعار والأذكار، والأمداح الأمازيغية التي يحرص روادها على ترديدها الجماعي، بجميع الأماكن وعلى مدار الساعة، وهي لحظات صوفية جلية، تمزج درجات التصوف المختلفة، وتحرص على ضبط إيقاعاتها المتناغمة، بدءا بالتخلية (تطهير النفس)، ومرورا بالتحلية (العمل بالطاعات والفضائل)، ووصولا إلى التجلية (السمو بالروح والنفس والعقل)، وهي أرقى درجات تزكية النفس وتطهيرها بالطاعات والعبادات والقربات.

ولذلك ليس غريبا، أن تجد هذه الطائفة كل هذا الاحتضان الشعبي والمؤسساتي، وبتعبير الصوفية نقول “لو كنا نملك أكثر من ذلك لفعلنا، ولسعينا على الوجه، ومشينا حبوا، وعلى الرأس”، فمع الطائفة وغيرها من الطرق الصوفية المتجذرة بالمدينة والغقليم، نعيش لحظات من الصفاء، والأنس الروحي بالجوار الرباني، وليس غريبا أن تجد الجمعيات والهيئات والجماعات الترابية في الصفوف الأمامية بعدتها وعتادها ورأسمالها الرمزي، فتثمين الموروث بكل تمظهراته، جزء من قناعاتنا وبرنامج عملنا.

ولكن الغريب، أن تجد من يرغب في مصادرة حق المدينة والإقليم في الفرح، وحق الساكنة في الاحتفاء، وفي الانغماس في سبوحات الأسرار والحكمة والملكوت، والغريب أن تجد أصواتا تخشى من رهان التثمين الذي رفعته المدينة والإقليم، على اعتبار أنه رهان موضوعي ينتصر لتيزنيت وباديتها، أكثر من انتصاره للأشخاص أو للهيئات والأحزاب والمؤسسات، كما يتجاوز بكثير زمن الانتدابات، ويعيد أمور الثقافة والتراث إلى نصابها، بل يضعها على السكة وفي المسار الصحيح.

ولكن الغريب، أن تجد بعض الأصوات التي أدمنت التجريح في كل شي – مع حفظ حقها في التعبير والكلام طبعا- تستنكر الاحتفاء بموروث تبناه الآباء والأجداد، في الوقت الذي كانوا فيه نطفا أو أطفالا في حجور المرضعات، ولا غرابة أن لا يعجبهم العجب، ولا الصوم في رجب، ولا استقبال الفقراء في شعبان، ولا استشراف رمضان، (ما شكاو عيلنا هادو، ما عجبهوم والو..)، فهم الذين ألفوا التنطع والتفيقه والحديث بالتفاهة أمام العامة، كما ألفوا ازدراء كل شي، كأن تيزنيت لا وجود فيها لأي شيء جميل.

وفي رصد سريع لردود الفعل لدى جبهة “مالك مزغب” التي احترفت السواد خلال الشهرين الأخيرين (شهرين فقط..)، نرصد بعضا من تلك الردود والتفاعلات:

الجماعة تنظم منتدى الجمعيات: احتواء هاداك، ركوب على ، غموض هنا، بزّاف على ..!

الجماعة تصادق و تتبنى هوية بصرية جديدة: بلاّتي بعدا ! ، علاش هذا ؟ كُون غير ؟ ..!

الجماعة تحيي رأس السنة الأمازيغية / تيفلوين: إقصاء، مبالغة ، أين ؟، كيف ؟ ، لماذا ؟ ..!

⁠الجماعة تساهم إلى جانب شركائها في استقبال طائفة إداوليت: عنداك ..!علاش؟ كيفاش؟ واكواك؟ واه، منذ متى ؟ ..!

هذا ديدنهم تجاه كل المبادرات النبيلة بالمدينة والإقليم، وهكذا يتشحون بالسواد كلما ظهر بصيص أمل، وهكذا يترحون ويحزنون عندما تفرح تيزنيت، وعند تلخيص المشهد، سترون ديناميات هنا، وهوسا هناك، كما سترون عملا هنا، وردود فعل هناك، وفرحا هنا، ومأتما وعويلا هناك.. إنا لله وإنا إليه راجعون..

