انطلاق البرنامج الوطني لتكوين الأطفال في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي

في خطوة رائدة تهدف إلى إعداد جيل المستقبل لمواكبة التحولات الرقمية، أطلقت وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، بالشراكة مع وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة ووزارة الاقتصاد والمالية، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، البرنامج الوطني لتكوين الأطفال في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي.

وينطلق البرنامج بشكل متوازي في مختلف جهات المملكة خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 24 أكتوبر 2025، حيث يهدف إلى تعزيز قدرات الأطفال في مهارات العصر الرقمي، وتأهيلهم لاستخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة والتحليل الرقمي بطريقة تفاعلية وشيقة.

ويأتي هذا البرنامج في سياق الاستراتيجية الوطنية للرقمنة التي تسعى إلى إدماج الشباب في الثورة الرقمية، وتزويدهم بالمعارف والمهارات الضرورية لمواجهة تحديات المستقبل. ويتيح البرنامج للأطفال فرصة التعلم العملي من خلال ورشات تطبيقية وجلسات تفاعلية تحت إشراف خبراء ومتخصصين في مجالات التكنولوجيا الحديثة.

وأكد المسؤولون المشاركون في إطلاق البرنامج على أهمية هذا النوع من المبادرات في بناء جيل رقمي واعٍ ومبدع، قادر على الابتكار والمساهمة في تطوير الاقتصاد الرقمي الوطني. كما يشكل البرنامج منصة لتعزيز التعاون بين القطاع العام والمؤسسات التعليمية والتقنية، لضمان نقل المعرفة والمهارات الرقمية للأطفال بشكل مستدام.

ومن المنتظر أن يشهد البرنامج مشاركة واسعة من الأطفال في مختلف جهات المملكة، مع تقديم محتوى تعليمي متنوع يتناسب مع أعمارهم واحتياجاتهم، مما يعكس التزام المغرب بتطوير القدرات الرقمية للشباب منذ سن مبكرة، وضمان اندماجهم الفعّال في الاقتصاد الرقمي الوطني.

“حدود الذكاء الاصطناعي في تعزيز المنظومة السجنية نحو سجون رقمية ” شعار النسخة الرابعة عشرة من الجامعة الربيعية في السجون

تحت رعاية السامية لصحاب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نظمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بشراكة مع جامعة المولى اسماعيل بمكناس، النسخة الرابعة عشرة من الجامعة الربيعية في السجون. وقد تم اختيار موضوع “حدود الذكاء الاصطناعي في تعزيز المنظومة السجنية نحو سجون رقمية ” لهذه الدورة بسجن تولال 2 مكناس، وذلك تأكيدا لأهمية تطوير المنظومة السجنية وتحويلها إلى فضاء لإعادة التأهيل والإدماج الاجتماعي.

انطلقت فعاليات الجامعة يوم 25 مارس 2025، بمجموعة من الورشات اشرف على تأطيرها أساتذة جامعيين و استفاذ منها الطلبة السجناء، في حين شهد اليوم التاني حضور السيد عبد الغني الصبار عامل عمالة مكناس و الوفد الرسمي المرافق له ، و مدراء مركزيون ممثلين للمندوبية العامة لإدارة السجون ، إضافة إلى رئيس جامعة مولاي اسماعيل وعمداء الكليات التابعة لها ومسؤولين محليين وإقليميين. بعد الاستماع للنشيد الوطني ، و كلمة افتتاحية لمدير السجن المحلي تولال 2 عزيز الاكحل بعدها تم عرض شريط وثائقي حول كرونولوجيا الجامعة الصيفية منذ انطلاقها 2016. وقدم رئيس جامعة مولاي اسماعيل كلمة رسمية شددت على أهمية هذه المبادرات.

لينتقل هذا اللقاء إلى تكريم عدد من الشخصيات على رأسهم عامل عمالة مكناس و رئيس جامعة المولى إسماعيل و مجموعة من الأساتذة الجامعيين ، بعدها تم تقديم شواهد المشاركة لمجموعة من السجناء مقرري الورشات التي تم تنظيمها و اطرها الأساتذة الجامعيين
كما شهد هذا اللقاء حضور البطلة العالمية نزهة بدوان رئيسة الجامعة الملكية للرياضة للجميع التي اشرفت على تكريم الفرق الفائزة في دوري رمضان لكرة القدم ذكور و كرة السلة نساء
و خلال الجلسة العامة عرفت مداخلة ذ. : محمد بومدين حول ” دور الذكاء الاصطناعي في تجويد حكامة المؤسسات السجنية”؛
كما جاءت مداخلة ذ. عبد الإله هلالي حول دور” الذكاء الرقمي في التأهيل الذهني والسلوكي للسجناء”
لتليه مداخلة ذ عزيز البردوني تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي وحقوق النزلاء داخل المؤسسات السجنية”؛
لتختتم المداخلات بالاستاذ هشام الحموني حول تعزيز المنظومة السجنية : نحو سجون رقمية”؛

واختتمت الجامعة الربيعية بقراءة تقارير الورشات ألقاها نزلاء المؤسسة السجنية تولال 2 و تم استعراض أبرز التوصيات التي خلص إليها المشاركون،
تلاها قراءة لبرقية ولاء مرفوعة إلى الملك محمد السادس.
. وفي ختام الفعاليات، تم تنظيم حفل إفطار جماعي تكريماً للضيوف والنزلاء المشاركين.
جدير بالذكر أن الجامعة الربيعية في السجون تظل تجربة فريدة من نوعها، تسعى إلى تحقيق توازن بين العقوبة والإصلاح بما يتماشى مع الرؤية الملكية الرامية إلى إرساء مقومات الجهوية المتقدمة، وجعل المؤسسات السجنية فضاءات لإعادة التأهيل والاندماج في المجتمع.