الأخصائية التربوية والأسرية المصرية غادة السمان
أهمية الثقافة النفسية في العالم العربي.
استضاف الطالب صلاح الدين الدبدوبي الدكتورة غادة السمان الحاصلة على عدة دبلومات في الصحة النفسية والعلاج المعرفي السلوكي وتعديل السلوك وإدارة الأعمال والعلاج النفسي من جامعة عين شمس و الجامعة الأمريكية وذلك في لقاء أونلاين لمقاربة موضوع الثقافة التفسية في العالم العربي.
الدكتورة غادة السمان نلاحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع نسبة الشباب العازفين عن الزواج واتجاههم نحو إقامة علاقات غير الشرعية خارج منظومة الزواج ، مما يترتب عليه نتائج وخيمة بالنسبة لكل من الجنسين . ماهي الحلول التي تقترحونها لتفادي هذه الظاهرة ؟
تقول الأخصائية الأسرية والتربوية المصرية إن فئة الشباب اليوم العازف عن الزواج ليست بكبيرة ،ولكن مقارنة بالماضي فهي مرتفعة والسبب وراء ذلك أن هؤلاء الشباب الذين يدّعون هذه الفكرة أنهم خرجوا من أسر مضطربة ،فهم لا يرفضون الزواج في حد ذاته بدليل أنهم يحاولون تطبيق شكل الزواج ،ولكن بشكل غير شرعي كنوع من الهروب والفرار من القيود .لكنهم يرفضون الشكل التقليدي للزواج الذي عاشوا عليه سنوات الطفولة والمراهقة مع آبائهم، وبتالي فهم يتمردون على مؤسسة الزواج ويطلبون الحرية والتحرر من كل هذه القيود بدعوة أنه سيكون الأفضل والأسعد لهم ،
ثم تابعت كلامها في أن البعض أصبح يرفض الإنجاب ،فتسأله لماذا؟ فيجيبك أن المجتمع مضطرب وظالم ،يعاني فقرا على مستوى الحقوق بالنسبة لكل من المرأة والرجل ، وكل هذه الأفكار التشاؤمية والسلبية التي تعد غيضا من فيض تجعل الشباب العربي يفر من إقامة الزواج وكذا الإنجاب إذا تزوج .ولتفادي هذه الظاهرة في المستقبل من المفترض أن نهتم بهؤلاء الشباب العازفين والمقبلين على الزواج فنقدم لهم ندوات وبرامج ولقاءات تخدم الجانب النفسي الصحي لهم ،فحينما يتعلموا كيفية إدارة أنفسهم ثم إدارة الآخر وهو شريك الحياة فحتما سيكونون أكثر إطمئنانا ،لأنه حينما أدرك كيف أدير نفسي ثم كيف أتعامل مع شريك الحياة سأكون مطمئنا بحيث أن العلاقة ستكون تبادلية وتفاعلية بها أخذ ورد ، تبادل للمنفعة والحب والمشاعر ….
أما علاقة اصطدام التي شاهدها هؤلاء الشباب في أسرهم سيدركون حتما أخطاءها فيتجنبوها وبتالي تكون لهم سعادة في الزواج .
أما بخصوص الشباب الصاعد أو جيل الغذ فعلينا أن نقوم بتجهيز وتوعية أسرهم بأساليب التعامل بالتربية السليمة ،حتى تعطي الثمرة أكلها في الغد أو بعد غد .
كيف ومن أين نحصل على الثقافة النفسية ؟هل من الأسرة ،أم من المؤسسات التعليمية ،أم من المنضمات الحقوقية أو غير الحقوقية ؟
توضح الأخصائية المصرية أن المؤسسة التربوية في المدارس أو في الجامعات تلعب دورا مهما جدا .
بحيث علينا أولا أن نقوم بتأهيل المدرسين والمعلمين نفسيا الذين سيقومون بتدريس الأطفال ،لأنه كم من معلم غير سوي نفسيا أثر سلبيا على التلاميذ ،أو على الأقل أنه غير قادر على فهم قدرات التلاميذ وتوجيههم التوجيه الصائب والسليم وكذا في التعامل مع مشاكلهم .فنبدأ بتأهيل هؤلاء المعلمين والأساتذة في المدارس والجامعات في كيفية التدريس والتعامل مع الطلبة .
ثانيا نقوم بتوعية التلاميذ والطلبة بأهمية الجانب النفسي الصحي لهم ،وخصوصا في مطلع مرحلة المراهقة التي تعد تحولا في حياة ونفسية الفرد ،بحيث نطلعهم في هذه المرحلة على التغيرات الجسمانية والنفسية وكذا الهرمونية ،مالذي يحدث ؟ كيف يتعامل المراهق(ة) مع هذه التغيرات ،وبتالي نساعده ليجيب عن كل هذه الأسئلة ببساطة .
ثم أضافت الدكتورة أن الشباب الذين يدرسون في المرحلة الجامعية المؤهلين لسوق الشغل وجب عليهم الإطلاع عن كتب تهتم بعلم النفس وبالخصوص علم النفس الإيجابي ،كيفية تحفيز ذاته والآخرين وكذا تعلم طرق المسؤولية والقيادة إضافة إلى فهم شخصيته والتعامل مع الشخصيات المختلفة الأخرى ، كل هذه الأمور وجب الإشارة إليها وتعليمها في الجامعة بغية تأهيل الطالب فكريا ونفسيا وعمليا لأن الجامعة تعد الفضاء الذي يجتمع فيه من كل الذكور والإناث قبل ولوجهم إلى الحياة المهنية والعملية ، فيتم تعليمهم كذلك بمناهج محددة ومناسبة لأعمارهم العلاقات الزوجية ومعايير اختيار شريك للحياة .
ثم تابعت حديثها مبينة بعد ذلك تأتي دور المؤسسات الخاصة سواءا المجالس القومية أو الجمعيات الخيرية فنبدأ في تقديم دورات ومحاضرات للشباب لتأهيلهم سواءا للعلاقات الزوجية والإنجاب وكيفية تربية الأبناء وكذا في العمل وتحقيق النجاح فيه .
صلاح الدين الدبدوبي /مكناس-المغرب