وقد صدق الشاعر، حين قال:

إن الأمور لها رب يدبرها / وكل شيء بأمر الله مؤتمر

فَلَنْ يُفِيدَكَ أنْ تَحتَاطَ مِنْ قَدرٍ / وَلَنْ يَرُدَّ القَضَا حِرصٌ وَلَا حَذَرُ

ولن يضرك كيد الناس ما اجتمعوا / إلا بشيء بغير الكيد مقتدر

والجَأ لِرَبِّكَ فِي الضَّرَّاءِ مُعتَصِمًا / مَا رَدَّ رَبُّكَ مَن لِلعَونِ يَفتَقِرُ

وقبل الختم، أقول لهؤلاء، ولكل الذين فاتهم الركب، بأننا لا نريد في تفاعلنا هذا، أن يصبح الصخر مثقالا بدينار، لكن، ورغم كل ذلك، فلن تجدوا فينا إلا المعاملة بالأصل وليس بالمثل، لأننا مدركون تمام الإدراك بأن الذي يناهض مشروع المدينة، وينفث السوء ويرمي السم في الكلام، من الطبيعي أن لا يرى ما يراه الناظرون المتفحصون، ومن الطبيعي أن يعميهم الحقد والبغض عن رؤية المنجز في السر والعلن، ومن الطبيعي أن يفضح القلم والقول دواخلهم ومكنون قلوبهم.

ورغم كل ذلك، اسمحوا لي أن أتقاسم مع هؤلاء بعض عوالم اليأس، وأدخل للحظات إلى عالمهم البئيس، علني أرجع القهقرى، وأجد شيئا جديدا وممتعا بعالمهم الأفلاطوني كما رسموه ..! وفي انتظار سبر هذه الأغوار المظلمة، وصفاء القلوب، ونقاءها بعد خلوها من الحقد والبغض والرياء، أرجو من هؤلاء أن يرشدونا إلى القطار الذاهب إلى مدينتهم الفاضلة، وأن يختاروا نوع الحبر الذي به يخطون ويخططون، فقد تعددت الأقلام والحبر واحد، ومهما دبجوا ولونوا وتلونوا فالحقيقة تعلى ولا يعلى عليها.

أما عن “فقراء إداولتيت” وغيرهم من أصفياء القلوب، فسنظل نستقبلهم ونفرح بهم، ونفرح لفرحهم، ونسعد بقدومهم، لأننا منهم وإليهم، كما ستظل بيوتنا وبيوت أهل تيزنيت وشرفاءها ومساجدها ومآذنها وزواياها وكل الفضاءات الجميلة والأخاذة، مفتوحة في وجوههم، تحضنهم وتقبل رأسهم وتتزين لهم، بل تقف منتصبة شامخة لهم، ترفع القبعات وعقيرات الرجال والنساء فرحا بقدومهم وترحيبا بهم.

وكما قال رئيسنا الحاج عبد الله الغازي “أيبلغ ربي المقصود”..

بقلم: محمد الشيخ بلا – تيزنيت في : 3 فبراير 2025

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=3935 0
الشيخ بلا في توديع العامل السابق لإقليم تيزنيت: تحديتم الصعاب، ووصلتم الليل بالنهار، وكنتم بحق نعم الصاحب، ونعم الخليل.. https://alouatan.net/?p=3829 https://alouatan.net/?p=3829#respond Wed, 30 Oct 2024 23:48:59 +0000 https://alouatan.net/?p=3829

الشيخ بلا في توديع العامل السابق لإقليم تيزنيت: تحديتم الصعاب، ووصلتم الليل بالنهار، وكنتم بحق نعم الصاحب، ونعم الخليل..

ألقى محمد الشيخ بلا رئيس المجلس الاقليمي لتيزنيت بمناسبة توديع “السيد حسن خليل” العامل السابق لإقليم تيزنيت (30 أكتوبر 2024) كلمة بالمناسبة خلال حفل التوديع جاء فيها : 
“الحمد لله كما ينبغي لجلاله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، على مولانا رسول الله، وعلى الصحب والآل، ما دام في الكون شخوص وظلال،
الفاضل المحترم، السيد حسن خليل، العامل السابق لإقليم تيزنيت،
إنه لشعور مقرون بالسعادة والاعتزاز، ذلك الذي أستشعره اليوم في هذه اللحظة بالذات، وفي هذه المناسبة المميزة، مناسبة توديع رجل قدم الكثير لإقليم تيزنيت، والمناسبة شرط كما يقال،
نلتئم اليوم، لنودع رجلا قدم الكثير لإقليم تيزنيت، منذ أن وطئت قدمه تراب هذه المنطقة ككاتب عام (منذ سنة 2001 إلى غاية 2007)، إلى أن عاد إليها مسؤولا أولا، منذ سنة 2019 إلى غاية شهر أكتوبر من السنة الجارية،
ومما لاشك فيه، أن تلكم السنين شكلت عصارة سنوات من التجارب والمنجزات، تفاعلنا فيها جميعا مع الرجل، وخبرناه كما خبرنا، واشتغلنا معه وبالقرب منه في العديد من المحطات، التي أظهرت معدنه الوفي لهذا الإقليم، وحرصه الدائم على التنمية والعيش الكريم، كما رأينا تفانيه وانضباطه – حد الصرامة- في المهام الجسيمة الموكولة إليه، بأقصى ما يملك من أفكار وطاقة وقدرات.
السيد حسن خليل، اسم على مسمى، فهو الحسن خلقا وخلقة، وهو الخليل اسما ومحيى،
من أيّ أبواب الثّناء سندخل، وبأيّ أبيات القصيد سنعبّر، فلا غرابة إن عجزت الكلمات عن وصف شكرنا لك، فقد أعطيت بلا حدود، وكنت مثالا بارزاً للعطاء والثقة، حفظك الله وبارك في خطواتك،
أديت مهمتك بصدق ونبل وأمانة، فجهدك التنموي لا تخطئه عين، وعملك الميداني لا ينكره جاحد، فالشكر لك ولكافة الأطقم المشتغلة معك، من أفراد ومسؤولين، ومؤسسات وإدارات، وهيئات وجماعات وقطاعات، وجمعيات وتعاونيات وفعاليات،
وعليك أن تتذكر دائما، أن العمل الطيب يعيش للأبد، وأن الفعل الجميل يتذكره الناس دائما، وأن عمل المعروف يدوم ولا ينسى، بل يبقى ذكره وأثره في طيّات القلب ثابتاً، لا تهُزّه المواقف ولا تحركه عوامل الزمان،
وفي هذا السياق، اسمحوا لي أن أعرب لكم – كرئيس للمجلس الإقليمي- عن امتناني لدعمكم الجلي والثابت والدائم للمجلس الإقليمي لتيزنيت، ولمختلف الجماعات الترابية بالإقليم،
لقد ساهمتم رغم العديد من الإكراهات في تحقيق جملة من المشاريع والبرامج والأهداف، وتحديتم الصعاب، ووصلتم الليل بالنهار، وكنتم بحق نعم الصاحب في التنمية المحلية، ونعم الخليل،
لابد أن أشير كذلك إلى خصلة قل نظيرها في الشخصيات التي تتواجد في مثل هذه المواقع والمسؤوليات، فالسيد “حسن خليل”، مسكون حد الشغف بحب القراءة،
لم تمنعه المهام الكثيرة والملفات المتشعبة من الانغماس في الكتب، وكأني به يملك آلة خاصة تمكنه من السفر عبر الأزمنة، ومن المزاوجة بين الماضي والحاضر وتطلعات المستقبل، فالرجل مثقف موهوب، وموسوعي متعدد الأبعاد والاهتمامات، يجمع بين التاريخ والفكر، والتنمية والسياسة، كما أن ضليع في الشعر والأدب والتصوف.
وليسمح لي الحاج ع الله غازي، النائب البرلماني ورئيس جماعة تيزنيت، أن أستعير منه جملة قالها في وقت سابق في حق المحتفى به، فبكل أمانة أقول “لا يسعنا شهودا دنيويين، إلا أن نقرّ للرجل بدماثة الأخلاق والوطنية الصادقة والإخلاص للثوابت”،
فجزاك الله عنّا، أفضل ما جزى به العاملين المخلصين، وبارك الله لك، وأسعدك أينما حطّت بك الرّحال، كما نرجو العلي العظيم أن يُمتّعكم بموفور الصحة والعافية، وأن يُبارك في جهودكم المبذولة، وأن يجزيكم عن هذا الإقليم خير الجزاء، ومرحبا بك على الدوام في مدينتك وإقليمك.
وفقنا الله وإياكم، لما فيه خير بلدنا الحبيب تحت القيادة الرشيدة لمولانا المنصور بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بصنوه الأمير مولاي الرشيد وكافة أسرته الشريفة.
(وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ)، صدق العلي العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”
محمد الشيخ بلا.

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=3829 0
أهم المشاريع النوعية والاستراتيجية التي أطلقها الوفد الوزاري بتيزنيت https://alouatan.net/?p=3346 https://alouatan.net/?p=3346#respond Sun, 25 Feb 2024 23:27:21 +0000 https://alouatan.net/?p=3346

هذه أهم المشاريع النوعية والاستراتيجية التي أطلقها الوفد الوزاري بتيزنيت

بقلم: محمد الشيخ بلا
حينما صادقنا في إحدى دورات المجلس الجماعي لتيزنيت قبل سنة من الآن، على اتفاقية “تأهيل وتحسين جاذبية مدينة تيزنيت”، لسنوات 2023 إلى غاية 2026، ارتفعت أصوات نشاز تحاول الحط من قيمة هذه الاتفاقية الهامة، وترويج مدى استحالة المصادقة عليها، بل والتوقيع عليها من طرف كافة الشركاء المؤسساتيين، وبالتالي عدم قدرة المجالس المعنية وعلى رأسهم جماعة تيزنيت على تنزيلها على أرض الواقع، بل وتأكيدهم بأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد شعارات أو “بروبغاندا” يحاول مسيرو الجماعة ترويجها في ظل الصعوبات الاستثنائية التي تعاني منها المالية العمومية بعموم تراب الوطن.
لكن الرياح جرت بعكس ما تشتهيه سفن الحاقدين، وكشفت الأيام زيف أمانيهم، ومدى هشاشة قناعاتهم المعلنة والخفية، خاصة بعد مصادقة المجلسين الجماعي والإقليمي لتيزنيت، وكذا مجلس جهة سوس ماسة على هذه الاتفاقية، وموافقة عدد من الشركاء المؤسساتيين وعلى رأسهم وزارة الداخلية وولاية جهة سوس ماسة وعمالة إقليم تيزنيت، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ووزارة التربية الوطنية والرياضة، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووكالة الحوض المائي لسوس ماسة، (مصادقتهم وموافقتهم) على هذه الاتفاقية النوعية والهيكلية والاستراتيجية، التي تصل كلفتها الإجمالية إلى 636 مليون درهم (أي ما يفوق 63 مليار سنتيم)

محاور برنامج تحسين جاذبية مدينة تيزنيت

كما تأكدت جدية القائمين على الشأن المحلي بتيزنيت، بعد استكمال جميع التوقيعات –دون استثناء- وتقديم البرنامج صبيحة الجمعة 23 فبراير 2024 بساحة الاستقبال بمدينة تيزنيت، أمام رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، والوفد الوزاري المرافق له (وزير التجهيز والماء، السيد نزار بركة، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، السيد خالد أيت الطالب، وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد محمد صديقي)، حيث تم الاطلاع على البرنامج الذي يتضمن سبعة (07) محاور أساسية، تصب كلها في تنمية هذه المدينة، وجعلها ترقى إلى مصاف المدن البهية بحول الله.
وقد خصص هذا البرنامج مبلغ 115 مليون درهم لتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز، بينها الأحياء الملحقة (تمدغوست، والدوتركة، وبوتقورت، وإدرق، وبوتيني والأحياء الناقصة التجهيز بعدد من أحياء المدينة)، كما خصص مبلغ 220 مليون درهم، لتحسين جاذبية المدينة من خلال تأهيل المداخل والمحاور الطرقية الرئيسية، فالمدينة –كما يعلم الجميع- تفتقر لمداخل في المستوى، علاوة على تخصيص مبلغ 106 مليون درهم لتأهيل واحة تاركا، التي طالها النسيان منذ عقود، سواء على مستوى التأهيل أو جلب المياه لأكبر واحة بمنبسط تيزنيت.
وفي ذات السياق، خصص برنامج تأهيل مدينة تيزنيت، مبلغ 55 مليون درهم لبناء مجزرة جماعية جديدة، بمواصفات عصرية، وتهيئة السوق الأسبوعي وسوق المواشي، وذلك بعد سنوات من توالي مطالب مهنيي القطاع بضرورة تحسين ظروف عملهم، وتوفير أكبر قدر ممكن من وسائل الراحة والسلامة للمهنيين والمرتفقين على حد سواء، وفي المجال الحيوي المرتبط بالشباب، خصص برنامج تأهيل المدينة مبلغ 50 مليون درهم لإنجاز ملاعب القرب وعدد من الفضاءات الرياضية وقاعة مغطاة جديدة، من شأنها تخفيف الضغط الكبير على المرافق الرياضية الحالية، وتحسين العرض الرياضي بالمدينة، كما خصص ذات البرنامج مبلغ 40 مليون درهم، لإعادة تأهيل ساحة المشور التاريخية، وإعادة تأهيل القصبة الكولونيالية بها، وهو ما سيزيد من جاذبية الساحة، وتحسين الولوج إليها، وبالتالي التعريف بها كواحدة من الساحات التاريخية العريقة، دون أن ننسى مبلغ 50 مليون درهم الذي خصصه البرنامج لوقاية المدينة من الفيضانات، وإنجاز المنشآت المائية بالنفوذ الترابي لجماعة تيزنيت.

]]>
https://alouatan.net/?feed=rss2&p=3346 0